الإعراب:
من قطع (ألف) الوصل من (الم * الله) ; فهو على تقدير الوقف على (الم) ، كما يقدرون الوقف على أسماء الأعداد في نحو: واحد، اثنان، ثلاثه، أربعه، وهم واصلون، وفتح الميم وحذف ألف الوصل على الأصل، ويحتمل أن يكون فتح الميم لسكونها وسكون اللام من اسم الله عز وجل; [لخفة الفتح بعد الياء، ويحتمل أن يكون] على تقدير قطع ألف الوصل; كالقراءة المتقدمة، ثم تلقى حركة الهمزة على الميم، ومنه قوله: واحد، اثنان، ثلاثه، اربعه، فيلقون الحركة وهم مقدرون السكوت، ولولا تقديرهم السكوت; لانقلبت هاء التأنيث في الدرج تاء.
[ ص: 22 ] و (القيوم) : (فيعول) من قام يقوم، و (القيام) : (فيعال) منه، وأصله:
(القيوام) ، و (القيم) : (فيعل) منه، وأصله: (قيوم) .
(نزل عليك الكتاب بالحق): قوله: (بالحق) في موضع الحال من (الكتاب) ، والباء متعلقة بمحذوف، التقدير: ثابتا بالحق، ولا تتعلق الباء بـ (نزل) ; لأنه قد تعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر، ولا يتعدى إلى ثالث، و (مصدقا) : حال من المضمر في (بالحق) ، وهما جميعا حالان مؤكدان.
ومن فتح الهمزة من (الإنجيل) ; فلا مثال له في الكلام، ويحتمل - إن سمع- أن يكون مما أعربته العرب من الأسماء الأعجمية، ولا مثال له في كلامها.
(وأخر متشابهات) : لم تصرف (أخر) ; لأنها فارقت الأصل الذي يجب أن يكون عليه بناؤها، كما كان بناء أخواتها; لأن أصلها أن تكون صفة بالألف واللام; كالصغر والكبر، فلما عدلت عن مجرى الألف واللام، وأصل (أفعل منك) ، وهي ما لا تكون إلا صفة; منعت الصرف.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: لم يصرفوها; لأن واحدها لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، وأنكر
[ ص: 23 ] ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد ، وقال: (يجب على هذا ألا ينصرف "غضاب"، و"عطاش") .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : لم تنصرف; لأنها صفة، وأنكره
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد أيضا، وقال: إن
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19لبدا [البلد: 1] و (حطما) صفتان، وهما منصرفتان.
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لا يجوز أن يكون (أخر) معدولة عن الألف واللام; لأنها لو كانت معدولة عنهما; لكانت معرفة، ألا ترى أن (سحر) معرفة في جميع الأقاويل لما كانت معدولة، وأن (أمس) معرفة في قول من قال: (ذهب أمس) معدول عن (الأمس) ، فلو كان (أخر) أيضا معدولا عن الألف واللام; لكان معرفة وقد وصفه الله تعالى بالنكرة.
[ ص: 24 ] nindex.php?page=treesubj&link=28908 (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) : ابتداء وخبر عند من جعل التمام على: (وما يعلم تأويله إلا الله) ، ومن جعله معطوفا; فـ (يقولون) عنده في موضع الحال من (الراسخون) ، ويجوز أيضا أن يكون مستأنفا على تقدير: وهم يقولون.
(كل من عند ربنا) : (حذف المضاف عند البصريين; لأنه اسم دال على المضاف; كثير في الكلام، ولا يجوز الحذف في الصفة عندهم; نحو: (إنا كلا فيها) [غافر: 48] فيمن نصب، وأجازه الكوفيون.
(كدأب آل فرعون) : موضع الكاف نصب على التقديرات المتقدمات في التفسير، ويجوز أن يكون رفعا على تقدير: (دأبهم كدأب آل فرعون) .
(ستغلبون وتحشرون) : من قرأ بالياء; فالمراد به: الذين كفروا، ويجوز أن يكون: اليهود، المعنى: (قل لليهود: سيغلب المشركون ويحشرون إلى جهنم) ، ويجوز أن يراد: اليهود والمشركون جميعا، ومن قرأ بالتاء; فالمراد اليهود والمشركون جميعا، ونظير الأول:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال: 38]
[ ص: 25 ] ، ونظير الثاني:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة [آل عمران: 81].
ومن قرأ: (يرونهم) بالياء مفتوحة; فهو على ما تقدم في التفسير.
