القول في
تأويل قوله : ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم )
قال
أبو جعفر : ونعمته التي أنعم بها على بني إسرائيل جل ذكره ، اصطفاؤه منهم الرسل ، وإنزاله عليهم الكتب ، واستنقاذه إياهم مما كانوا فيه من البلاء والضراء من فرعون وقومه ، إلى التمكين لهم في الأرض ، وتفجير عيون الماء من الحجر ، وإطعام المن والسلوى . فأمر جل ثناؤه أعقابهم أن يكون ما سلف منه إلى آبائهم على ذكر ، وأن لا ينسوا صنيعه إلى أسلافهم وآبائهم ، فيحل بهم من النقم ما أحل بمن نسي نعمه عنده منهم وكفرها ، وجحد صنائعه عنده . كما :
801 - حدثنا
ابن حميد ، قال : حدثنا
سلمة ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن
عكرمة ، أو عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : "
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " أي آلائي عندكم وعند آبائكم ، لما كان نجاهم به من فرعون وقومه .
802 - وحدثني
المثنى ، قال : حدثنا
آدم ، قال : حدثنا
أبو جعفر ، عن
[ ص: 556 ] الربيع ، عن
أبي العالية ، في قوله : "
اذكروا نعمتي " قال : نعمته أن جعل منهم الأنبياء والرسل ، وأنزل عليهم الكتب .
803 - وحدثني
المثنى ، قال : حدثنا
أبو حذيفة ، قال : حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " يعني نعمته التي أنعم على بني إسرائيل ، فيما سمى وفيما سوى ذلك : فجر لهم الحجر ، وأنزل عليهم المن والسلوى ، وأنجاهم من عبودية آل فرعون .
804 - وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال قال
ابن زيد في قوله : "
نعمتي التي أنعمت عليكم " قال : نعمه عامة ، ولا نعمة أفضل من الإسلام ، والنعم بعد تبع لها ، وقرأ قول الله (
يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) [ سورة الحجرات : 17 ]
وتذكير الله الذين ذكرهم جل ثناؤه بهذه الآية من نعمه على لسان رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم ، نظير تذكير
موسى صلوات الله عليه أسلافهم على عهده ، الذي أخبر الله عنه أنه قال لهم ، وذلك قوله : (
وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) [ سورة المائدة : 20 ] .