الآية الثالثة قوله تعالى : {
هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما } . فيها خمس مسائل : المسألة الأولى
قوله تعالى : { هم الذين كفروا } يعني
قريشا بغير خلاف ; لأن الآية نزلت فيهم ، والقصة مخصوصة بهم ; فلا يدخل غيرهم معهم ; منعوا النبي صلى الله عليه وسلم من دخول
مكة في غزوة
الحديبية ، ومنعوا الهدي وحبسوه عن أن يبلغ محله ; وهذا كانوا لا يعتقدونه ، ولكنهم حملتهم الأنفة ، ودعتهم حمية الجاهلية إلى أن يفعلوا ما لا يعتقدون دينا ، فوبخهم الله على ذلك ، وتوعدهم عليه ، وأدخل الأنس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيانه ووعده .