القول في
تأويل قوله تعالى : ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ( 17 )
وبالأسحار هم يستغفرون ( 18 )
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ( 19 ) )
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال بعضهم : معناه كانوا قليلا من الليل لا يهجعون ، وقالوا : " ما " بمعنى الجحد .
[ ص: 407 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار وابن المثنى قالا ثنا
يحيى بن سعيد nindex.php?page=showalam&ids=16893وابن أبي عدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة ، عن
أنس بن مالك (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : يتيقظون يصلون ما بين هاتين الصلاتين ، ما بين المغرب والعشاء .
حدثني
زريق بن الشحب قال : ثنا
عبد الوهاب بن عطاء قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، عن
أنس ، بنحوه .
حدثنا
ابن بشار وابن المثنى قالا : ثنا
أبو داود قال : ثنا
بكير بن أبي السمط ، عن
قتادة ، عن
محمد بن علي في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة .
قالا : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة ، عن
قتادة ، عن
مطرف في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : قل ليلة أتت عليهم إلا صلوا فيها .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : قال
مطرف بن عبد الله في قوله : (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قل ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله . إما من أولها ، وإما من وسطها .
حدثنا
أبو كريب قال : ثنا
ابن يمان قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، عن
المنهال ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : لم يكن يمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئا .
قال : ثنا
ابن يمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي ، عن
الربيع بن أنس ، عن
أبي العالية قال : كانوا يصيبون فيها حظا .
حدثني
علي بن سعيد الكندي قال : ثنا
حفص بن عاصم ، عن
أبي العالية في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : لا ينامون بين
[ ص: 408 ] المغرب والعشاء .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
حكام ومهران ، عن
أبي جعفر ، عن
الربيع (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا يصيبون من الليل حظا .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
مطرف في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : قل ليلة أتت عليهم هجعوها كلها .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كان لهم قليل من الليل ما يهجعون ، كانوا يصلونه .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : سمعت
ابن أبي نجيح ، يقول في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا قليلا ما ينامون ليلة حتى الصباح .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : قليل ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : كانوا قليلا من الليل يهجعون ، ووجهوا " ما " - التي في قوله (
ما يهجعون ) إلى أنها صلة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة ، عن
قتادة في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : قال
الحسن : كابدوا قيام الليل .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : كان
[ ص: 409 ] الحسن يقول : لا ينامون منه إلا قليلا .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن بعض أصحابنا ، عن
الحسن في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : لا ينامون من الليل إلا أقله .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الوهاب قال : ثنا
عوف ، عن
سعيد بن أبي الحسن في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : قل ليلة أتت عليهم هجوعا .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا لا ينامون إلا قليلا .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
أبو داود قال : ثنا
الحكم بن عطية ، عن
قتادة قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس ، وقرأ هذه الآية (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : لست من أهل هذه الآية .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
ابن أبي عدي ، عن
سعيد ، عن
قتادة ، عن
الحسن في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : قيام الليل .
حدثنا
أبو كريب قال : ثنا
ابن يمان ، عن
سفيان ، عن
يونس ، عن
الحسن قال : نشطوا فمدوا إلى السحر .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
يونس بن عبيد ، عن
الحسن قال : مدوا في الصلاة ونشطوا ، حتى كان الاستغفار بسحر .
قال : ثنا
مهران ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة ، عن
الحسن قال : كانوا لا ينامون من الليل إلا قليلا .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كان
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري يقولان : كانوا كثيرا
[ ص: 410 ] من الليل ما يصلون . وقد يجوز أن تكون " ما " على هذا التأويل في موضع رفع ، ويكون تأويل الكلام : كانوا قليلا من الليل هجوعهم; وأما من جعل " ما " صلة ، فإنه لا موضع لها; ويكون تأويل الكلام على مذهبه كانوا يهجعون قليل الليل ، وإذا كانت " ما " صلة كان القليل منصوبا ب" يهجعون " .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
إبراهيم (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : ما ينامون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : كانوا يصلون العتمة ، وعلى هذا التأويل ( ما ) في معنى الجحد .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار وابن المثنى قالا : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة ، عن
قتادة في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : قال رجل من
أهل مكة : سماه قتادة ، قال : صلاة العتمة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : كان هؤلاء المحسنون قبل أن تفرض عليهم الفرائض قليلا من الناس ، وقالوا الكلام بعد قوله (
إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ) كانوا قليلا مستأنف بقوله (
من الليل ما يهجعون ) فالواجب أن تكون " ما " على هذا التأويل بمعنى الجحد .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح قال : ثنا
عبيد ، عن
الضحاك في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) يقول : إن المحسنين كانوا قليلا ثم ابتدئ فقيل (
من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) كما قال (
والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) ثم قال : (
والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ) .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الرحمن قال : ثنا
سفيان ، عن
الزبير ،
[ ص: 411 ] عن
الضحاك بن مزاحم (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا من الناس قليلا .
