[ ص: 781 ] ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
فيها
خطب الملك طغرلبك ابنة الخليفة ، فانزعج الخليفة من ذلك ، وقال : هذا شيء لم تجر العادة بمثله . ثم طلب أشياء كثيرة كهيئة المبعد له ، ومن ذلك ما كان لزوجته التي توفيت من الإقطاعات بأرض
واسط وصداق ثلاثمائة ألف دينار ، وأن يقيم الملك
ببغداد لا يترحل منها ، ولا يحيد عنها يوما أبدا ، فوقع الاتفاق على بعض ذلك ، وأرسل إليها بمائة ألف دينار مع ابنة أخيه
داود ، زوجة الخليفة
أرسلان خاتون ، وأشياء كثيرة من آلات الذهب والفضة والنثار والجواري والكراع ، ومن الجواهر ألفان ومائتا قطعة ، من ذلك سبعمائة وعشرون قطعة من جوهر ، وزن كل واحدة ما بين الثلاثة مثاقيل إلى المثقال ، وأشياء كثيرة . فتمنع الخليفة لفوات بعض الشروط ، فغضب
عميد الملك الكندري الوزير لمخدومه السلطان ، وجرت شرور طويلة اقتضت أن أرسل السلطان كتابا يأمر فيه بانتزاع ابنة أخيه السيدة
أرسلان خاتون ، ونقلها من دار الخلافة إلى دار الملك ، حتى تنفصل هذه القضية ، وعزم الملك على النقلة من
بغداد وأصلح الطيار فانزعج الناس لذلك ، وجاء كتاب السلطان إلى رئيس شحنة
بغداد برشق يأمره بعدم المراقبة ، وكثرة العسف في مقابلة رد أصحابنا بالحرمان ، ويعزم على نقلة
الخاتون إلى دار
[ ص: 782 ] المملكة ، ويرسل من يحملها إلى البلدة التي هو فيها ، وكل ذلك غضبا على الخليفة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : وفي رمضان رأى إنسان من الزمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو قائم ، ومعه ثلاثة أنفس فجاءه إليه أحدهم فقال له : ألا تقوم ؟ فقال : لا أستطيع أنا رجل مقعد ، فأخذ بيده وقال : قم ، فقام وانتبه ، فإذا هو قد برأ وأصبح يمشي في حوائجه .
وفي ربيع الآخر استوزر الخليفة
أبا الفتح منصور بن أحمد بن دارست الأهوازي ، وخلع عليه ، وجلس في مجلس الوزارة .
وفي جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه كسفت الشمس كسوفا عظيما ; جميع القرص ، فمكث أربع ساعات ، حتى بدت النجوم وآوت الطيور إلى أوكارها وتركت الطيران ، وكل ذلك لشدة الظلمة .
وفيها ولي
أبو تميم بن معز بن باديس بلاد
إفريقية بعد وفاة أبيه صاحبها .
وفيها ولي
نصر بن نصر الدولة أحمد بن مروان الكردي ديار بكر بعد أبيه أيضا .
وفيها ولي
شرف الدولة بن قريش بن بدران بلاد
الموصل ونصيبين بعد أبيه .
وفيها خلع على
nindex.php?page=showalam&ids=16249طراد بن محمد الزينبي الملقب بالكامل وولي نقابة العباسيين . وخلع على
أسامة بن أبي عبد الله بن علي وقلد نقابة الطالبيين ولقب المرتضى .
وفيها ضمن
أبو إسحاق إبراهيم بن علان اليهودي ضياع الخليفة من
صرصر إلى
[ ص: 783 ] أوانا ، كل سنة بستة وثمانين ألف دينار وسبعة عشر ألف كر من غلة . ولم يحج أحد من
أهل العراق في هذه السنة .