يقول - تعالى ذكره - : وعجب هؤلاء المشركون من قريش أن جاءهم منذر ينذرهم بأس الله على كفرهم به من أنفسهم ، ولم يأتهم ملك من السماء بذلك ( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) يقول : وقال المنكرون وحدانية الله : هذا ، [ ص: 149 ] يعنون محمدا - صلى الله عليه وسلم - ساحر كذاب .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قوله ( ساحر كذاب ) يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) يقول : وقال هؤلاء الكافرون الذين قالوا : محمد ساحر كذاب : أجعل محمد المعبودات كلها واحدا ، يسمع دعاءنا جميعنا ، ويعلم عبادة كل عابد عبده منا ( إن هذا لشيء عجاب ) : أي إن هذا لشيء عجيب .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) قال : عجب المشركون أن دعوا إلى الله وحده ، وقالوا : يسمع لحاجاتنا جميعا إله واحد! ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة .
وكان سبب قيل هؤلاء المشركين ما أخبر الله عنهم أنهم قالوه ، من ذلك - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهم : أسألكم أن تجيبوني إلى واحدة تدين لكم بها العرب ، وتعطيكم بها الخراج العجم " فقالوا : وما هي ؟ فقال : " تقولون لا إله إلا الله " ، فعند ذلك قالوا : ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) تعجبا منهم من ذلك .
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان ، عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : مرض أبو [ ص: 151 ] طالب ثم ذكر نحوه ، إلا أنه لم يقل : ذي الشرف ، وقال : إلى قوله ( إن هذا لشيء عجاب ) .