[ ص: 161 ] الثالثة عشرة :
قوله تعالى : وإن كثيرا من الخلطاء يقال : خليط وخلطاء ، ولا يقال : طويل وطولاء ، لثقل الحركة في الواو . وفيه وجهان : أحدهما أنهما الأصحاب . الثاني أنهما الشركاء .
قلت : إطلاق الخلطاء على الشركاء فيه بعد ، وقد اختلف العلماء في صفة الخلطاء ، فقال أكثر العلماء : هو أن يأتي كل واحد بغنمه فيجمعهما راع واحد والدلو والمراح . وقال
طاوس nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء : لا يكون الخلطاء إلا الشركاء . وهذا خلاف الخبر ، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831027لا يجمع بين مفترق ، ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة ، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=831028فإنهما يترادان الفضل . ولا موضع لتراد الفضل بين الشركاء ، فاعلمه . وأحكام الخلطة مذكورة في كتب الفقه .
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك وأصحابه وجمع من العلماء لا يرون
الصدقة على من ليس في حصته ما تجب فيه الزكاة . وقال
الربيع nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث وجمع من العلماء منهم
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي :
إذا كان في جميعها ما تجب فيه الزكاة أخذت منهم الزكاة . قال
مالك : وإن أخذ المصدق بهذا ترادوا بينهم للاختلاف في ذلك ، وتكون كحكم حاكم اختلف فيه .
الرابعة عشرة :
قوله تعالى : ليبغي بعضهم على بعض أي يتعدى ويظلم .
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإنهم لا يظلمون أحدا . وقليل ما هم يعني الصالحين ، أي : وقليل هم ف " ما " زائدة . وقيل : بمعنى الذين ، وتقديره : وقليل الذين هم . وسمع
عمر - رضي الله عنه - رجلا يقول في دعائه : اللهم اجعلني من عبادك القليل . فقال له
عمر : ما هذا الدعاء . فقال : أردت قول الله - عز وجل - :
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم فقال
عمر : كل الناس أفقه منك يا
عمر !
الخامسة عشرة :
قوله تعالى : وظن داود أنما فتناه أي ابتليناه . وظن معناه أيقن . قال
أبو عمرو والفراء : ظن بمعنى أيقن ، إلا أن
الفراء شرحه بأنه لا يجوز في المعاين أن يكون الظن إلا بمعنى اليقين . والقراءة " فتناه " بتشديد النون دون التاء . وقرأ
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - " فتناه " بتشديد التاء والنون على المبالغة . وقرأ
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير وابن السميقع " فتناه " بتخفيفهما . ورواه
علي بن نصر عن
أبي عمرو ، والمراد به الملكان اللذان دخلا على
داود عليه السلام .