وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
أنزلت بمكة ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل .
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول
الاستفهام في قوله : ألم تر لتقرير رؤيته صلى الله عليه وسلم بإنكار عدمها .
قال
الفراء : المعنى ألم تخبر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ألم تعلم ، وهو تعجيب له صلى الله عليه وسلم
بما فعله الله بأصحاب الفيل الذين قصدوا تخريب
الكعبة من
الحبشة ، وكيف منصوبة بالفعل الذي بعدها ، ومعلقة لفعل الرؤية والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويجوز أن يكون لكل من يصلح له .
والمعنى : قد علمت يا
محمد ، أو علم الناس الموجودون في عصرك ومن بعدهم بما بلغكم من الأخبار المتواترة من قصة
أصحاب الفيل وما فعل الله بهم فما لكم لا تؤمنون ؟ والفيل هو الحيوان المعروف ، وجمعه أفيال ، وفيول ، وفيلة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : ولا تقول أفيلة ، وصاحبه فيال ، وسيأتي ذكر قصة
أصحاب الفيل إن شاء الله .
ألم يجعل كيدهم في تضليل أي ألم يجعل مكرهم وسعيهم في تخريب
الكعبة واستباحة أهلها في تضليل عما قصدوا إليه حتى لم يصلوا إلى
البيت ولا إلى ما أرادوه بكيدهم ، والهمزة للتقرير كأنه قيل : قد جعل كيدهم في تضليل ، والكيد : هو إرادة المضرة بالغير ، لأنهم أرادوا أن يكيدوا
قريشا بالقتل والسبي ، ويكيدوا
البيت الحرام بالتخريب .
وأرسل عليهم طيرا أبابيل أي أقاطيع يتبع بعضها بعضا كالإبل المؤبلة .
قال
أبو عبيدة : " أبابيل " جماعات في تفرقة ، يقال جاءت الخيل أبابيل : أي جماعات من هاهنا وهاهنا .
قال
النحاس : وحقيقته أنها جماعات عظام ، يقال فلان وبل على فلان : أي تعظم عليه وتكبر ، وهو مشتق من الإبل ، وهو من الجمع الذي لا واحد له .
وقال بعضهم : واحده أبول مثل عجول .
وقال بعضهم : أبيل .
قال
الواحدي : ولم نر أحدا يجعل لها واحدا .
قال
الفراء : لا واحد له من لفظه .
وزعم
الرؤاسي وكان ثقة أنه سمع في واحدها : إبالة مشددا .
وحكى
الفراء أيضا : أبالة بالتخفيف .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : كانت طيرا من السماء لم ير قبلها ولا بعدها .
قال
قتادة : هي طير سود جاءت من قبل البحر فوجا فوجا مع كل طائر ثلاثة أحجار : حجران في رجليه ، وحجر في منقاره لا يصيب شيئا إلا هشمه .
وقيل كانت طيرا خضرا خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع .
وقيل كان لها خراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب .
وقيل في صفتها غير ذلك ، والعرب تستعمل الأبابيل في الطير كما في قول الشاعر :
تراهم إلى الداعي سراعا كأنهم أبابيل طير تحت دجن مسجن
وتستعملها في غير الطير كقول الآخر :
كادت تهد من الأصوات راحلتي أن سألت الأرض بالجرد الأبابيل
ترميهم بحجارة من سجيل الجملة في محل نصب صفة لطير .
قرأ الجمهور ترميهم بالفوقية .
وقرأ
أبو حنيفة ،
وأبو معمر ،
وعيسى ،
وطلحة بالتحتية ، واسم الجمع يذكر ويؤنث .
وقيل : الضمير في القراءة الثانية لله عز وجل .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
من سجيل أي مما كتب عليهم العذاب به ، مشتقا من السجل .
قال في الصحاح قالوا : هي حجارة من طين طبخت بنار جهنم مكتوب فيها أسماء القوم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=396عبد الرحمن بن أبزى :
من سجيل من السماء ، وهي الحجارة التي نزلت على
قوم لوط ، وقيل : من الجحيم التي هي سجين ، ثم أبدلت النون لاما ، ومنه قول
ابن مقبل :
ضربا تواصت به الأبطال سجيلا
وإنما هو " سجينا " .
قال
عكرمة : كانت ترميهم بحجارة معها ، فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري ، وكان الحجر كالحمصة وفوق العدسة ، وقد قدمنا الكلام في سجيل في سورة هود .
فجعلهم كعصف مأكول أي جعل الله
أصحاب الفيل كورق الزرع إذا أكلته الدواب
[ ص: 1656 ] فرمت به من أسفل ، شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزائه .
وقيل المعنى : أنهم صاروا كورق زرع قد أكلت منه الدواب وبقي منه بقايا ، أو أكلت حبه فبقي بدون حبه .
والعصف جمع عصفة وعصافة وعصيفة ، وقد قدمنا الكلام في العصف في سورة الرحمن فارجع إليه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : جاء
أصحاب الفيل حتى نزلوا
الصفاح فأتاهم
عبد المطلب فقال : إن هذا بيت الله لم يسلط عليه أحدا ، قالوا : لا نرجع حتى نهدمه وكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تأخر ، فدعا الله الطير الأبابيل ، فأعطاها حجارة سوداء عليها الطين ، فلما حاذتهم رمتهم فما بقي منهم أحد إلا أخذته الحكة ، فكان لا يحك الإنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه .
وأخرج
ابن المنذر ،
والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عنه قال : أقبل
أصحاب الفيل حتى إذا دنوا من
مكة استقبلهم
عبد المطلب ، فقال لملكهم : ما جاء بك إلينا ؟ ألا بعثت فنأتيك بكل شيء ؟ فقال : أخبرت بهذا
البيت الذي لا يدخله أحد إلا أمن ، فجئت أخيف أهله ، فقال : إنا نأتيك بكل شيء تريد فارجع ، فأبى إلا أن يدخله ، وانطلق يسير نحوه ، وتخلف
عبد المطلب ، فقام على جبل فقال : لا أشهد مهلك هذا
البيت وأهله ، فأقبلت مثل السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم طير أبابيل التي قال الله :
ترميهم بحجارة من سجيل فجعل الفيل يعج عجا
فجعلهم كعصف مأكول وقصة
أصحاب الفيل مبسوطة مطولة في كتب التاريخ والسير فلا نطول بذكرها .
وأخرج
أبو نعيم في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
ترميهم بحجارة من سجيل قال : حجارة مثل البندق وبها نضح حمرة مختمة مع كل طائر ثلاثة أحجار : حجران في رجليه ، وحجر في منقاره حلقت عليهم من السماء ثم أرسلت عليهم تلك الحجارة فلم تعد عسكرهم .
وأخرج
أبو نعيم من طريق
عطاء ،
والضحاك عنه أن
أبرهة الأشرم قدم من
اليمن يريد هدم
الكعبة ، فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل - يريد مجتمعة - لها خراطيم تحمل حصاة في منقارها وحصاتين في رجليها ، ترسل واحدة على رأس الرجل فيسيل لحمه ودمه ويبقى عظاما خاوية لا لحم عليها ولا جلد ولا دم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
والبيهقي في الدلائل عنه أيضا
فجعلهم كعصف مأكول يقول : كالتبن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق في السيرة
nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي عن
عائشة قالت : لقد رأيت قائد الفيل وسائسه
بمكة أعميين مقعدين يستطعمان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر .
وأخرج
أبو نعيم والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021919ولد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
وأبو نعيم ،
والبيهقي nindex.php?page=hadith&LINKID=1021920عن قيس بن مخرمة قال : ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل .