القول في تأويل
قوله تعالى : ( وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين [ ص: 127 ] ( 82 )
فأخذتهم الصيحة مصبحين ( 83 )
فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ( 84 ) )
يقول تعالى ذكره : وكان
أصحاب الحجر ، وهم
ثمود قوم صالح ، (
ينحتون من الجبال بيوتا آمنين ) من عذاب الله ، وقيل : آمنين من الخراب أن تخرب بيوتهم التي نحتوها من الجبال . وقيل : آمنين من الموت . وقوله : (
فأخذتهم الصيحة مصبحين ) يقول : فأخذتهم صيحة الهلاك حين أصبحوا من اليوم الرابع من اليوم الذي وعدوا العذاب ، وقيل لهم : تمتعوا في داركم ثلاثة أيام . وقوله : (
فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ) يقول : فما دفع عنهم عذاب الله ما كانوا يجترحون من الأعمال الخبيثة قبل ذلك .