قوله تعالى
إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون [ ص: 227 ] قوله تعالى
إن الذين لا يرجون لقاءنا يرجون يخافون ; ومنه قول الشاعر :
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل
وقيل يرجون يطمعون ; ومنه قول الآخر :
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
فالرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع ; أي لا يخافون عقابا ولا يرجون ثوابا . وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء لله تفخيما لهما . وقيل : يجري اللقاء على ظاهره ، وهو الرؤية ; أي لا يطمعون في رؤيتنا . وقال بعض العلماء : لا يقع
الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد ; كقوله تعالى :
ما لكم لا ترجون لله وقارا . وقال بعضهم : بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى .
قوله تعالى
ورضوا بالحياة الدنيا أي رضوا بها عوضا من الآخرة فعملوا لها .
واطمأنوا بها أي فرحوا بها وسكنوا إليها ، وأصل اطمأن طمأن من طمأنينة ، فقدمت ميمه وزيدت نون وألف وصل ، ذكره
الغزنوي .
والذين هم عن آياتنا أي عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون ولا يتفكرون .
أولئك مأواهم أي مثواهم ومقامهم
النار بما كانوا يكسبون أي من الكفر والتكذيب .