القول في
تأويل قوله تعالى ( واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ( 198 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : واذكروا الله أيها المؤمنون عند
المشعر الحرام بالثناء عليه ، والشكر له على أياديه عندكم ، وليكن ذكركم إياه بالخضوع لأمره ، والطاعة له والشكر على ما أنعم عليكم من التوفيق ، لما وفقكم له من سنن
إبراهيم خليله بعد الذي كنتم فيه من الشرك والحيرة والعمى عن طريق الحق وبعد الضلالة كذكره إياكم بالهدى ، حتى استنقذكم من النار به بعد أن كنتم على شفا حفرة منها ، فنجاكم منها . وذلك هو معنى قوله : " كما هداكم" .
وأما قوله : "
وإن كنتم من قبله لمن الضالين " ، فإن من أهل العربية من يوجه تأويل" إن" إلى تأويل" ما" ، وتأويل اللام التي في" لمن" إلى" إلا" .
[ ص: 184 ]
فتأويل الكلام على هذا المعنى : وما كنتم من قبل هداية الله إياكم لما هداكم له من ملة خليله إبراهيم التي اصطفاها لمن رضي عنه من خلقه إلا من الضالين .
ومنهم من يوجه تأويل"إن" إلى"قد" .
فمعناه على قول قائل هذه المقالة : واذكروا الله أيها المؤمنون كما ذكركم بالهدى ، فهداكم لما رضيه من الأديان والملل ، وقد كنتم من قبل ذلك من الضالين .