أي تكبيرة الإحرام: كذا في النووي، وأورده في باب: (صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالليل ) .
(حديث الباب ) .
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي ص 57-90 ج 6 المطبعة المصرية .
[عن عبيد الله بن أبي رافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب، nindex.php?page=hadith&LINKID=658298عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهم! أنت الملك لا إله إلا أنت. أنت ربي وأنا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا. إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق. لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها. لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك! والخير كله في يديك. والشر ليس إليك. أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك".
وإذا سجد قال" "اللهم لك سجدت. وبك آمنت. ولك أسلمت. سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره. تبارك الله أحسن الخالقين". ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أسرفت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. لا إله إلا أنت" .] .
(الشرح) .
(عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه: (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي" ) .
أي قصدت بعبادتي "للذي فطر السماوات والأرض" أي: ابتدأ خلقهما.
"حنيفا" أي: مائلا إلى الدين الحق. وهو الإسلام. قاله الأكثرون.
"والحنف": الميل. ويكون في الخير والشر، وينصرف إلى ما تقتضيه القرينة.
وأيضا: أن الشيء يضاف إلى ما يجاوره. كما يقال: بساتين البلد. والله أعلم.
"تبارك الله أحسن الخالقين" أي: المقدرين، والمصورين.
(ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم، وأنت المؤخر" ) .
أي: تقدم من شئت بطاعتك وغيرها. وتؤخر من شئت عن ذلك. كما تقتضيه حكمتك.
وتعز من تشاء وتذل من تشاء. "لا إله إلا أنت".
قال النووي: وفي هذا الحديث استحباب دعاء الافتتاح مما في هذا الحديث. إلا أن يكون إماما لقوم لا يؤثرون التطويل.
وفي رواية: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر، ثم قال: "وجهت وجهي" إلى آخره. فيحمل المطلق على المقيد.
ومن هنا قال الشوكاني في "السيل الجرار": من له حظ في علم السنة المطهرة، ورزق نصيبا من الإنصاف: يعلم أن جميع الأحاديث الواردة [ ص: 334 ] في التعوذ والتوجهات، مصرحة بأنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك بعد تكبيرة الافتتاح.
وهذا مما لا يكاد يشك فيه عارف، أو يخالطه فيه ريب قط.
وقد كان يتوجه بعد التكبيرة. ويتعوذ بعد التوجه قبل افتتاح القراءة.
وقد ثبت عنه ألفاظ في التعوذ، أيها فعل المصلي فقد فعل المشروع.
وثبت عنه توجهات، أيها توجه به المصلي فقد فعل السنة.
ولكنه ينبغي للمتحري في دينه أن يحرص على فعل أصح ما ورد في التوجهات.
وأصح ما ورد حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الصحيحين، وغيرهما.
وفيه: (قال: "أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي" ) الخ. فهذا أصح ما ورد في التوجهات.
حتى لقد ثبت أنه قد تواتر لفظه، فضلا عن معناه.
ثم فيه التصريح أنه كان يتوجه بهذا في صلاته. ولم يقيد بصلاة الليل، كما ورد في بعض التوجهات.
فالعمل عليه والاستمرار على فعله، هو الذي ينشرح له الصدر، وينثلج به القلب. وإن كان جميع ما ورد من وجه صحيح يجوز العمل عليه، ويصير فاعله عاملا بالسنة، مؤديا لما شرع له. انتهى.