الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      باي بن جعفر بن باي أبو منصور الجيلي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      من تلامذة أبي حامد الإسفراييني ، ولي القضاء بباب الطاق وبحريم دار الخلافة ، وسمع الحديث من جماعة ، قال الخطيب : وكتبنا عنه ، وكان ثقة ، رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 779 ] الحسن بن محمد بن أبي الفضل ، أبو محمد النسوي الوالي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      سمع الحديث ، وكان ذكيا في صنعة الولاية ، ومعرفة المتهم من بين الغرماء بلطيف من الصنع ، كما نقل عنه أنه وقف بين يدي جماعة اتهموا بسرقة ، فأتى بكوز ليشرب منه ، فرمى به فانزعج الواقفون إلا واحدا ، فأمر به أن يقرر ، وقال : السارق يكون جريئا قويا . فوجد الأمر كذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد قتل مرة واحدا ضرب بين يديه ، فادعي عليه عند القاضي أبي الطيب ، فحكم عليه بالقصاص ، ثم فادى عن نفسه بمال جزيل حتى خلص من القتل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الفضل البزار
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ، انتهت إليه رياسة الفقهاء المالكيين ببغداد ، وكان من القراء المجودين وأهل الحديث المسندين ، مع ابن حبابة والمخلص وابن شاهين ، وقد قبل شهادته أبو عبد الله الدامغاني ، فكان أحد المعدلين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قطر الندى

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ويقال : بدر الدجى ، ويقال : علم . أم الخليفة القائم بأمر الله ، [ ص: 780 ] كانت عجوزا كبيرة ، قد بلغت التسعين سنة ، وكانت أرمنية ، وهي التي احتاجت في زمان البساسيري وألجأتها الحاجة حتى كتبت إليه رقعة تشكو فقرها وحاجتها ، فأجرى عليها رزقا وأخدمها جاريتين ، وهذا كان من أحسن ما صنع ، ثم لم تمت حتى أقر الله عينها بولدها ورجوعه إليها ، واستمر أمرهم على ما كانوا عليه ، ثم توفيت في رجب من هذه السنة ، فحضر ولدها الخليفة جنازتها ، وكانت حافلة جدا ، رحمها الله تعالى ، وأكرم مثواها بمنه وكرمه ، آمين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية