الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ 1243 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=651120أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة،......... ومنبري على حوضي .
[ 1245 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=187أبي حميد قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=659474خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك . . . وساق الحديث ، وفيه: ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني مسرع ، فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث". فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة ، فقال: "هذه طابة ، nindex.php?page=treesubj&link=30686_30791وهذا أحد ، وهو جبل يحبنا ونحبه" .
قوله صلى الله عليه وسلم " nindex.php?page=hadith&LINKID=651120ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " ، الصحيح من [ ص: 503 ] الرواية " بيتي " ، وروي في غير الأم " قبري " مكان " بيتي " ، وجعل بعض الناس هذا تفسيرا لقوله " بيتي " ، والظاهر بيت سكناه ، والتأويل الآخر جائز ; لأنه - nindex.php?page=treesubj&link=31369صلى الله عليه وسلم - دفن في بيت سكناه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : أجمع المسلمون على أن موضع قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل بقاع الأرض كلها ، وقد حمل كثير من العلماء هذا الحديث على ظاهره، فقال : ينقل ذلك الموضع بعينه إلى الجنة . وقال بعضهم : يحتمل أن يريد به أن العمل الصالح في ذلك الموضع يؤدي بصاحبه إلى الجنة .
وقوله " ( ومنبري على حوضي " حمله أكثرهم على ظاهره فقال : يكون منبره ذلك بعينه على حوضه ، وقيل : إن له على حوضه منبرا آخر غير ذلك أعظم وأشرف منه . وقيل : معناه إن ملازمة منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لسماع الذكر والوعظ والتعلم يفضي بصاحبه إلى الورود على الحوض . وللباطنية في هذا الحديث من الغلو والتحريف ما لا ينبغي أن يلتفت إليه ، والأولى: التمسك بالظاهر ، فقد جاء في الصحيح أن هنالك - أعني في أرض المحشر - أقواما على منابر تشريفا لهم وتعظيما ، كما قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=660414إن المقسطين على منابر من نور يوم [ ص: 504 ] القيامة " ، وإذا كان ذلك في أئمة العدل فأحرى الأنبياء ، وإذا كان ذلك للأنبياء فأحرى وأولى بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ، فيكون منبره بعينه ، ويزاد فيه ويعظم ويرفع وينور على قدر منزلته صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون لأحد في ذلك اليوم منبر أرفع منه ; إذ ليس في القيامة أفضل منه صلى الله عليه وسلم .