[ ص: 334 ] القول في
تأويل قوله تعالى : ( ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد ( 9 )
والنخل باسقات لها طلع نضيد ( 10 )
رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج ( 11 ) )
يقول - تعالى ذكره - (
ونزلنا من السماء ماء ) مطرا مباركا ، فأنبتنا به بساتين أشجارا ، وحب الزرع المحصود من البر والشعير ، وسائر أنواع الحبوب .
كما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
وحب الحصيد ) هذا البر والشعير .
حدثني
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
وحب الحصيد ) قال : هو البر والشعير .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
وحب الحصيد ) قال : الحنطة .
وكان بعض أهل العربية يقول في قوله (
وحب الحصيد ) الحب هو الحصيد ، وهو مما أضيف إلى نفسه مثل قوله : (
إن هذا لهو حق اليقين ) .
وقوله (
والنخل باسقات ) يقول : وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالا ، والباسق : هو الطويل . يقال للجبل الطويل : جبل باسق ، كما قال
أبو نوفل لابن هبيرة :
يا ابن الذين بفضلهم بسقت على قيس فزاره
[ ص: 335 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله (
باسقات ) يقول : طوال .
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله (
والنخل باسقات ) قال : النخل الطوال .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
هشيم ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد في قوله (
والنخل باسقات ) قال : بسوقها : طولها في إقامة .
حدثنا
هناد قال : ثنا
أبو الأحوص ، عن
سماك ، عن
عكرمة في قوله (
والنخل باسقات ) الباسقات : الطوال .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله ( باسقات ) قال : الطوال .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
والنخل باسقات ) قال : بسوقها طولها .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
والنخل باسقات ) قال : يعني طولها .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
والنخل باسقات ) قال : البسوق : الطول .
وقوله (
لها طلع نضيد ) يقول : لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكفرى ، نضيد : يقول : منضود بعضه على بعض متراكب .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 336 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس (
لها طلع نضيد ) قال : يقول : بعضه على بعض .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن ، : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله ( نضيد ) قال : المنضد .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
لها طلع نضيد ) يقول : بعضه على بعض .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
لها طلع نضيد ) ينضد بعضه على بعض .
وقوله (
رزقا للعباد ) يقول : أنبتنا بهذا الماء الذي أنزلناه من السماء هذه الجنات ، والحب والنخل قوتا للعباد ، بعضها غذاء ، وبعضها فاكهة ومتاعا .
وقوله (
وأحيينا به بلدة ميتا ) يقول - تعالى ذكره - وأحيينا بهذا الماء الذي أنزلناه من السماء بلدة ميتا قد أجدبت وقحطت ، فلا زرع فيها ولا نبت .
وقوله (
كذلك الخروج ) يقول - تعالى ذكره - : كما أنبتنا بهذا الماء هذه الأرض الميتة ، فأحييناها به ، فأخرجنا نباتها وزرعها ، كذلك نخرجكم يوم القيامة أحياء من قبوركم من بعد بلائكم فيها بما ينزل عليها من الماء .