ولا يزال في الجنة فضل ، حتى ينشئ الله لها : خلقا ، فيسكنهم فضل الجنة » ) .
(الشرح)
(عن عبد الوهاب بن عطاء - في قوله عز وجل : يوم نقول لجهنم : هل امتلأت ؟ وتقول : هل من مزيد ؟ - ) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : هذا الكلام على طريقة : التمثيل والتخييل ، ولا سؤال ولا جواب . انتهى .
وهذا من أنفاسه الاعتزالية . والأولى أنه على طريقة التحقيق . ولا يمنع من ذلك : عقل ، ولا شرع .
قال الكرخي : جعل nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري هذا من باب المجاز : مردود ، لما ورد : «تحاجت الجنة والنار » ، «واشتكت النار إلى ربها » . ولا مانع [ ص: 797 ] من ذلك ، فقد سبح الحصى ، وسلم الحجر على النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم . ولو فتح باب المجاز فيه : لاتسع الخرق .
وقال النسفي : هذا على تحقيق القول من جهنم ، وهو غير مستنكر : كإنطاق الجوارح ، والسؤال : لتوبيخ الكفار ، لعلمه تعالى : أنها قد امتلأت أم لا .
قال في (فتح البيان ) : مذهب جمهور السلف فيها : الإيمان بها ، من غير تأويل ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تحريف ، ولا تمثيل . وإمرارها على ظاهرها - وهذا هو الحق ، الذي لا محيد عنه - انتهى .
[ ص: 798 ] وفيه : دليل لأهل السنة ، على أن الثواب ليس متوقفا على الأعمال ، فإن هؤلاء يخلقون حينئذ ، ويعطون في الجنة ما يعطون : بغير عمل . ومثله : أمر الأطفال والمجانين ، الذين لم يعملوا طاعة قط . فكلهم في الجنة : برحمة الله تعالى وفضله .