ثم دخلت
سنة خمس وثلاثين وسبعمائة
استهلت وحكام البلاد هم المذكورون في التي قبلها ، وناظر الجامع
عز الدين بن المنجا ، والمحتسب عماد الدين بن الشيرازي ، وغيرهم .
وفي مستهل المحرم يوم الخميس حضر الدرس بأم الصالح الشيخ الصالح
شمس الدين ابن خطيب يبرود عوضا عن قاضي القضاة
شهاب الدين بن المجد ، وحضر عنده القضاة والأعيان .
وفي سادس المحرم رجع
مهنا بن عيسى من عند السلطان ، فتلقاه النائب والجيش ، وعاد إلى أهله في عز وعافية .
وفيه أمر السلطان بعمارة جامع القلعة وتوسيعه ، وعمارة جامع
مصر العتيق .
وقدم إلى
دمشق القاضي جمال الدين
عبد الله بن كمال الدين محمد بن عماد الدين إسماعيل بن تاج الدين بن الأثير كاتب سر بها ، عوضا عن
شرف بن الشهاب محمود . ووقع في هذا الشهر والذي بعده
موت كثير في [ ص: 375 ] الناس بالخانوق .
وفي ربيع الأول مسك الأمير نجم الدين بن الزيبق مشد الدواوين ، وصودر ، وبيعت خيوله وحواصله ، وتولاه بعده
سيف الدين تمر مملوك بكتمر الحاجب ، وهو مشد الزكاة .
وفيه كملت عمارة حمام الأمير
شمس الدين حمزة الذي كان قد تمكن عند
تنكز بعد
ناصر الدين الدوادار ، ثم وقعت الشناعة عليه بسبب ظلمه في عمارة هذا الحمام ، فقابله النائب على ذلك ، وانتصف للناس منه ، وضربه بين يديه ، ورماه بالبندق بيده في وجهه وسائر جسده ، ثم أودعه القلعة ، ثم نقله إلى بحيرة
طبرية فغرقه فيها .
وعزل الأمير جمال الدين نائب
الكرك عن نيابة
طرابلس حسب سؤاله في ذلك ، وراح إليها طينال ، وقدم نائب
الكرك إلى
دمشق ، وقد رسم له بالإقامة في
صرخد ، فلما تلقاه نائب السلطنة والجيش نزل بدار السعادة ، وأخذ سيفه بها ، ونقل إلى القلعة ، ثم نقل إلى صفد ، ثم إلى
الإسكندرية ، ثم كان آخر العهد به .
وفي جمادى الأولى احتيط على دار الأمير 7
بكتمر الحاجب الحسامي
بالقاهرة ، ونبشت ، وأخذ منها شيء كثير جدا ، وكان جد أولاده نائب
الكرك المذكور .
[ ص: 376 ] وفي يوم السبت تاسع جمادى الآخرة باشر
حسام الدين أبو بكر ابن الأمير عز الدين أيبك النجيبي شد الأوقاف ، عوضا عن
ابن بكتاش ، اعتقل ، وخلع على المتولي ، وهنأه الناس .
وفي منتصف هذا الشهر علق الستر الجديد على خزانة المصحف العثماني ، وهو من خز ، طوله ثمانية أذرع ، وعرضه أربعة أذرع ونصف ، غرم عليه أربعة آلاف وخمسمائة ، وعمل في مدة سنة ونصف .
وخرج الركب الشامي يوم الخميس تاسع شوال ، وأميره
علاء الدين المرسي ، وقاضيه
شهاب الدين الظاهري .
وفي هذا الشهر رجع جيش
حلب إليها ، وكانوا عشرة آلاف سوى من تبعهم من التركمان ، وكانوا في بلاد
أذنة ،
وطرسوس ، وآياس ، وقد خربوا وقتلوا وسبوا وأسروا خلقا كثيرا ، ولم يعدم منهم سوى رجل واحد غرق بنهر جاهان ، ولكن قتل الكفار من كان عندهم من المسلمين نحوا من ألفي رجل يوم عيد الفطر - من التجار وغيرهم - فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وفيه
وقع حريق عظيم بحماة ، احترقت منه أسواق كثيرة وأملاك وأوقاف ، وهلكت أموال لا تحصر ، وكذلك
احترق أكثر مدينة أنطاكية ، فتألم المسلمون لذلك .
[ ص: 377 ] وفي ذي الحجة خرب المسجد الذي كان في وسط الطريق بين باب النصر وباب الجابية ، عن حكم القضاة بأمر نائب السلطنة ، وبني غربيه مسجد حسن الشكل ، أحسن وأنفع من الأول .