وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=653092أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهش منها نهشة ثم قال : أنا سيد المرسلين يوم القيامة ، وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس بعضهم لبعض : ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : عليكم بآدم عليه السلام فيأتون آدم فيقولون له : أنت أبو البشر خلقك الله تعالى بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ؟! ألا ترى ما ؟! قد بلغنا ؟ فيقول لهم آدم عليه السلام : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم خليل الله ، فيأتون إبراهيم خليل الله عليه السلام فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله وإني ، كنت كذبت ثلاث كذبات ويذكرها نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله فضلك برسالته وبكلامه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى عليه السلام ، فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى عليه السلام : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله وخاتم النبيين وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله لي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ، ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : أمتي أمتي يا رب ، فيقال : يا محمد ، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من ، أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده إن بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى وفي حديث آخر .
هذا السياق بعينه مع ذكر خطايا إبراهيم وهو قوله في الكواكب : هذا ربي ، وقوله لآلهتهم : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله إني : سقيم .
(وقال صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة مستجابة، فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة) .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) -رضي الله عنه- (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=909530تنصب للأنبياء منابر من ذهب فيجلسون عليها ويبقى منبري) فارغا (لا أجلس عليه) لكن أقوم (قائما بين يدي ربي منتصبا مخافة أن يبعث بي الله الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول يا رب أمتي، فيقول الله -عز وجل-: يا محمد، وما تريد أن تصنع بأمتك؟ فأقول: يا رب عجل حسابهم. فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى النار، وحتى إن مالكا خازن النار يقول: يا محمد ما تركت النار لغضب ربك في أمتك من بقية) .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط وفي إسناده محمد بن ثابت البناني ضعيف. قلت: هو محمد بن ثابت بن أسلم، روى له nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغير واحد، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : لا بأس به .
قال العراقي : رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث بريدة بسند حسن. قلت: لكن بزيادة: وشجر بعد مدر، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي وابن شاهين nindex.php?page=showalam&ids=13433وابن قانع nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم في الحلية من حديث أنس الأنصاري، قال nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : هو عندي البياضي، قال الحافظ في الإصابة: روى nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي وابن شاهين nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط من حديث عباد بن راشد عن ميمون بن سياه، عن nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب، قال: قام رجال خطباء يشتمون nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ويقعون فيه، فقام رجل من الأنصار، يقال له: أنيس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه، وأقسم بالله لأنا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر، أترون شفاعته تصل إليكم ويعجز عن أهل بيته؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الوسط: لا يروى عن أنيس إلا بهذا الإسناد، قال: وأنيس الذي روى هذا الحديث هو عندي البياضي له ذكر في المغازي وتبعه أبو موسى .
(وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ) رضي الله عنه ( nindex.php?page=hadith&LINKID=653092أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ) روي بالمهملة وبالمعجمة، وعلى الإهمال اقتصر nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت والمغني، قبض عليها وتناولها بمقدم أسنانه، وفرق بينهما nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=12860ابن القوطية، وقال ثعلب: بالمهملة يكون بأطراف الأسنان بالمعجمة بها وبالأضراس، وتمام البحث في شرحي على القاموس .