ومن قرأ بالياء مضمومة؛ بناه لما لم يسم فاعله، والمعنى: يصور لهم أنهم مثلا عدة المسلمين.
وقوله: (مثليهم) : نصب على الحال من الهاء والميم في (ترونهم) ، وهو من رؤية البصر; يدل عليه قوله: رأي العين.
(فئة تقاتل في سبيل الله) : الرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف، التقدير: إحداهما فئة، والجر على البدل من (فئتين) ، ويجوز النصب على الحال، كأنه قال: التقتا مختلفتين مؤمنة وكافرة، أو على إضمار (أعني) .
(وأخرى كافرة) : في قراءة من رفع: في موضع رفع على أنها خبر مبتدإ محذوف، وهي صفة قامت مقام موصوف، التقدير: والثانية فئة أخرى كافرة، وإذا نصبت (فئة) ; كانت (أخرى) في موضع نصب على الحال، وإن جررت (فئة) ; فـ (أخرى) في موضع جر.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار :
من رفع (جنات) ; فعلى الابتداء، أو بالظرف، واللام متعلقة بالخبر المحذوف
[ ص: 26 ] الذي قام اللام مقامه، ولا يجوز جر (جنات) إذا قدرت اللام متعلقة بمحذوف; لأن حروف الجر والظروف إذا تعلقت بمحذوف تقوم مقامه; صار فيها ضمير مقدر مرفوع، واحتاجت إلى ابتداء يعود عليه ذلك الضمير، فإن جعلت اللام متعلقة بقوله: (أؤنبئكم) ، أو صفة لـ (خير) ; جاز الجر في (جنات) على البدل من (خير) ، ولا يجوز إن جعلت اللام صفة لـ (خير) أن ترفع (جنات) بالظرف; لأن في قولك: (للذين) ضميرا مرفوعا للموصوف، فيمتنع أن يرتفع به الظاهر، ولكنه يضمر له مبتدأ، كأنه قال: (هي جنات) ، وتكون (هي جنات) تفسيرا للخير.
والضم في (رضوان) ; ك (رجحان)، والكسر; كـ (حرمان) ، وهما لغتان.
وشهد الله أنه لا إله إلا هو؟: من قرأ: (شهداء الله) ; جعله جمع (شهيد) ، ونصبه على الحال من الضمير في (المستغفرين) ، ويجوز أن يكون جمع (شاهد) ; كعالم وعلماء.
والفتح في (أنه لا إله إلا هو) ، و (أن الدين عند الله الإسلام) على تقدير: (شهد الله بأنه لا إله إلا هو) ، ثم أبدل: (أن الدين) من (أنه لا إله لا هو) وهو
[ ص: 27 ] بدل الشيء من الشيء وهو هو; لأن قوله: (أنه لا إله إلا هو) توحيد، والإسلام يتضمن التوحيد والعدل.
[ويجوز أن يكون بدل الاشتمال; لأن الإسلام يشتمل على التوحيد والعدل]، ويجوز أن يكون موضع (أن) جرا على البدل من (القسط) ، وهو بدل الشيء من الشيء وهو هو; لأن الدين الذي هو الإسلام قسط، والتقدير: (قائما بأن الدين عند الله الإسلام) .
وكسر (إن الدين) على الاستئناف، ويجوز فتح (إن الدين) وكسر (أنه)على معنى: (شهد الله أن الدين عنده الإسلام وإنه لا إله إلا هو) ، ويجوز كسرهما، فكسر الأول; لأن (شهد) فيه معنى (قال) ، والثاني على الاستئناف.
وانتصاب قوله: (قائما) على الحال من (هو) .
(ومن اتبعن) : موضع (من) يجوز أن يكون رفعا على العطف على التاء في: (أسلمت) ، أو يكون مبتدأ، والخبر محذوف، والتقدير: (ومن اتبعن أسلم وجهه لله) .