حدثنا
أبو كريب قال : ثنا
ابن يمان ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14414الزبير بن عدي ، عن
الضحاك بن مزاحم في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا قليلا من الناس من يفعل ذلك .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14414الزبير بن عدي ، عن
الضحاك بن مزاحم (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا قليلا من الناس إذ ذاك .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال الله (
إن المتقين في جنات وعيون ) . . . إلى (
محسنين ) كانوا قليلا يقول : المحسنون كانوا قليلا ، هذه مفصولة ، ثم استأنف فقال (
من الليل ما يهجعون ) .
وأما قوله ( يهجعون ) فإنه يعني : ينامون ، والهجوع : النوم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) يقول : ينامون .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الرحمن قال : ثنا
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : ينامون .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
منصور ، عن
إبراهيم ، مثله .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت
أبا معاذ ، يقول : ثنا
عبيد قال : سمعت
[ ص: 412 ] الضحاك يقول في قوله (
من الليل ما يهجعون ) الهجوع : النوم .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قال : كانوا قليلا ما ينامون من الليل ، قال : ذاك الهجع . قال : والعرب تقول : إذا سافرت اهجع بنا قليلا . قال : وقال رجل من
بني تميم لأبي : يا
أبا أسامة صفة لا أجدها فينا ، ذكر الله تبارك وتعالى قوما فقال : (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) ونحن والله قليلا من الليل ما نقوم ; قال : فقال أبي طوبى لمن رقد إذا نعس; وألقى الله إذا استيقظ .
وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله (
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) قول من قال : كانوا قليلا من الليل هجوعهم ، لأن الله تبارك وتعالى وصفهم بذلك مدحا لهم ، وأثنى عليهم به ، فوصفهم بكثرة العمل ، وسهر الليل ، ومكابدته فيما يقربهم منه ويرضيه عنهم أولى وأشبه من وصفهم من قلة العمل ، وكثرة النوم ، مع أن الذي اخترنا في ذلك هو أغلب المعاني على ظاهر التنزيل .
وقوله (
وبالأسحار هم يستغفرون ) اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : معناه : وبالأسحار يصلون .
ذكر من قال ذلك :
حدثت عن
الحسين قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله (
وبالأسحار هم يستغفرون ) يقول : يقومون فيصلون ، يقول : كانوا يقومون وينامون ، كما قال الله
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - (
إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه ) فهذا نوم ، وهذا قيام (
وطائفة من الذين معك ) كذلك يقومون ثلثا ونصفا وثلثين : يقول : ينامون ويقومون .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15621جبلة بن سحيم ، عن
ابن عمر قوله (
وبالأسحار هم يستغفرون ) قال : يصلون .
[ ص: 413 ]
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
وبالأسحار هم يستغفرون ) قال : يصلون .
وقال آخرون : بل عنى بذلك أنهم أخروا الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
يونس بن عبيد ، عن
الحسن قال : مدوا في الصلاة ونشطوا ، حتى كان الاستغفار بسحر .
حدثنا
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
وبالأسحار هم يستغفرون ) قال : هم المؤمنون ، قال : وبلغنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -
يعقوب حين سألوه أن يستغفر لهم (
يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا -
قال سوف أستغفر لكم ربي ) قال : قال بعض أهل العلم : إنه أخر الاستغفار إلى السحر . قال : وذكر بعض أهل العلم أن الساعة التي تفتح فيها أبواب الجنة : السحر .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : سمعت
ابن زيد يقول : السحر : هو السدس الأخير من الليل .
وقوله (
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) يقول - تعالى ذكره - : وفي أموال هؤلاء المحسنين الذين وصف صفتهم حق لسائلهم المحتاج إلى ما في أيديهم والمحروم .
وبنحو الذي قلنا في معنى السائل ، قال أهل التأويل ، وهم في معنى المحروم مختلفون ، فمن قائل : هو المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
أبي إسحاق ، عن
[ ص: 414 ] قيس بن كركم ، عن
ابن عباس سألته عن السائل والمحروم ، قال : السائل : الذي يسأل الناس ، والمحروم : الذي ليس له في الإسلام سهم وهو محارف .
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه عن
ابن عباس قوله (
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) قال : المحروم : المحارف .
حدثنا
سهل بن موسى الرازي قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
قيس بن كركم ، عن
ابن عباس قال : السائل : السائل . والمحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم .
حدثنا
سهل بن موسى قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
أبي إسحاق ، عن
قيس بن كركم ، عن
ابن عباس قال : المحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم .
حدثنا
حميد بن مسعدة قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال : ثنا
شعبة عن
أبي إسحاق ، عن
قيس بن كركم ، عن
ابن عباس في هذه الآية (
للسائل والمحروم ) قال : السائل : الذي يسأل ، والمحروم : المحارف .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة قال : سمعت
أبا إسحاق يحدث عن
قيس بن كركم ، عن
ابن عباس ، بنحوه .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول : الله تبارك وتعالى : المحروم ، قال : المحارف .
وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثت عن
الحسين قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله ( والمحروم ) : هو الرجل المحارف الذي لا يكون له مال إلا ذهب ، قضى الله له ذلك .
