[ ص: 235 ] القول في تأويل قوله تعالى (
وهو ألد الخصام ( 204 ) )
قال
أبو جعفر : "الألد" من الرجال : الشديد الخصومة ، يقال في" فعلت" منه : " قد لددت يا هذا ، ولم تكن ألد ، فأنت تلد لددا ولدادة" . فأما إذا غلب من خاصمه ، فإنما يقال فيه : " لددت يا فلان فلانا فأنت تلده لدا ، ومنه قول الشاعر :
ثم أردي بهم من تردي تلد أقران الخصوم اللد
قال
أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك .
فقال بعضهم : تأويله : أنه ذو جدال .
ذكر من قال ذلك :
3973 - حدثنا
أبو كريب ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
ابن إسحاق ، قال : حدثني
محمد بن أبي محمد ، قال : حدثني
سعيد بن جبير أو
عكرمة ، عن
ابن عباس : "
وهو ألد الخصام " ، أي : ذو جدال ، إذا كلمك وراجعك .
3974 - حدثنا
بشر ، قال : حدثنا
يزيد ، قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : "
وهو ألد الخصام " ، يقول : شديد القسوة في معصية الله جدل بالباطل ،
[ ص: 236 ] وإذا شئت رأيته عالم اللسان جاهل العمل ، يتكلم بالحكمة ، ويعمل بالخطيئة .
3975 - حدثنا
الحسن بن يحيى . قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : "
وهو ألد الخصام " ، قال : جدل بالباطل .
وقال آخرون : معنى ذلك أنه غير مستقيم الخصومة ، ولكنه معوجها .
ذكر من قال ذلك :
3976 - حدثني
محمد بن عمرو ، قال : حدثنا
أبو عاصم ، قال : حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : "
وهو ألد الخصام " ، قال : ظالم لا يستقيم .
3977 - حدثنا
القاسم ، قال : حدثنا
الحسين ، قال : حدثنا
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني
عبد الله بن كثير ، عن
مجاهد ، قال : "الألد الخصام" ، الذي لا يستقيم على خصومة .
3978 - حدثني
موسى بن هارون ، قال : حدثنا
عمرو بن حماد ، قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
ألد الخصام " ، أعوج الخصام .
قال :
أبو جعفر : وكلا هذين القولين متقارب المعنى ؛ لأن الاعوجاج في الخصومة من الجدال واللدد .
وقال آخرون : معنى ذلك : وهو كاذب في قوله .
ذكر من قال ذلك :
3979 - حدثنا
القاسم ، قال : حدثنا
الحسين ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن بعض أصحابه ، عن
الحسن ، قال : "الألد الخصام" ، الكاذب القول .
وهذا القول يحتمل أن يكون معناه معنى القولين الأولين إن كان أراد به
[ ص: 237 ] قائله أنه يخاصم بالباطل من القول والكذب منه جدلا واعوجاجا عن الحق .
وأما"الخصام" فهو مصدر من قول القائل : "خاصمت فلانا خصاما ومخاصمة" .
وهذا خبر من الله تبارك وتعالى عن المنافق الذي أخبر نبيه
محمدا صلى الله عليه وسلم أنه يعجبه إذا تكلم قيله ومنطقه ، ويستشهد الله على أنه محق في قيله ذلك ، لشدة خصومته وجداله بالباطل والزور من القول .