قال ابن القيم رحمه الله: حديث أبي حميد هذا حديث صحيح، متلقى بالقبول، لا علة له. وقد أعله قوم بما برأه الله، وأئمة الحديث منه. ونحن نذكر [ ص: 188 ] ما عللوه به، ثم نبين فساد تعليلهم وبطلانه بعون الله.
قال ابن القطان في كتابه "الوهم والإيهام": "هذا الحديث من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن عمرو، وهو صدوق، وثقه يحيى بن سعيد، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين. وأخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم. وضعفه يحيى بن سعيد في رواية عنه. وكان nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري يجد عليه من أجل القدر. فيحب التثبت فيما روى من قوله: "فيهم أبو قتادة"، فإن أبا قتادة توفي في زمن nindex.php?page=showalam&ids=8علي، وصلى عليه nindex.php?page=showalam&ids=8علي. وهو ممن قتل معه، وسن محمد بن عمرو مقصرة عن إدراك ذلك".
قال: "وقيل في وفاة أبي قتادة غير ذلك; أنه توفي سنة أربع وخمسين، وليس بصحيح، بل الصحيح ما ذكرناه. وقتل علي سنة أربعين، ذكر هذا التعليل nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر الطحاوي. قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي: والذي زاده محمد بن عمرو غير معروف ولا متصل؛ لأن في حديثه أنه حضر أبا حميد وأبا قتادة، ووفاة أبي قتادة قبل ذلك بدهر طويل؛ لأنه قتل مع علي وصلى عليه. فأين سن محمد بن عمرو من هذا؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي: وعبد الحميد بن جعفر ضعيف" .
قال ابن القطان: "ويزيد هذا المعنى تأكيدا: أن عطاف بن خالد روى هذا الحديث فقال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17003محمد بن عمرو بن عطاء، حدثنا رجل: أنه وجد [ ص: 189 ] عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا" فذكر نحو حديث أبي عاصم .
وعطاف بن خالد مدني ليس بدون nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر، وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حكى أن مالكا لم يحمده، قال: وذلك لا يضره؛ لأن ذلك غير مفسر من nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بأمر يجب لأجله ترك روايته".
قال: "وقد اعترض nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني على nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في ذلك بما ذكرناه من عدم تفسير الجرح [و] بأمر آخر لا نراه صوابا، وهو أن قال: وحتى لو كان مالك قد فسر، لم يجب أن يترك بتجريحه رواية عطاف، حتى يكون معه مجرح آخر. قال ابن القطان: وإنما لم نره صوابا لوجهين.
أحدهما: أن هذا المذهب ليس بصحيح، بل إذا جرح واحد بما هو جرحة قبل، فإنه نقل منه لحال سيئة تسقط بها العدالة، ولا يحتاج في النقل إلى تعدد الرواة.
والوجه الثاني: أن ابن مهدي أيضا لم يرض عطافا، لكن لم يفسر بماذا لم يرضه، فلو قبلنا قوله فيه قلدناه في رأي لا في رواية.
وغير nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16349وابن مهدي يوثقه. قال أبو طالب عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: هو من أهل المدينة، ثقة صحيح الحديث، روى نحو مائة حديث. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين: صالح الحديث، ليس به بأس. وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين: من قلت "ليس به بأس"، فهو عندي ثقة. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ليس بذاك. قال ابن القطان: ولعله أحسن حالا من nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر، وهو قد بين أن بين محمد بن عمرو وبين أولئك الصحابة رجلا. قال: ولو كان هذا عندي [ ص: 190 ] محتاجا إليه في هذا الحديث للقضاء بانقطاعه لكتبته في الدرك الذي قد فرغت منه، ولكنه غير محتاج إليه للمقرر من تاريخ وفاة أبي قتادة، وتقاصر سن محمد بن عمرو عن إدراك حياته رجلا. فإنما جاءت رواية عطاف عاضدة لما قد صح وفرغ منه".
قال: "وقد رواه عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمر فقال فيه: عن عياش أو عباس بن سهل الساعدي: "أنه كان في مجلس فيه أبو قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، nindex.php?page=showalam&ids=45وأبو أسيد، nindex.php?page=showalam&ids=187وأبو حميد" ولم يذكر فيه من الفرق بين الجلوسين ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر. ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود. وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "صحيحه": حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، سمع nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد، سمعا محمد بن عمرو بن حلحلة، سمع nindex.php?page=showalam&ids=17003محمد بن عمرو بن عطاء: أنه كان جالسا في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال nindex.php?page=showalam&ids=187أبو حميد: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رأيته إذا كبر فذكر الحديث .
وهذا لا ذكر فيه لأبي قتادة ولكن ليس فيه ذكر لسماعه من أبي حميد وإن كان ذلك ظاهره».