[ ص: 661 ] القول في تأويل
قوله تعالى : ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( 14 )
وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ( 15 ) )
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل النفر من الجن : (
وأنا منا المسلمون ) الذين قد خضعوا لله بالطاعة (
ومنا القاسطون ) وهم الجائرون عن الإسلام وقصد السبيل .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ) قال : العادلون عن الحق .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
القاسطون ) قال : الظالمون .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قال : (
القاسطون ) الجائرون .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، في قوله : (
القاسطون ) قال : الجائرون .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد : المقسط : العادل ، والقاسط : الجائر ، وذكر بيت شعر :
قسطنا على الأملاك في عهد تبع ومن قبل ما أدرى النفوس عقابها
وقال : وهذا مثل الترب والمترب; قال : والترب : المسكين ، وقرأ : (
أو مسكينا ذا متربة ) قال : والمترب : الغني .
وقوله : (
فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) يقول : فمن أسلم وخضع لله بالطاعة ، فأولئك تعمدوا وترجوا رشدا في دينهم . (
وأما القاسطون ) يقول : الجائرون عن الإسلام ، (
فكانوا لجهنم حطبا ) توقد بهم .