وفيه موضع واحد يدخل في النسخ على قول بعض العلماء، وهو قوله: (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا) ، قال بعض من يجيز نسخ القرآن بالسنة: إن زكريا عليه السلام منع الكلام وهو قادر عليه، وإنه منسوخ بقول [ ص: 30 ] النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صمت يوما إلى الليل".
وأكثر العلماء على أنه ليس بمنسوخ، على أن زكريا إنما منع من الكلام بآفة دخلت عليه منعته إياه، وتلك الآفة عدم المقدرة على الكلام مع الصحة، كذلك قال المفسرون، وذهب كثير من العلماء إلى أن قوله عليه الصلاة والسلام: "لا صمت يوما إلى الليل"; إنما معناه: عن ذكر الله، وأما عن الهذر وما لا فائدة فيه; فالصمت عن ذلك حسن.