( أكثر ما كانوا ) : ما مصدرية ومعناه الجمع ، أي أكثر أكوانهم ؛ لأن ما أضيف إليه أفعل يكون جمعا ، والمعنى صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين والحال أن الناس كان أكوانهم في ذلك الوقت أكثر من أكوانهم في سائر الأوقات يعني أن الناس كانوا في ذلك [ ص: 346 ] الوقت أكثر مما كانوا في سائر الأوقات . ففي رواية مسلم : والناس أكثر مما كانوا . وفقه الحديث أن القصر ليس مختصا بالخوف ، فإن ذلك الوقت كان وقت أمن ومع ذلك قصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقصرنا معه ، فدل على أن القصر ليس بمختص بالخوف . وفي حديث ابن عباس عند الترمذي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي خرج من المدينة إلى مكة لا يخاف إلا الله يصلي ركعتين ، كذا في الشرح . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ليس في قوله صلى بنا ركعتين دليل على أن المكي يقصر الصلاة بمنى ؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مسافرا بمنى فصلى صلاة المسافر ، ولعله لو سأل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن صلاته لأمره بالإتمام ، وقد يترك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيان بعض الأمور في بعض المواطن اقتصارا على ما تقدم من البيان السابق خصوصا في مثل هذا الأمر الذي هو من العلم الظاهر العام . وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يصلي بهم فيقصر فإذا سلم التفت إليهم وقال : أتموا يا أهل مكة فإنا قوم سفر . وقد اختلف الناس في هذا ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يقصر الإمام والمسافر معه ويقوم أهل مكة فيتمون لأنفسهم ، وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه . وقد روي ذلك عن عطاء ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، وذهب مالك nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي وإسحاق إلى أن الإمام إذا قصر قصروا معه وسواء في ذلك أهل مكة وغيرهم ، انتهى .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي بنحوه .