(ثم قال: أنا سيد المرسلين) ، وفي لفظ: أنا سيد الناس (يوم القيامة، وهل تدرون مما ذلك؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر) وفي لفظ: فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي (وتدنو الشمس) أي: تقرب من جماجمهم كما تقدم (فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يتحملون) أي: لما يصيبهم من [ ص: 490 ] المشقة والخزي (فيقول الناس بعضهم لبعض: ألا ترون) إلى ما أنتم فيه؟ ألا ترون (ما قد بلغكم) وفي رواية: إلى ما بلغتم (ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم -عليه السلام-) وفي رواية: ائتوا آدم (فيأتون آدم فيقولون له: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك) وفي رواية بزيادة: وأسكنك الجنة (اشفع) وفي رواية: ألا تشفع (لنا عند ربك؟! ألا ترى ما نحن فيه؟! ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعد مثله) وفي رواية: ولا يغضب، (وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي) نفسي (اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا -عليه السلام- فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟) وفي رواية: ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا؟! ألا تشفع لنا إلى ربك؟ (فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله) ولا يغضب بعده مثله (وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي) وفي رواية: دعوت بها على قومي؛ أي: فاستجيب له فلم تبق لي دعوة أخرى، وفي رواية فيقول: لست هناكم ويذكر خطيئة سؤله ربه ما ليس له به علم، كما قال تعالى إخبارا عنه ونادى نوح ربه الآية (نفسي نفسي) نفسي (اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم خليل الله، فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا عند ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله، وإني كنت قد كذبت ثلاث كذبات ويذكرها) وفي رواية فذكرها وهي قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعل كبيرهم هذا، وقوله لامرأته: قولي لهم إني أخته (نفسي نفسي) نفسي (اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى -عليه السلام- فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله فضلك الله برسالته) وفي رواية: برسالاته (وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضبه من قبل ولن يغضب بعده مثله وإني) قد (قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها، نفسي نفسي) نفسي (اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى -عليه السلام- فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضبه من قبل ولا يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا، نفسي نفسي) نفسي (اذهبوا إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- فيأتوني) وفي رواية: فيأتون محمدا -صلى الله عليه وسلم- (فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله وخاتم النبيين) وفي رواية: الأنبياء (و) قد (غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي) ثم (يفتح الله لي) وفي رواية علي: (من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك وسل تعطه) كذا في النسخ، وهكذا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، والرواية هنا: تعط بلا هاء، وهي تحتمل أن تكون هاء السكت أو ضميرا والمفعول محذوف تقديره: وسل ما شئت (واشفع تشفع) أي: تقبل شفاعتك (فأرفع رأسي فأقول: أمتي) يا رب (أمتي يا رب، فيقال: يا محمد، أدخل من أمتك [ ص: 491 ] من لا حساب عليهم) وفي رواية: عليه (من الباب الأيمن، ومن أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده إن بين المصراعين من مصاريع أبواب الجنة كما بين مكة وحميرى) بضم الحاء المهملة وآخره ألف مقصورة كذا في النسخ، وهو تحريف من النساخ، والصواب: هجر (وكما بين مكة وبصرى) بضم الموحدة موضع بالشام، وفي لفظ: أو كما (وفي حديث آخر هذا السياق بعينه مع ذكر خطايا إبراهيم -عليه السلام- وهو قوله في الكوكب: هذا ربي، وقوله لآلهتهم: بل فعله كبيرهم، وقوله: إني سقيم) .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14274والدارمي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14679والضياء من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : nindex.php?page=hadith&LINKID=692858إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر، وأنا وأول من يدخل الجنة ولا فخر، آتي باب الجنة فإذا الجبار -عز وجل- مستقبلي فأسجد له فيقول: ارفع رأسك، فإذا بقي من بقي من أمتي في النار قال أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئا، فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم من النار فيخرجون قد امتحشوا ويدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم: هؤلاء عتقاء الله -عز وجل- فيقول أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون [ ص: 492 ] فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد عن أبيه رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=674317إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي، خررت ساجدا شكرا لربي، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر فخررت ساجدا لربي .
قال الحافظ في الفتح: قد استشكل في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قولهم لنوح : أنت أول الرسل من أهل الأرض؛ فإن آدم نبي مرسل، وكذا شيث وإدريس وهم قبل نوح .
وأجيب بما حاصله: إن الأولية مقيدة بقوله: أهل الأرض؛ لأن آدم ومن ذكر معه لم يرسلوا إلى أهل الأرض أو إن الثلاثة كانوا أنبياء ولم يكونوا رسلا، وإلى هذا جنح nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال في حق سبعة، وتعقبه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض بما سمعه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر فإنه كالصريح في أنه كان مرسلا، وفيه التصريح بإنزال المصحف على شيث، وهو من علامات الإرسال .