الْإِعْرَابُ:
مَنْ قَطَعَ (أَلِفَ) الْوَصْلِ مِنْ (الم * اللَّهُ) ; فَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ الْوَقْفِ عَلَى (الم) ، كَمَا يُقَدِّرُونَ الْوَقْفَ عَلَى أَسْمَاءِ الْأَعْدَادِ فِي نَحْوِ: وَاحِدْ، اثْنَانْ، ثَلَاثَهْ، أَرْبَعَهْ، وَهُمْ وَاصِلُونَ، وَفَتْحُ الْمِيمِ وَحَذْفُ أَلِفِ الْوَصْلِ عَلَى الْأَصْلِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فَتْحُ الْمِيمِ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ اللَّامِ مِنَ اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ; [لِخِفَّةِ الْفَتْحِ بَعْدَ الْيَاءِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ] عَلَى تَقْدِيرِ قَطْعِ أَلْفِ الْوَصْلِ; كَالْقِرَاءَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ، ثُمَّ تُلْقَى حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى الْمِيمِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَاحِدِ، اثْنَانِ، ثَلَاثَهْ، ارْبَعَهْ، فَيُلْقُونَ الْحَرَكَةَ وَهُمْ مُقَدِّرُونَ السُّكُوتَ، وَلَوْلَا تَقْدِيرُهُمُ السُّكُوتَ; لَانْقَلَبَتْ هَاءُ التَّأْنِيثِ فِي الدَّرْجِ تَاءً.
[ ص: 22 ] وَ (الْقَيُّومُ) : (فَيْعُولٌ) مِنْ قَامَ يَقُومُ، وَ (الْقَيَّامُ) : (فَيْعَالٌ) مِنْهُ، وَأَصْلُهُ:
(الْقَيْوَامُ) ، وَ (الْقَيِّمُ) : (فَيْعِلٌ) مِنْهُ، وَأَصْلُهُ: (قَيْوِمٌ) .
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ): قَوْلُهُ: (بِالْحَقِّ) فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ (الْكِتَابَ) ، وَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، التَّقْدِيرُ: ثَابِتًا بِالْحَقِّ، وَلَا تَتَعَلَّقُ الْبَاءُ بِـ (نَزَّلَ) ; لِأَنَّهُ قَدْ تَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ أَحَدُهُمَا بِحَرْفِ جَرٍّ، وَلَا يَتَعَدَّى إِلَى ثَالِثٍ، وَ (مُصَدِّقًا) : حَالٌ مِنَ الْمُضْمَرِ فِي (بِالْحَقِّ) ، وَهُمَا جَمِيعًا حَالَانِ مُؤَكِّدَانِ.
وَمَنْ فَتَحَ الْهَمْزَةَ مِنَ (الْإِنْجِيلِ) ; فَلَا مِثَالَ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَيُحْتَمَلُ - إِنْ سُمِعَ- أَنْ يَكُونَ مِمَّا أَعْرَبَتْهُ الْعَرَبُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْأَعْجَمِيَّةِ، وَلَا مِثَالَ لَهُ فِي كَلَامِهَا.
(وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) : لَمْ تُصْرَفْ (أُخَرُ) ; لِأَنَّهَا فَارَقَتِ الْأَصْلَ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ بِنَاؤُهَا، كَمَا كَانَ بِنَاءُ أَخَوَاتِهَا; لِأَنَّ أَصْلَهَا أَنْ تَكُونَ صِفَةً بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ; كَالصُّغَرِ وَالْكُبَرِ، فَلَمَّا عَدَلَتْ عَنْ مَجْرَى الْأَلِفِ وَاللَّامِ، وَأَصْلِ (أَفْعَلَ مِنْكَ) ، وَهِيَ مَا لَا تَكُونُ إِلَّا صِفَةً; مُنِعَتِ الصَّرْفَ.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: لَمْ يَصْرِفُوهَا; لِأَنَّ وَاحِدَهَا لَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، وَأَنْكَرَ
[ ص: 23 ] ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرَّدُ ، وَقَالَ: (يَجِبُ عَلَى هَذَا أَلَّا يَنْصَرِفَ "غِضَابٌ"، وَ"عِطَاشٌ") .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : لَمْ تَنْصَرِفْ; لِأَنَّهَا صِفَةٌ، وَأَنْكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرَّدُ أَيْضًا، وَقَالَ: إِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19لِبَدًا [الْبَلَدِ: 1] وَ (حُطَمًا) صِفَتَانِ، وَهُمَا مُنْصَرِفَتَانِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (أُخَرَ) مَعْدُولَةً عَنِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ; لِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَعْدُولَةً عَنْهُمَا; لَكَانَتْ مَعْرِفَةً، أَلَا تَرَى أَنَّ (سَحَرَ) مَعْرِفَةٌ فِي جَمِيعِ الْأَقَاوِيلِ لَمَّا كَانَتْ مَعْدُولَةً، وَأَنَّ (أَمْسِ) مَعْرِفَةٌ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ: (ذَهَبَ أَمْسِ) مَعْدُولٌ عَنِ (الْأَمْسِ) ، فَلَوْ كَانَ (أُخَرَ) أَيْضًا مَعْدُولًا عَنِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ; لَكَانَ مَعْرِفَةً وَقَدْ وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالنَّكِرَةِ.
