القول في
تأويل قوله ( ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ( 106 ) )
قال
أبو جعفر : اختلفت القرأة في قراءة ذلك .
فقرأته عامة قرأة الأمصار : (
ولا نكتم شهادة الله ) ، بإضافة " الشهادة " إلى " الله " وخفض اسم الله تعالى يعني : لا نكتم شهادة لله عندنا .
وذكر عن
الشعبي أنه كان يقرؤه كالذي : -
12956 - حدثنا
ابن وكيع قال : حدثنا
أبو أسامة ، عن
ابن عون ، عن
عامر : أنه كان يقرأ : " ولا نكتم شهادة آلله إنا إذا لمن الآثمين " بقطع " الألف " وخفض اسم الله ، هكذا حدثنا به
ابن وكيع .
وكأن
الشعبي وجه معنى الكلام إلى : أنهما يقسمان بالله لا نشتري به ثمنا ،
[ ص: 178 ] ولا نكتم شهادة عندنا . ثم ابتدأ يمينا باستفهام : بالله أنهما إن اشتريا بأيمانهما ثمنا أو كتما شهادته عندهما ، لمن الآثمين .
وقد روي عن
الشعبي في قراءة ذلك رواية تخالف هذه الرواية ، وذلك ما : -
12957 - حدثني
أحمد بن يوسف التغلبي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12074القاسم بن سلام قال : حدثنا
عباد بن عباد ، عن
ابن عون ، عن
الشعبي : أنه قرأ : (
ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ) قال
أحمد : قال
أبو عبيد : ينون " شهادة " ويخفض " الله " على الاتصال . قال : وقد رواها بعضهم بقطع " الألف " على الاستفهام .
قال
أبو جعفر : وحفظي أنا لقراءة
الشعبي بترك الاستفهام .
وقرأها بعضهم : (
ولا نكتم شهادة الله ) ، بتنوين " الشهادة " ونصب اسم " الله " بمعنى : ولا نكتم الله شهادة عندنا .
قال
أبو جعفر : وأولى القراءات في ذلك عندنا بالصواب ، قراءة من قرأ : (
ولا نكتم شهادة الله ) ، بإضافة " الشهادة " إلى اسم " الله " وخفض اسم " الله " لأنها القراءة المستفيضة في قرأة الأمصار التي لا تتناكر صحتها الأمة .
[ ص: 179 ]
وكان
ابن زيد يقول في معنى ذلك : ولا نكتم شهادة الله ، وإن كان بعيدا .
12958 - حدثني بذلك
يونس قال : أخبرنا
ابن زيد ، عنه .