القول في
تأويل قوله ( فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين ( 107 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : فيقسم الآخران اللذان يقومان مقام اللذين عثر على أنهما استحقا إثما بخيانتهما مال الميت ، الأوليان باليمين والميت من الخائنين : " لشهادتنا أحق من شهادتهما " يقول : لأيماننا أحق من أيمان المقسمين المستحقين الإثم ، وأيمانهما الكاذبة في أنهما قد خانا في كذا وكذا من مال ميتنا ، وكذا في أيمانهما التي حلفا بها " وما اعتدينا " يقول : وما تجاوزنا الحق في أيماننا .
وقد بينا أن معنى " الاعتداء " المجاوزة في الشيء حده .
[ ص: 204 ]
"
إنا إذا لمن الظالمين " يقول : " إنا إن كنا اعتدينا في أيماننا ، فحلفنا مبطلين فيها كاذبين " لمن الظالمين " يقول : لمن عداد من يأخذ ما ليس له أخذه ، ويقتطع بأيمانه الفاجرة أموال الناس .