nindex.php?page=treesubj&link=29005قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد .
[ ص: 237 ] لما ذكر الذين سعوا في إبطال النبوة بين أن الذين أوتوا العلم يرون أن القرآن حق . قال
مقاتل :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6الذين أوتوا العلم هم مؤمنو أهل الكتاب . وقال
ابن عباس : هم أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل جميع المسلمين ، وهو أصح لعمومه . والرؤية بمعنى العلم ، وهو في موضع نصب عطفا على ليجزي أي ليجزي وليرى ، قاله
الزجاج والفراء . وفيه نظر ؛ لأن قوله : ليجزي متعلق بقوله : لتأتينكم الساعة ، ولا يقال : لتأتينكم الساعة ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق ، فإنهم يرون القرآن حقا وإن لم تأتهم الساعة . والصحيح أنه رفع على الاستئناف ، ذكره
القشيري .
قلت : وإذا كان ( ليجزي ) متعلقا بمعنى أثبت ذلك في كتاب مبين ، فيحسن عطف ( ويرى ) عليه ، أي وأثبت أيضا ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق . ويجوز أن يكون مستأنفا . ( الذي ) في موضع نصب على أنه مفعول أول ل ( يرى ) ، ( هو الحق ) مفعول ثان ، و ( هو ) فاصلة . والكوفيون يقولون ( هو ) عماد . ويجوز الرفع على أنه مبتدأ . والحق خبره ، والجملة في موضع نصب على المفعول الثاني ، والنصب أكثر فيما كانت فيه الألف واللام عند جميع النحويين ، وكذا ما كان نكرة لا يدخله الألف واللام فيشبه المعرفة . فإن كان الخبر اسما معروفا نحو قولك : كان أخوك هو زيد ، فزعم
الفراء أن الاختيار فيه الرفع . وكذا كان محمد هو عمرو . وعلته في اختياره الرفع أنه لما لم تكن فيه الألف واللام أشبه النكرة في قولك : كان زيد هو جالس ؛ لأن هذا لا يجوز فيه إلا الرفع .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6ويهدي إلى صراط العزيز الحميد أي يهدي القرآن إلى طريق الإسلام الذي هو دين الله . ودل بقوله : العزيز على أنه لا يغالب . وبقوله : الحميد على أنه لا يليق به صفة العجز .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ .
[ ص: 237 ] لَمَّا ذَكَرَ الَّذِينَ سَعَوْا فِي إِبْطَالِ النُّبُوَّةِ بَيَّنَ أَنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ يَرَوْنَ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ . قَالَ
مُقَاتِلٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ هُمْ مُؤْمِنُو أَهْلِ الْكِتَابِ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمْ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُوَ أَصَحُّ لِعُمُومِهِ . وَالرُّؤْيَةُ بِمَعْنَى الْعِلْمِ ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَطْفًا عَلَى لِيَجْزِيَ أَيْ لِيَجْزِيَ وَلِيَرَى ، قَالَهُ
الزَّجَّاجُ وَالْفَرَّاءُ . وَفِيهِ نَظَرٌ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ : لِيَجْزِيَ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ : لَتَأْتِيَنَّكُمُ السَّاعَةُ ، وَلَا يُقَالُ : لَتَأْتِيَنَّكُمُ السَّاعَةُ لِيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ الْقُرْآنَ حَقًّا وَإِنْ لَمْ تَأْتِهِمُ السَّاعَةُ . وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ رُفِعَ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، ذَكَرَهُ
الْقُشَيْرِيُّ .
قُلْتُ : وَإِذَا كَانَ ( لِيَجْزِيَ ) مُتَعَلِّقًا بِمَعْنَى أَثْبَتَ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ، فَيَحْسُنُ عَطْفُ ( وَيَرَى ) عَلَيْهِ ، أَيْ وأَثْبَتَ أَيْضًا لِيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا . ( الَّذِي ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ أَوَّلُ لِ ( يَرَى ) ، ( هُوَ الْحَقُّ ) مَفْعُولٌ ثَانٍ ، وَ ( هُوَ ) فَاصِلَةٌ . وَالْكُوفِيُّونَ يَقُولُونَ ( هُوَ ) عِمَادٌ . وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ . وَالْحَقُّ خَبَرُهُ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي ، وَالنَّصْبُ أَكْثَرُ فِيمَا كَانَتْ فِيهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ عِنْدَ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ ، وَكَذَا مَا كَانَ نَكِرَةً لَا يَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فَيُشْبِهُ الْمَعْرِفَةَ . فَإِنْ كَانَ الْخَبَرُ اسْمًا مَعْرُوفًا نَحْوَ قَوْلِكَ : كَانَ أَخُوكَ هُوَ زَيْدٌ ، فَزَعَمَ
الْفَرَّاءُ أَنَّ الِاخْتِيَارَ فِيهِ الرَّفْعُ . وَكَذَا كَانَ مُحَمَّدٌ هُوَ عَمْرٌو . وَعِلَّتُهُ فِي اخْتِيَارِهِ الرَّفْعَ أَنَّهُ لَمَّا لَمْ تَكُنْ فِيهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ أَشْبَهَ النَّكِرَةَ فِي قَوْلِكَ : كَانَ زَيْدٌ هُوَ جَالِسٌ ؛ لِأَنَّ هَذَا لَا يَجُوزُ فِيهِ إِلَّا الرَّفْعُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ أَيْ يَهْدِي الْقُرْآنُ إِلَى طَرِيقِ الْإِسْلَامِ الَّذِي هُوَ دِينُ اللَّهِ . وَدَلَّ بِقَوْلِهِ : الْعَزِيزُ عَلَى أَنَّهُ لَا يُغَالَبُ . وَبِقَوْلِهِ : الْحَمِيدُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَلِيقُ بِهِ صِفَةُ الْعَجْزِ .