القول في
تأويل قوله تعالى ذكره ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 61 ) )
وقوله : ( ذلك ) ، رد على " ذلك " الأولى . ومعنى الكلام : وضربت عليهم الذلة والمسكنة ، وباؤوا بغضب من الله من أجل كفرهم بآيات الله ، وقتلهم النبيين بغير الحق ، من أجل عصيانهم ربهم ، واعتدائهم حدوده ، فقال جل ثناؤه . ( ذلك بما عصوا ) ، والمعنى : ذلك بعصيانهم وكفرهم معتدين .
و" الاعتداء " ، تجاوز الحد الذي حده الله لعباده إلى غيره . وكل متجاوز حد شيء إلى غيره فقد تعداه إلى ما جاوز إليه . ومعنى الكلام : فعلت بهم ما فعلت من ذلك ، بما عصوا أمري ، وتجاوزوا حدي إلى ما نهيتهم عنه .