[ ص: 24 ] nindex.php?page=treesubj&link=28908 (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) : ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ عِنْدَ مَنْ جَعَلَ التَّمَامَ عَلَى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) ، وَمَنْ جَعَلَهُ مَعْطُوفًا; فَـ (يَقُولُونَ) عِنْدَهُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ (الرَّاسِخُونَ) ، وَيَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا عَلَى تَقْدِيرِ: وَهُمْ يَقُولُونَ.
(كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) : (حَذْفُ الْمُضَافِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ; لِأَنَّهُ اسْمٌ دَالٌّ عَلَى الْمُضَافِ; كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ، وَلَا يَجُوزُ الْحَذْفُ فِي الصِّفَةِ عِنْدَهُمْ; نَحْوَ: (إِنَّا كُلًّا فِيهَا) [غَافِرٍ: 48] فِيمَنْ نَصَبَ، وَأَجَازَهُ الْكُوفِيُّونَ.
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : مَوْضِعُ الْكَافِ نَصْبٌ عَلَى التَّقْدِيرَاتِ الْمُتَقَدِّمَاتِ فِي التَّفْسِيرِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَفْعًا عَلَى تَقْدِيرِ: (دَأْبُهُمْ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) .
(سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) : مَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ; فَالْمُرَادُ بِهِ: الَّذِينَ كَفَرُوا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ: الْيَهُودَ، الْمَعْنَى: (قُلْ لِلْيَهُودِ: سَيُغْلَبُ الْمُشْرِكُونَ وَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ: الْيَهُودُ وَالْمُشْرِكُونَ جَمِيعًا، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ; فَالْمُرَادُ الْيَهُودُ وَالْمُشْرِكُونَ جَمِيعًا، وَنَظِيرُ الْأَوَّلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الْأَنْفَالِ: 38]
[ ص: 25 ] ، وَنَظِيرُ الثَّانِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ [آلِ عِمْرَانَ: 81].
وَمَنْ قَرَأَ: (يَرَوْنَهُمْ) بِالْيَاءِ مَفْتُوحَةً; فَهُوَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ.
وَمَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ مَضْمُومَةً؛ بَنَاهُ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَالْمَعْنَى: يُصَوَّرُ لَهُمْ أَنَّهُمْ مَثَلًا عِدَّةُ الْمُسْلِمِينَ.
وَقَوْلُهُ: (مِثْلَيْهِمْ) : نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ فِي (تَرَوْنَهُمْ) ، وَهُوَ مِنْ رُؤْيَةِ الْبَصَرِ; يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: رَأْيَ الْعَيْنِ.
(فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) : الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ، التَّقْدِيرُ: إِحْدَاهُمَا فِئَةٌ، وَالْجَرُّ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ (فِئَتَيْنِ) ، وَيَجُوزُ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ، كَأَنَّهُ قَالَ: الْتَقَتَا مُخْتَلِفَتَيْنِ مُؤْمِنَةً وَكَافِرَةً، أَوْ عَلَى إِضْمَارِ (أَعْنِي) .
(وَأُخْرَى كَافِرَةٌ) : فِي قِرَاءَةِ مَنْ رَفَعَ: فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ، وَهِيَ صِفَةٌ قَامَتْ مَقَامَ مَوْصُوفٍ، التَّقْدِيرُ: وَالثَّانِيَةُ فِئَةٌ أُخْرَى كَافِرَةٌ، وَإِذَا نَصَبْتَ (فِئَةٌ) ; كَانَتْ (أُخْرَى) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، وَإِنْ جَرَرْتَ (فِئَةٌ) ; فَـ (أُخْرَى) فِي مَوْضِعِ جَرٍّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ :
مَنْ رَفَعَ (جَنَّاتٌ) ; فَعَلَى الِابْتِدَاءِ، أَوْ بِالظَّرْفِ، وَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْخَبَرِ الْمَحْذُوفِ
[ ص: 26 ] الَّذِي قَامَ اللَّامُ مَقَامَهُ، وَلَا يَجُوزُ جَرُّ (جَنَّاتٌ) إِذَا قَدَّرْتَ اللَّامَ مُتَعَلِّقَةً بِمَحْذُوفٍ; لِأَنَّ حُرُوفَ الْجَرِّ وَالظُّرُوفَ إِذَا تَعَلَّقَتْ بِمَحْذُوفٍ تَقُومُ مَقَامَهُ; صَارَ فِيهَا ضَمِيرٌ مُقَدَّرٌ مَرْفُوعٌ، وَاحْتَاجَتْ إِلَى ابْتِدَاءٍ يَعُودُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الضَّمِيرُ، فَإِنْ جَعَلْتَ اللَّامَ مُتَعَلِّقَةً بِقَوْلِهِ: (أَؤُنَبِّئُكُمْ) ، أَوْ صِفَةً لِـ (خَيْرٍ) ; جَازَ الْجَرُّ فِي (جَنَّاتٌ) عَلَى الْبَدَلِ مِنْ (خَيْرٍ) ، وَلَا يَجُوزُ إِنْ جَعَلْتَ اللَّامَ صِفَةً لِـ (خَيْرٍ) أَنْ تَرْفَعَ (جَنَّاتٌ) بِالظَّرْفِ; لِأَنَّ فِي قَوْلِكَ: (لِلَّذِينِ) ضَمِيرًا مَرْفُوعًا لِلْمَوْصُوفِ، فَيَمْتَنِعُ أَنْ يَرْتَفِعَ بِهِ الظَّاهِرُ، وَلَكِنَّهُ يُضْمَرُ لَهُ مُبْتَدَأٌ، كَأَنَّهُ قَالَ: (هِيَ جَنَّاتٌ) ، وَتَكُونُ (هِيَ جَنَّاتٌ) تَفْسِيرًا لِلْخَيْرِ.
وَالضَّمُّ فِي (رِضْوَانٌ) ; كَ (رُجْحَانِ)، وَالْكَسْرُ; كَـ (حِرْمَانِ) ، وَهُمَا لُغَتَانِ.
وَشَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟: مَنْ قَرَأَ: (شُهَدَاءَ اللَّهِ) ; جَعَلَهُ جَمْعَ (شَهِيدٍ) ، وَنَصَبَهُ عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي (الْمُسْتَغْفِرِينَ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ (شَاهِدٍ) ; كَعَالِمٍ وَعُلَمَاءَ.
وَالْفَتْحُ فِي (أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ، وَ (أَنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) عَلَى تَقْدِيرِ: (شَهِدَ اللَّهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ، ثُمَّ أُبْدِلَ: (أَنَّ الدِّينَ) مِنْ (أَنَّهُ لَا إِلَهَ لَا هُوَ) وَهُوَ
[ ص: 27 ] بَدَلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ وَهُوَ هُوَ; لِأَنَّ قَوْلَهُ: (أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) تَوْحِيدٌ، وَالْإِسْلَامُ يَتَضَمَّنُ التَّوْحِيدَ وَالْعَدْلَ.
[وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلَ الِاشْتِمَالِ; لِأَنَّ الْإِسْلَامَ يَشْتَمِلُ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالْعَدْلِ]، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَوْضِعُ (أَنَّ) جَرًّا عَلَى الْبَدَلِ مِنَ (الْقِسْطِ) ، وَهُوَ بَدَلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ وَهُوَ هُوَ; لِأَنَّ الدِّينَ الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ قِسْطٌ، وَالتَّقْدِيرُ: (قَائِمًا بِأَنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) .
وَكَسْرُ (إِنَّ الدِّينَ) عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، وَيَجُوزُ فَتْحُ (إِنَّ الدِّينَ) وَكَسْرُ (أَنَّهُ)عَلَى مَعْنَى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّ الدِّينَ عِنْدَهُ الْإِسْلَامُ وَإِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ، وَيَجُوزُ كَسْرُهُمَا، فَكَسْرُ الْأَوَّلِ; لِأَنَّ (شَهِدَ) فِيهِ مَعْنَى (قَالَ) ، وَالثَّانِي عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.
وَانْتِصَابُ قَوْلِهِ: (قَائِمًا) عَلَى الْحَالِ مِنْ (هُوَ) .
(وَمَنِ اتَّبَعَنِ) : مَوْضِعُ (مَنِ) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَفْعًا عَلَى الْعَطْفِ عَلَى التَّاءِ فِي: (أَسْلَمْتُ) ، أَوْ يَكُونَ مُبْتَدَأً، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ، وَالتَّقْدِيرُ: (وَمَنِ اتَّبَعَنِ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) .