[ ص: 311 ] فصل في ذكر
جمل من الحوادث الواقعة سنة ثنتين من الهجرة
تقدم ما ذكرناه من تزويجه ، عليه السلام
بعائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، وذكرنا ما سلف من الغزوات المشهورة ، وقد تضمن ذلك وفيات أعيان من المشاهير من المؤمنين والمشركين ، فكان ممن توفي فيها : من الشهداء يوم
بدر وهم أربعة عشر ، ما بين مهاجري وأنصاري ، تقدم تسميتهم ، والرؤساء من مشركي
قريش وقد كانوا سبعين رجلا على المشهور ، وتوفي بعد الوقعة بيسير
أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب لعنه الله ، كما تقدم . ولما جاءت البشارة إلى المؤمنين من
أهل المدينة مع
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة ،
nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة بما أحل الله بالمشركين وبما فتح على المؤمنين ،
وجدوا nindex.php?page=showalam&ids=10733رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفيت ، وساووا عليها التراب ، وكان زوجها
عثمان بن عفان قد أقام عندها يمرضها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك ، ولهذا ضرب له بسهمه في مغانم
بدر وأجره عند الله يوم القيامة ، ثم زوجه بأختها الأخرى
nindex.php?page=showalam&ids=11715أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان
يقال لعثمان بن عفان : ذو [ ص: 312 ] النورين . ويقال إنه لم يعلق أحد على ابنتي نبي ، واحدة بعد الأخرى غيره ، رضي الله عنه وأرضاه .
وفيها
حولت القبلة ، كما تقدم ، وزيد في
صلاة الحضر على ما سلف . وفيها
فرض الصيام ؛ صيام رمضان ، كما تقدم . وفيها
فرضت الزكاة ذات النصب ،
وفرضت زكاة الفطر . وفيها خضع المشركون من
أهل المدينة واليهود الذين هم بها ; من
بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة ويهود بني حارثة ، وصانعوا المسلمين ، وأظهر الإسلام طائفة كثيرة من المشركين
واليهود ، وهم في الباطن منافقون ; منهم من هو على ما كان عليه ، ومنهم من انحل بالكلية ، فبقي مذبذبا ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، كما وصفهم الله في كتابه .
قال
ابن جرير : وفيها كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعاقل ، وكانت معلقة بسيفه . قال
ابن جرير : وقيل إن
الحسن بن علي ولد فيها . قال : وأما
[ ص: 313 ] الواقدي ، فإنه زعم أن
ابن أبي سبرة حدثه عن
إسحاق بن عبد الله ، عن
أبي جعفر ، أن
علي بن أبي طالب بنى
بفاطمة في ذي الحجة منها . فالقول الأول باطل .