[ ص: 692 ] القول في تأويل
قوله تعالى : ( يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا ( 14 ) )
يقول تعالى ذكره : إن لدينا لهؤلاء المشركين من
قريش الذين يؤذونك يا
محمد العقوبات التي وصفها في يوم ترجف الأرض والجبال; ورجفان ذلك : اضطرابه بمن عليه ، وذلك يوم القيامة .
وقوله : (
وكانت الجبال كثيبا مهيلا ) يقول : وكانت الجبال رملا سائلا متناثرا .
والمهيل : مفعول من قول القائل : هلت الرمل فأنا أهيله ، وذلك إذا حرك أسفله ، فانهال عليه من أعلاه; وللعرب في ذلك لغتان ، تقول : مهيل ومهيول ، ومكيل ومكيول; ومنه قول الشاعر :
قد كان قومك يحسبونك سيدا وإخال أنك سيد مغيون
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية بن صالح ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله : (
وكانت الجبال كثيبا مهيلا ) يقول : الرمل السائل .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
وكانت الجبال كثيبا مهيلا ) قال : الكثيب المهيل : اللين الذي إذا مسسته تتابع .
[ ص: 693 ]
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال :
ثنا عيسى; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
كثيبا مهيلا ) قال : ينهال .