ومن الأجوبة أن رسالة آدم كانت إلى بنيه وهم موجودون ليعلمهم شريعته، ونوح رسالته كانت إلى [ ص: 493 ] قوم كفار يدعوهم إلى التوحيد، وذكر المصنف رحمه الله تعالى في الدرة الفاخرة أن بين إتيان أهل الموقف آدم وإتيانهم نوحا ألف سنة، وكذا بين كل نبي ونبي إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- .
قال الحافظ في الفتح: ولم أقف في ذلك على أصل، ولقد أكثر في هذا الكتاب من إيراد أحاديث لا أصول لها فلا يغتر بشيء منها .
ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة معا قول الخليل -عليه السلام-: إنما كنت خليلا من وراء وراء، هو بفتح الهمزة بلا تنوين، ويجوز البناء على الضم للقطع على الإضافة نحو من قبل ومن بعد، واختاره nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء، ويجوز فيه النصب والتنوين جوازا جيدا، أو المعنى: لم أكن في التقريب والإدلال بمنزلة الحبيب، وقيل: المراد أن الفضل الذي أعطيته كان بسفارة جبريل، ولكن ائتوا موسى الذي كلمه الله بلا واسطة وكرر وراء إشارة إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- لأنه حصلت له الرؤيا والسماع بلا واسطة، فكأنه قال: أنا من وراء موسى الذي هو وراء محمد.
وأما ما ذكر من الكلمات الثلاث، فقال nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي: الحق أنها إنما كانت في معارض الكلام لكن لما كانت صورتها صورة الكذب أشفق منها استقصارا لنفسه عن الشفاعة؛ لأن من كان أعرف بالله وأقرب إليه منزلة كان أعظم خوفا، وأما قوله عن عيسى أنه لم يذكر ذنبا، فوقع في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : إني اتخذت إلها من دون الله، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة : nindex.php?page=hadith&LINKID=944987إني لقائم أنتظر أمتي عند الصراط.. إلخ. أفادت هذه الرواية تعيين موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- حينئذ، وإن هذا الذي وصف من كلام أهل الموقف كله يقع عند نصب الصراط بعد تساقط الكفار في النار، وإن عيسى هو الذي يخاطب نبينا -صلى الله عليه وسلم- وإن جميع الأنبياء يسألونه في ذلك، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان عند nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة حتى ينتهي إلى باب الجنة، قد يقال ما الحكمة من انتقاله -صلى الله عليه وسلم- من مكانه إلى الجنة؟
قال الطيبي : أي: يبين لي كل طور من أطوار الشفاعة حدا أقف عنده فلا أتعداه مثل أن يقول: شفاعتك فيمن أخل بالجماعة تفصيل، ثم فيمن أخل بالصلاة ثم فيمن شرب الخمر ثم فيمن زنى وهكذا وهكذا على هذا الأسلوب، والذي يدل عليه سياق الأخبار أن المراد بها مراتب المخرجين في الأعمال الصالحة .
وفي رواية ثابت عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : nindex.php?page=hadith&LINKID=856014فأقول: أي رب، أمتي أمتي، فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة، ثم شعيرة، وزاد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان: ثم حبة خردل، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: ارجعوا؛ فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير.. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: قيل: معنى الخير اليقين، وأما قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : فأخرجهم من النار، فقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: كأن راوي هذا الحديث ركب شيئا على غير أصله، وذلك أن أول الحديث في الشفاعة في الإخراج، وهو إشكال قوي، وقد أجاب عنه النووي تبعا لعياض بأنه قد وقع في حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة : فيأتون محمدا ويؤذن له في الشفاعة وترسل معه الأمانة والرحم فيقومان جنبي الصراط؛ أي: يقفان في ناحيته، فبهذا يفصل الكلام؛ لأن الشفاعة التي لجأ الناس إليها فيها لا راحة للناس من كرب الموقف، ثم تجيء الشفاعة في الإخراج. انتهى .
