[ ص: 148 ] [ ص: 149 ] [ ص: 150 ] [ ص: 151 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في
تأويل قوله تعالى : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ( 1 )
والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ( 2 ) )
قال
أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : الذين جحدوا توحيد الله وعبدوا غيره وصدوا من أراد عبادته والإقرار بوحدانيته ، وتصديق نبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - عن الذي أراد من الإسلام والإقرار والتصديق (
أضل أعمالهم ) يقول : جعل الله أعمالهم ضلالا على غير هدى وغير رشاد ؛ لأنها عملت في سبيل الشيطان وهي على غير استقامة (
والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) يقول - تعالى ذكره - : والذين صدقوا الله وعملوا بطاعته ، واتبعوا أمره ونهيه (
وآمنوا بما نزل على محمد ) يقول : وصدقوا بالكتاب الذي أنزل الله على
محمد (
وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم ) يقول : محا الله عنهم بفعلهم ذلك سيئ ما عملوا من الأعمال ، فلم يؤاخذهم به ، ولم يعاقبهم عليه (
وأصلح بالهم ) يقول : وأصلح شأنهم وحالهم في الدنيا عند أوليائه ، وفي الآخرة بأن أورثهم نعيم الأبد والخلود الدائم في جنانه .
وذكر أنه عنى بقوله (
الذين كفروا ) . . . الآية ،
أهل مكة ، (
والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) . . . الآية ،
أهل المدينة .
[ ص: 152 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني
إسحاق بن وهب الواسطي قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا
إسرائيل ، عن
أبي يحيى القتات ، عن
مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس في قوله (
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) قال : نزلت في أهل
مكة (
والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) قال :
الأنصار .
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله (
وأصلح بالهم ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
إسحاق بن وهب الواسطي قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى قال : ثنا
إسرائيل ، عن
أبي يحيى القتات ، عن
مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس (
وأصلح بالهم ) قال : أمرهم .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
وأصلح بالهم ) قال : شأنهم .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
وأصلح بالهم ) قال : أصلح حالهم .
حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
وأصلح بالهم ) قال : حالهم .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
وأصلح بالهم ) قال حالهم . والبال : كالمصدر مثل الشأن لا يعرف منه فعل ، ولا تكاد العرب تجمعه إلا في ضرورة شعر ، فإذا جمعوه قالوا بالات .