صفة الرؤية ، والنظر إلى وجه الله تبارك تعالى .
قال الله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وهذه الزيادة هي النظر إلى وجه الله تعالى ، وهي اللذة الكبرى ، التي ينسى فيها نعيم أهل الجنة وقد ذكرنا حقيقتها في كتاب المحبة ، وقد شهد لها الكتاب والسنة ، على خلاف ما يعتقده أهل البدعة قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى القمر ليلة البدر فقال : إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ فسبح : جرير بن عبد الله البجلي بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، وهو مخرج في الصحيحين وروى في الصحيح ، عن صهيب قال مسلم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناديا : يا أهل الجنة ، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ، قالوا : ما هذا الموعد ؟ ألم يثقل موازيننا ؟ ويبيض وجوهنا ؟ ويدخلنا الجنة ؟ ويجرنا من النار ؟ قال : فيرفع الحجاب ، وينظرون إلى وجه الله عز وجل : فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إليه قوله تعالى : وقد روى حديث الرؤية جماعة من الصحابة وهذه هي غاية الحسنى ، ونهاية النعمى ، وكل ما فصلناه من التنعم عند هذه النعمة ينسى وليس لسرور أهل الجنة عند سعادة اللقاء منتهى ، بل لا نسبة لشيء من لذات الجنة إلى لذة اللقاء ، وقد أوجزنا في الكلام هنا ; لما فصلناه في كتاب المحبة والشوق والرضا فلا ينبغي أن تكون همة العبد من الجنة بشيء سوى لقاء المولى وأما سائر نعيم الجنة ، فإنه يشارك فيه البهيمة المسرحة في المرعى .