[ ص: 415 ]
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الرحمن قال : ثنا
سفيان ، عن
أبي إسحاق ، عن
قيس بن كركم قال : سألت
ابن عباس عن قوله (
للسائل والمحروم ) قال : السائل : الذي يسأل ، والمحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم .
حدثني
محمد بن عمرو المقدمي قال : ثنا
قريش بن أنس ، عن
سليمان ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : المحروم : المحارف .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة ، عن
منصور ، عن
إبراهيم قال في المحروم : هو المحارف الذي ليس له أحد يعطف عليه ، أو يعطيه شيئا .
حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثني
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير قال : ثنا
شعبة ، عن
عاصم ، عن
أبي قلابة قال : جاء سيل
باليمامة ، فذهب بمال رجل ، فقال رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : هذا المحروم .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : أخبرنا
أيوب ، عن
نافع قال : المحروم : المحارف .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : ثني
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم بن خالد ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس قال : المحروم : المحارف .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
هشيم قال : أخبرنا
حجاج ، عن
الوليد بن العيزار عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس أنه قال : المحروم : هو المحارف .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
هشيم ، عن
أبي بشر قال : سألت
سعيد بن جبير عن المحروم ، فلم يقل فيه شيئا ، فقال
عطاء : هو المحدود المحارف .
ومن قائل : هو المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا .
[ ص: 416 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : أخبرني
نافع بن يزيد ، عن
عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشج ، عن سعيد بن المسيب ، أنه سئل عن المحروم فقال : المحارف .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله (
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) هذان فقيرا أهل الإسلام ، سائل يسأل في كفه ، وفقير متعفف ، ولكليهما عليك حق يا ابن آدم .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
الزهري (
للسائل والمحروم ) قال : السائل : الذي يسأل ، والمحروم : المتعفف الذي لا يسأل .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور قال : قال
معمر ، وحدثني
الزهري ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=811023ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ، قالوا : فمن المسكين يا رسول الله؟ قال : الذي لا يجد غنى ، ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه فذلك المحروم " .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة في قوله (
للسائل والمحروم ) قال : السائل الذي يسأل بكفه ، والمحروم : المتعفف ، ولكليهما عليك حق يا ابن آدم .
وقائل : هو الذي لا سهم له في الغنيمة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
عبد الرحمن قال : ثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن
الحسن بن محمد ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=812785إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية ، فغنموا ، فجاء قوم يشهدون الغنيمة ، فنزلت هذه الآية : ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) .
[ ص: 417 ] حدثنا
أبو كريب قال : ثنا
ابن أبي زائدة ، عن
سفيان ، عن
قيس بن مسلم الجدلي ، عن
الحسن بن محمد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812569بعثت سرية فغنموا ، ثم جاء قوم من بعدهم ، قال : فنزلت ( للسائل والمحروم ) .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة ، عن
الحكم ، عن
إبراهيم أن أناسا قدموا على
علي رضي الله عنه الكوفة بعد وقعة الجمل ، فقال : اقسموا لهم ، قال : هذا المحروم .
حدثنا
أبو كريب قال : ثنا
أبو نعيم ، عن
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم ، عن
الحسن بن محمد nindex.php?page=hadith&LINKID=812570أن قوما في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - أصابوا غنيمة ، فجاء قوم بعد ، فنزلت ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
حكام قال : ثنا
عمرو ، عن
منصور ، عن
إبراهيم قال : المحروم : الذي لا فيء له في الإسلام ، وهو محارف من الناس .
قال : ثنا
جرير ، عن
منصور ، عن
إبراهيم قوله (
للسائل والمحروم ) قال : المحروم : الذي لا يجري عليه شيء من الفيء ، وهو محارف من الناس .
وقائل : هو الذي لا ينمى له مال .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
أبو السائب قال : ثنا
ابن إدريس ، عن
حصين قال : سألت
عكرمة ، عن السائل والمحروم ؟ قال : السائل : الذي يسألك ، والمحروم : الذي لا ينمى له مال .
وقائل : هو الذي قد ذهب ثمره وزرعه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) قال : المحروم : المصاب ثمره وزرعه ،
[ ص: 418 ] وقرأ (
أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه ) . . حتى بلغ (
بل نحن محرومون ) وقال أصحاب الجنة : (
إنا لضالون بل نحن محرومون ) .
حدثنا
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16455عبد الله بن عياش قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم في قول الله (
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) قال : ليس ذلك بالزكاة ، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة ، والمحروم : الذي يصاب زرعه أو ثمره أو نسل ماشيته ، فيكون له حق على من لم يصبه ذلك من المسلمين ، كما قال لأصحاب الجنة حين أهلك جنتهم قالوا (
بل نحن محرومون ) وقال أيضا : (
لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون ) .
وكان
الشعبي يقول في ذلك ما حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
ابن عون قال : قال
الشعبي : أعياني أن أعلم ما المحروم .
والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حرم الرزق واحتاج ، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره ، فصار ممن حرمه الله ذلك ، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة ، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة ، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعم ، كما قال جل ثناؤه (
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) .