الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 314 ] القول في تأويل قوله ( والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ( 247 ) )

قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بذلك : أن الملك لله وبيده دون غيره " يؤتيه " يقول : يؤتي ذلك من يشاء ، فيضعه عنده ويخصه به ، ويمنعه من أحب من خلقه . يقول : فلا تستنكروا يا معشر الملإ من بني إسرائيل ، أن يبعث الله طالوت ملكا عليكم ، وإن لم يكن من أهل بيت المملكة ، فإن الملك ليس بميراث عن الآباء والأسلاف ، ولكنه بيد الله يعطيه من يشاء من خلقه ، فلا تتخيروا على الله .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

5655 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال : حدثني ابن إسحاق قال : حدثني بعض أهل العلم ، عن وهب بن منبه : " والله يؤتي ملكه من يشاء " الملك بيد الله يضعه حيث شاء ، ليس لكم أن تختاروا فيه .

5656 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج قال : قال ابن جريج قال : مجاهد : ملكه سلطانه .

5657 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " والله يؤتي ملكه من يشاء " سلطانه .

وأما قوله : " والله واسع عليم " فإنه يعني بذلك " والله واسع " بفضله فينعم به على من أحب ، ويريد به من يشاء " عليم " بمن هو أهل لملكه الذي [ ص: 315 ] يؤتيه ، وفضله الذي يعطيه ، فيعطيه ذلك لعلمه به ، وبأنه لما أعطاه أهل : إما للإصلاح به ، وإما لأن ينتفع هو به .

التالي السابق


الخدمات العلمية