قوله : ( ويقول : أما بعد ) فيه : استحباب قول : ( أما بعد ) في خطب الوعظ والجمعة والعيد وغيرها ، وكذا في خطب الكتب المصنفة ، وقد عقد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بابا في استحبابه ، وذكر فيه جملة من الأحاديث .
[ ص: 467 ] واختلف العلماء في أول من تكلم به فقيل : داود عليه السلام ، وقيل : يعرب بن قحطان ، وقيل : قس بن ساعدة ، وقال بعض المفسرين أو كثير منهم : إنه فصل الخطاب الذي أوتيه داود . وقال المحققون : فصل الخطاب الفصل بين الحق والباطل .
قوله : كانت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول : إلى آخره فيه : دليل nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي - رضي الله عنه - أنه يجب حمد الله تعالى في الخطبة ويتعين لفظه ، ولا يقوم غيره مقامه .
قوله : ( إن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح ) أما ضماد فبكسر الضاد المعجمة ، وشنوءة بفتح الشين وضم النون وبعدها مدة ، ويرقي بكسر القاف ، والمراد بالريح هنا الجنون ومس الجن في غير رواية مسلم يرقي من الأرواح أي الجن سموا بذلك ؛ لأنهم لا يبصرهم الناس فهم كالروح والريح .
قوله : ( فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر ) ضبطناه بوجهين أشهرهما : ( ناعوس ) بالنون والعين هذا هو الموجود في أكثر نسخ بلادنا ، والثاني : ( قاموس ) بالقاف والميم ، وهذا الثاني هو المشهور في روايات الحديث في غير صحيح مسلم .
وقال القاضي عياض : أكثر نسخ صحيح مسلم وقع فيها ( قاعوس ) بالقاف والعين . قال : ووقع عند أبي محمد بن سعيد ( تاعوس ) بالتاء المثناة فوق . قال : ورواه بعضهم ( ناعوس ) بالنون والعين . قال : وذكره أبو مسعود الدمشقي في أطراف الصحيحين ، nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي في الجمع بين الصحيحين ( قاموس ) بالقاف والميم . قال بعضهم : هو الصواب .
قال أبو عبيد : قاموس البحر وسطه . وقال ابن دريد : لجته . وقال صاحب كتاب العين : قعره الأقصى ، وقال الحربي : قاموس البحر قعره . وقال أبو مروان بن سراج : قاموس فاعول من قمسته إذا غمسته فقاموس البحر لجته التي تضطرب أمواجها ، ولا تستقر مياهها ، وهي لفظة عربية صحيحة . وقال أبو علي الجياني : لم أجد في هذه اللفظة ثلجا .
وقال شيخنا أبو الحسين : قاعوس البحر بالقاف والعين صحيح بمعنى قاموس كأنه من القعس ، وهو تطامن الظهر وتعمقه فيرجع إلى عمق البحر ولجته ، هذا آخر كلام القاضي رضي الله عنه . وقال أبو موسى الأصفهاني : وقع في صحيح مسلم ( ناعوس البحر بالنون والعين قال : وفي سائر الروايات قاموس ، وهو وسطه ولجته ، قال : وليست هذه اللفظة موجودة في مسند إسحاق بن راهويه الذي روى مسلم هذا الحديث عنه ، لكنه قرنه بأبي موسى [ ص: 468 ] فلعله في رواية أبي موسى قال : وإنما أورد مثل هذه الألفاظ لأن الإنسان قد يطلبها فلا يجدها في شيء من الكتب فيتحير فإذا نظر في كتابي عرف أصلها ومعناها .
قوله : ( هات ) هو بكسر التاء .
قوله : ( أصبت مطهرة ) هي بكسر الميم وفتحها حكاها ابن السكيت وغيره والكسر أشهر .