1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة محمد
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ( 13 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وكم يا محمد من قرية هي أشد قوة من قريتك ، يقول : أهلها أشد بأسا ، وأكثر جمعا ، وأعد عديدا من أهل قريتك ، وهيمكة ، وأخرج الخبر عن القرية ، والمراد به أهلها .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 165 ]

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم ) قال : هي مكة .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك ) قال : قريته مكة .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن حبيش ، عن عكرمة ، عن ابن عباس " أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج من مكة إلى الغار ، أراه قال : التفت إلى مكة ، فقال : أنت أحب بلاد الله إلى الله ، وأنت أحب بلاد الله إلي ، فلو أن المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك ، فأعتى الأعداء من عتا على الله في حرمه ، أو قتل غير قاتله ، أو قتل بذحول الجاهلية" ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ) وقال - جل ثناؤه - : أخرجتك ، فأخرج الخبر عن القرية ، فلذلك أنث ، ثم قال : أهلكناهم ؛ لأن المعنى في قوله أخرجتك ، ما وصفت من أنه أريد به أهل القرية ، فأخرج الخبر مرة على اللفظ ، ومرة على المعنى .

وقوله ( فلا ناصر لهم ) فيه وجهان من التأويل : أحدهما أن يكون معناه ، وإن كان قد نصب الناصر بالتبرئة ، فلم يكن لهم ناصر ، وذلك أن العرب قد تضمر كان أحيانا في مثل هذا . والآخر أن يكون معناه : فلا ناصر لهم الآن من عذاب الله ينصرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية