قوله تعالى : وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد .
قوله تعالى :
وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل وإن شئت أدغمت اللام في النون لقربها منها !
ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق هذا إخبار عمن قال :
لا تأتينا الساعة أي هل نرشدكم إلى رجل ينبئكم ، أي يقول لكم : إنكم تبعثون بعد البلى في القبور . وهذا صادر عن فرط إنكارهم .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهورا علما في
قريش ، وكان إنباؤه بالبعث شائعا عندهم ، فما معنى قولهم :
هل ندلكم على رجل ينبئكم فنكروه لهم وعرضوا عليهم الدلالة عليه ، كما يدل على مجهول في أمر مجهول . قلت : كانوا يقصدون
[ ص: 238 ] بذلك الطنز والهزؤ والسخرية ، فأخرجوه مخرج التحكي ببعض الأحاجي التي يتحاجى بها للضحك والتلهي ، متجاهلين به وبأمره . و ( إذا ) في موضع نصب والعامل فيها مزقتم قاله
النحاس . ولا يجوز أن يكون العامل فيها ( ينبئكم ) ، لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت . ولا يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد ( إن ) ، لأنه لا يعمل فيما قبله ، وألا يتقدم عليها ما بعدها ومعمولها . وأجاز
الزجاج أن يكون العامل فيها محذوفا ; التقدير : إذا مزقتم كل ممزق بعثتم ، أو ( ينبئكم ) بأنكم تبعثون إذا مزقتم .
المهدوي : ولا يعمل فيه مزقتم ; لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف . وأجازه بعضهم على أن يجعل ( إذا ) للمجازاة ، فيعمل فيها حينئذ ما بعدها لأنها غير مضافة إليه . وأكثر ما تقع ( إذا ) للمجازاة في الشعر . ومعنى
مزقتم كل ممزق فرقتم كل تفريق . والمزق خرق الأشياء ; يقال : ثوب مزيق وممزوق ومتمزق وممزق .