القول في تأويل
قوله تعالى : ( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ( 13 )
وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ( 14 )
فيومئذ وقعت الواقعة ( 15 ) )
يقول تعالى ذكره : (
فإذا نفخ في الصور )
إسرافيل (
نفخة واحدة ) وهي النفخة الأولى ، (
وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) يقول : فزلزلتا زلزلة واحدة .
وكان
ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني به
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) قال : صارت غبارا . وقيل : (
فدكتا ) وقد ذكر قبل "الجبال والأرض" وهي جماع ، ولم يقل : فدككن ، لأنه جعل الجبال كالشيء الواحد ، كما قال الشاعر :
هما سيدان يزعمان وإنما يسوداننا إن يسرت غنماهما
وكما قيل : (
أن السماوات والأرض كانتا رتقا ) .
(
فيومئذ وقعت الواقعة ) يقول جل ثناؤه : فيومئذ وقعت الصيحة الساعة ، وقامت القيامة .