القول في
تأويل قوله تعالى : ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ( 56 ) )
[ ص: 151 ]
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وهكذا وطأنا
ليوسف في الأرض يعني أرض
مصر (
يتبوأ منها حيث يشاء ) ، يقول : يتخذ من أرض
مصر منزلا حيث يشاء ، بعد الحبس والضيق (
نصيب برحمتنا من نشاء ) ، من خلقنا ، كما أصبنا
يوسف بها ، فمكنا له في الأرض بعد العبودة والإسار ، وبعد الإلقاء في الجب (
ولا نضيع أجر المحسنين ) ، يقول : ولا نبطل جزاء عمل من أحسن فأطاع ربه ، وعمل بما أمره ، وانتهى عما نهاه عنه ، كما لم نبطل جزاء عمل
يوسف إذ أحسن فأطاع الله .
وكان تمكين الله
ليوسف في الأرض كما : -
19459 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق قال : لما قال
يوسف للملك : (
اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) قال الملك : قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل
إطفير وعزل
إطفير عما كان عليه ، يقول الله : (
وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ) ، الآية . قال : فذكر لي ، والله أعلم أن
إطفير هلك في تلك الليالي ، وأن الملك
الريان بن الوليد ، زوج
يوسف امرأة إطفير راعيل ، وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين؟ قال : فيزعمون أنها قالت : أيها الصديق ، لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسنا وجمالا ناعمة في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت . فيزعمون أنه وجدها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين :
أفرائيم بن يوسف ،
وميشا بن يوسف .
19460 - حدثني
ابن وكيع قال : حدثنا
عمرو ، عن
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي [ ص: 152 ] (
وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ) قال : استعمله الملك على
مصر ، وكان صاحب أمرها ، وكان يلي البيع والتجارة وأمرها كله ، فذلك قوله : (
وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ) .
19461 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال قال
ابن زيد في قوله : (
يتبوأ منها حيث يشاء ) قال : ملكناه فيما يكون فيها حيث يشاء من تلك الدنيا ، يصنع فيها ما يشاء ، فوضت إليه . قال : ولو شاء أن يجعل
فرعون من تحت يديه ، ويجعله فوقه لفعل .
19462 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
عمرو قال : أخبرنا
هشيم ، عن
أبي إسحاق الكوفي ، عن
مجاهد قال : أسلم الملك الذي كان معه
يوسف .