القول في تأويل
قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله : " إذا تداينتم " يعني : إذا تبايعتم بدين ، أو اشتريتم به ، أو تعاطيتم أو أخذتم به " إلى أجل مسمى " يقول : إلى وقت معلوم وقتموه بينكم . وقد يدخل في ذلك القرض والسلم ، وكل ما جاز [ فيه ] السلم مسمى أجل بيعه يصير دينا على بائع ما أسلم إليه فيه . ويحتمل بيع الحاضر الجائز بيعه من الأملاك بالأثمان المؤجلة . كل ذلك من الديون المؤجلة إلى أجل مسمى ، إذا كانت آجالها معلومة بحد موقوف عليه .
وكان
ابن عباس يقول
نزلت هذه الآية في السلم خاصة .
ذكر الرواية عنه بذلك :
6317 - حدثنا
أبو كريب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17329يحيى بن عيسى الرملي عن
سفيان عن
ابن أبي نجيح قال قال
ابن عباس في : "
يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى " قال : السلم في الحنطة ، في كيل معلوم إلى أجل معلوم .
[ ص: 44 ]
6318 - حدثني
محمد بن عبد الله المخرمي قال : حدثنا
يحيى بن الصامت قال : حدثنا
ابن المبارك عن
سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبي حيان عن
ابن أبي نجيح عن
ابن عباس : "
يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين " قال : نزلت في
السلم ، في كيل معلوم إلى أجل معلوم .
6319 - حدثنا
علي بن سهل قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15942زيد بن أبي الزرقاء عن
سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبي حيان عن
ابن عباس قال : نزلت هذه الآية : "
إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه " في السلم ، في الحنطة ، في كيل معلوم إلى أجل معلوم .
6320 - حدثنا
ابن بشار قال : حدثنا
محمد بن محبب قال : حدثنا
سفيان عن
[ ص: 45 ] أبي حيان التيمي عن رجل ، عن
ابن عباس قال : نزلت هذه الآية : "
يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى " في السلف في الحنطة ، في كيل معلوم إلى أجل معلوم .
6321 - حدثنا
ابن بشار قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام قال حدثني أبي ، عن
قتادة عن
أبي حسان عن
ابن عباس قال : أشهد أن السلف المضمون إلى أجل مسمى أن الله - عز وجل - قد أحله وأذن فيه . ويتلو هذه الآية : "
إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى "
[ ص: 46 ]
قال
أبو جعفر : فإن قال قائل : وما وجه قوله : " بدين " وقد دل بقوله : " إذا تداينتم " عليه ؟ وهل تكون مداينة بغير دين ، فاحتيج إلى أن يقال " بدين " ؟ قيل : إن العرب لما كان مقولا عندها : " تداينا " بمعنى تجازينا ، وبمعنى : تعاطينا الأخذ والإعطاء بدين أبان الله بقوله : " بدين " المعنى الذي قصد تعريف من سمع قوله : " تداينتم " حكمه ، وأعلمهم أنه حكم الدين دون حكم المجازاة .
وقد زعم بعضهم أن ذلك تأكيد كقوله : (
فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) [ سورة الحجر : 30\ سورة ص : 73 ] ، ولا معنى لما قال من ذلك في هذا الموضع .