صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ( 65 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى - جل ثناؤه - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : ولئن سألت يا محمد هؤلاء المنافقين عما قالوا من الباطل والكذب ليقولن لك : إنما قلنا ذلك لعبا ، وكنا نخوض في حديث لعبا وهزؤا ! يقول الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد أبالله وآيات كتابه ورسوله كنتم تستهزئون ؟

وكان ابن إسحاق يقول : الذي قال هذه المقالة : كما : -

16910 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال : كان الذي قال هذه المقالة فيما بلغني وديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد ، من بني عمرو بن عوف . [ ص: 333 ] 16911 - حدثنا علي بن داود قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثنا الليث قال : حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم : أن رجلا من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك : ما لقرائنا هؤلاء أرغبنا بطونا ، وأكذبنا ألسنة ، وأجبننا عند اللقاء ! فقال له عوف : كذبت ، ولكنك منافق لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره ، فوجد القرآن قد سبقه . قال زيد قال عبد الله بن عمر : فنظرت إليه متعلقا بحقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنكبه الحجارة يقول : ( إنما كنا نخوض ونلعب ) ! فيقول له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ) ؟ ما يزيده .

16912 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء ! فقال رجل في المجلس : كذبت ، ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزل القرآن . قال عبد الله بن عمر : فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 334 ] تنكبه الحجارة ، وهو يقول : " يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ، " ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) .

16913 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن علية قال : أخبرنا أيوب عن عكرمة في قوله : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ) إلى قوله : ( بأنهم كانوا مجرمين ) قال : فكان رجل ممن إن شاء الله عفا عنه يقول : " اللهم إني أسمع آية أنا أعنى بها تقشعر منها الجلود ، وتجب منها القلوب ، اللهم فاجعل وفاتي قتلا في سبيلك ، لا يقول أحد : أنا غسلت ، أنا كفنت ، أنا دفنت " قال : فأصيب يوم اليمامة ، فما من أحد من المسلمين إلا وجد غيره .

16914 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ) الآية ، قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في غزوته إلى تبوك ، وبين يديه ناس من المنافقين فقالوا : " يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشأم وحصونها ! هيهات هيهات " ! فأطلع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك ، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " احبسوا علي الركب ، فأتاهم فقال : قلتم كذا ، قلتم كذا . قالوا : " يا نبي الله ، إنما كنا نخوض ونلعب " فأنزل الله تبارك وتعالى فيهم ما تسمعون .

16915 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ) قال : بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، وركب من المنافقين يسيرون بين يديه ، فقالوا : يظن هذا أن يفتح قصور الروم وحصونها ! فأطلع الله نبيه - صلى الله عليه [ ص: 335 ] وسلم - على ما قالوا ، فقال : علي بهؤلاء النفر ، فدعاهم فقال : قلتم كذا وكذا ، فحلفوا : ما كنا إلا نخوض ونلعب .

16916 - حدثنا الحارث قال : حدثنا عبد العزيز قال : حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب وغيره قالوا : قال رجل من المنافقين : ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا ، وأكذبنا ألسنة ، وأجبننا عند اللقاء ، فرفع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ارتحل وركب ناقته ، فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما كنا نخوض ونلعب ، فقال : ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ) إلى قوله : ( مجرمين ) وإن رجليه لتنسفان الحجارة ، وما يلتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متعلق بنسعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

16917 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( إنما كنا نخوض ونلعب ) قال : قال رجل من المنافقين : " يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا وكذا ، في يوم كذا وكذا ! وما يدريه ما الغيب ؟ " .

16918 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد بنحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية