[ ص: 138 ] القول في تأويل
قوله تعالى ( وباؤوا بغضب من الله )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله : (
وباؤوا بغضب من الله ) ، انصرفوا ورجعوا . ولا يقال " باؤوا " إلا موصولا إما بخير ، وإما بشر . يقال منه : " باء فلان بذنبه يبوء به بوءا وبواء " . ومنه قول الله عز وجل (
إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك ) [ المائدة : 29 ] يعني : تنصرف متحملهما وترجع بهما ، قد صارا عليك دوني .
فمعنى الكلام إذا : ورجعوا منصرفين متحملين غضب الله ، قد صار عليهم من الله غضب ، ووجب عليهم منه سخط . كما : -
1092 - حدثت عن
عمار بن الحسن قال ، حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع في قوله : (
وباؤوا بغضب من الله ) فحدث عليهم غضب من الله .
1093 - حدثنا
يحيى بن أبي طالب قال ، أخبرنا
يزيد قال ، أخبرنا
جويبر ، عن
الضحاك في قوله : (
وباؤوا بغضب من الله ) قال : استحقوا الغضب من الله .
وقدمنا معنى غضب الله على عبده فيما مضى من كتابنا هذا ، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع .