باب آخر في صفة الوضوء

فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد بن عاصم وهو غير nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان ، كذا قاله الحفاظ من المتقدمين والمتأخرين ، وغلطوا سفيان بن عيينة في قوله : هو هو ، وممن نص على غلطه في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الاستسقاء من صحيحه ، وقد قيل : إن صاحب الأذان لا يعرف له غير حديث الأذان . والله أعلم .

[ ص: 473 ] قوله : ( فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه ) هكذا هو في الأصول ( منها ) وهو صحيح أي : من المطهرة أو الإداوة ، وقوله : ( أكفأ ) هو بالهمز أي : أمال وصب . وفيه : استحباب تقديم غسل الكفين قبل غمسهما في الإناء .

قوله ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504427فمضمض واستنشق من كف واحدة ففعل ذلك ثلاثا ) وفي الرواية التي بعدها ( فمضمض واستنشق واستنثر من ثلاث غرفات ) . في هذا الحديث دلالة ظاهرة للمذهب الصحيح المختار أن السنة في المضمضة والاستنشاق أن يكون بثلاث غرفات يتمضمض ويستنشق من كل واحدة منها ، وقد قدمنا إيضاح هذه المسألة والخلاف فيها في الباب الأول . والله أعلم .

وقوله في الرواية الثانية : ( فمضمض واستنشق واستنثر ) فيه حجة للمذهب المختار الذي عليه الجماهير من أهل اللغة وغيرهم أن الاستنثار غير الاستنشاق خلافا لما قاله ابن الأعرابي وابن قتيبة أنهما بمعنى واحد ، وقد تقدم في الباب الأول أيضا . والله أعلم .

قوله : ( ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثا ) هكذا وقع في صحيح مسلم ( أدخل يده ) بلفظ الإفراد وكذا في أكثر روايات nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري في حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد هذا ( ثم أدخل يديه فاغترف بهما فغسل وجهه ثلاثا ) وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا من رواية ابن عباس ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504428ثم أخذ غرفة فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى فغسل بها وجهه ثم قال : هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ) . وفي سنن أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من رواية علي - رضي الله عنه - في صفة وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=3504429ثم أدخل يديه في الإناء جميعا فأخذ بهما حفنة من ماء فضرب بها على وجهه . فهذه أحاديث في بعضها ( يده ) ، وفي بعضها ( يديه ) ، وفي بعضها ( يده وضم إليها الأخرى ) ، فهي دالة على جواز الأمور الثلاثة وأن الجميع سنة . ويجمع بين الأحاديث بأنه - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك في مرات وهي ثلاثة أوجه لأصحابنا ، ولكن الصحيح منها والمشهور الذي قطع به الجمهور ونص عليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه - في البويطي والمزني : أن المستحب أخذ الماء للوجه باليدين جميعا لكونه أسهل وأقرب إلى الإسباغ . والله أعلم .

قال أصحابنا : ويستحب أن يبدأ في غسل وجهه بأعلاه لكونه أشرف ولأنه أقرب إلى الاستيعاب . والله أعلم .

قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504430فغسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ) فيه دلالة على جواز مخالفة الأعضاء وغسل بعضها ثلاثا وبعضها مرتين وبعضها مرة وهذا جائز . والوضوء على هذه الصفة صحيح بلا شك ، ولكن المستحب تطهير الأعضاء كلها ثلاثا ثلاثا كما قدمناه ، وإنما كانت مخالفتها من النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأوقات بيانا للجواز ، كما توضأ - صلى الله عليه وسلم - مرة مرة في بعض الأوقات بيانا للجواز ، [ ص: 474 ] وكان في ذلك الوقت أفضل في حقه - صلى الله عليه وسلم - لأن البيان واجب عليه - صلى الله عليه وسلم - . فإن قيل : البيان يحصل بالقول ، فالجواب : أنه أوقع بالفعل في النفوس وأبعد من التأويل . والله أعلم .

قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504431فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر ) هذا مستحب باتفاق العلماء ; فإنه طريق إلى استيعاب الرأس ووصول الماء إلى جميع شعره . قال أصحابنا : وهذا الرد إنما يستحب لمن كان له شعر غير مضفور ، أما من لا شعر على رأسه وكان شعره مضفورا فلا يستحب له الرد إذ لا فائدة فيه ، ولو رد في هذه الحالة لم يحسب الرد مسحة ثانية لأن الماء صار مستعملا بالنسبة إلى ما سوى تلك المسحة . والله أعلم .

وليس في هذا الحديث دلالة لوجوب استيعاب الرأس بالمسح لأن الحديث ورد في كمال الوضوء لا فيما لا بد منه . والله أعلم .

قوله : ( فمسح برأسه فأقبل به ) أي بالمسح .