القول في تأويل
قوله ( قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم )
قال
أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " إن الله اصطفاه عليكم " قال نبيهم
شمويل لهم : "
إن الله اصطفاه عليكم " يعني : اختاره عليكم كما : -
5649 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : " اصطفاه عليكم " اختاره .
5650 - حدثني
المثنى قال حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
أبو زهير ، عن
جويبر ، عن
الضحاك : "
إن الله اصطفاه عليكم " قال : اختاره عليكم .
[ ص: 313 ]
5651 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد : "
إن الله اصطفاه عليكم " اختاره .
وأما قوله : "
وزاده بسطة في العلم والجسم " فإنه يعني بذلك أن الله بسط له في العلم والجسم ، وآتاه من العلم فضلا على ما أتى غيره من الذين خوطبوا بهذا الخطاب . وذلك أنه ذكر أنه أتاه وحي من الله ، وأما " في الجسم " فإنه أوتي من الزيادة في طوله عليهم ما لم يؤته غيره منهم كما : -
5652 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
إسماعيل بن عبد الكريم قال : حدثني
عبد الصمد بن معقل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال : لما قالت
بنو إسرائيل : "
أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم " . قال : واجتمع
بنو إسرائيل فكان
طالوت فوقهم من منكبيه فصاعدا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعصا تكون مقدارا على طول الرجل الذي يبعث فيهم ملكا ، فقال : إن صاحبكم يكون طوله طول هذه العصا . فقاسوا أنفسهم بها ، فلم يكونوا مثلها . فقاسوا
طالوت بها فكان مثلها .
5653 - حدثني بذلك
موسى قال : حدثنا
عمرو قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : "
إن الله اصطفاه عليكم وزاده " مع اصطفائه إياه "
بسطة في العلم والجسم " يعني بذلك : بسط له مع ذلك في العلم والجسم .
ذكر من قال ذلك :
5654 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد : "
إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم " بعد هذا .