والمعنى في قيام الأمانة والرحم أنهما لعظم شأنهما ومخافة ما يلزم العباد من رعاية حقهما يوقفان للأمين والخائن والواصل والقاطع فيحاجان عن المحق ويشهدان على المبطل وقد وقع حديث [ ص: 494 ] nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بعد ذكر الجمع في الموقف الأمر باتباع كل أمة ما كانت تعبد، ثم يميز بين المنافقين من المؤمنين، ثم حلول الشفاعة بعد وضع الصراط والمرور عليه، فكان الأمر باتباع كل أمة كانت تعبد هو أول فصل القضاء والإراحة من كرب الموقف .
بهذا تجمع متون الأحاديث وتترتب معانيها وقد ظهر أنه -صلى الله عليه وسلم- أول ما يشفع ليقضي بين الخلق أو أن الشفاعة في من يخرج من النار ممن سقط تقع بعد ذلك وأن العرض والميزان وتطاير الصحف يقع في هذا الموطن، ثم ينادى لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيسقط الكفار في النار، ثم يميز بين المؤمنين والمنافقين بالامتحان بالسجود عند كشف الساق، ثم يؤذن في نصب الصراط والمرور عليه فيطفأ نور المنافقين فيسقطون في النار أيضا ويمر المؤمنون عليه في الجنة، فمن العصاة من يسقط ويوقف بعض من نجا عند القنطرة للمقاصصة بينهم، ثم يدخلون الجنة .
* (فصل)
في تفصيل الشفاعات هي خمس كما قاله النووي تبعا لعياض. الأولى: في الإراحة من هول الموقف، الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب، الثالثة: في إدخال قوم حوسبوا واستحقوا العذاب أن لا يعذبوا، الرابعة: في إخراج من أدخل النار من العصاة، الخامسة: في رفع الدرجات .
قالوا: يرد على الخمسة أربعة، وما عداها لا يرد كما ترد الشفاعة في التخفيف عن صاحبي القبرين وغير ذلك لكونه من جملة أحوال الدنيا، فإن قلت: فأي شفاعة ادخرها -صلى الله عليه وسلم- لأمته؟ أما الأولى فلا تختص بهم، بل هي لإراحة الجمع كلهم، وهي المقام المحمود كما تقدم، وكذلك باقي الشفاعات الظاهر أنه يشاركهم فيها بقية الأمم، والجواب أنه يحتمل أن المراد الشفاعة العظمى التي للإراحة من هول الموقف، وهي وإن كانت مختصة بهذه الأمم لكنهم الأصل فيها وغيرهم تبع لهم، ويحتمل أن تكون الشفاعة الثانية وهي التي في إدخال قوم الجنة بغير حساب وهي المختصة بهذه الأمة، فإن الحديث الوارد فيها: يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب، ولم ينقل ذلك في بقية الأمم، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الشفاعة المشتركة بين الشفاعات الخمس، وكون هذه الأمة يشاركونهم فيها أو في بعضها لا ينافي أن يكون -عليه السلام- أخر دعوته بشفاعته لأمته، فلعله لا يشفع لغيره من الأمم بل يشفع لهم [ ص: 495 ] أنبياؤهم، ويحتمل أن تكون لغيرهم تبعا،كما تقدم مثله في الشفاعة العظمى، والله أعلم .
وحدث به ابن أبي خيثمة في تاريخه مختصرا عن حربي بن حفص، وحدث به الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده، عن يونس، عن حرب، فذكره .
هذا حديث رجاله ثقات سوى حرب بن ميمون .
ومن أحاديث الشفاعة: ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من طريق عبد الرازق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن ثابت، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، رفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=664729شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي .
وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : إنه حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : إنه إسناد صحيح .
وأخرجه أيضا هو nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة، من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، بلفظ: nindex.php?page=hadith&LINKID=914528الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي . وهو وحده من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بزيادة، وتلا هذه الآية: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية .
ومن طريق يزيد الرقاشي، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، بلفظ: قلنا: يا رسول الله، لمن تشفع؟ قال: لأهل الكبائر من أمتي، وأهل العظائم، وأهل الدماء.
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، nindex.php?page=showalam&ids=167وكعب بن عجرة، nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة بن اليمان، وغيرهم، وقد تقدم شيء من ذلك في كتاب التوبة .