[ ص: 238 ] قال تعالى : (
أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ( 55 )
نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ( 56 ) ) قوله تعالى : (
أنما ) : بمعنى الذي ، وخبر أن : "
نسارع لهم " والعائد محذوف ; أي نسارع لهم ، أي فيه ; ولا يجوز أن يكون الخبر "
من مال " لأنه إذا كان "
من مال " فلا يعاب عليهم ذلك ; وإنما يعاب عليهم اعتقادهم أن تلك الأموال خير لهم .
ويقرأ نسارع بالياء والنون ، وعلى ترك تسمية الفاعل ، ونسرع بغير ألف .
قال تعالى : (
والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ( 60 ) ) .
قوله تعالى : (
ما آتوا ) : " ما " بمعنى الذي ، والعائد محذوف ; أي يعطون ما يعطون .
ويقرأ : أتوا - بالقصر ; أي ما جاءوه .
(
أنهم . . . ) أي وجلة من رجوعهم إلى ربهم ، فحذف حرف الجر .
قال تعالى : (
أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ( 61 ) ) .
قوله تعالى : (
وهم لها ) ; أي لأجلها . وقيل : التقدير : وهم يسابقونها ; أي يبادرونها ; فهي في موضع المفعول ; ومثله : (
هم لها عاملون ) [ المؤمنون : 63 ] أي لأجلها وإياها يعملون .
قال تعالى : (
حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون ( 64 ) ) .
قوله تعالى : ( إذا ) هي للمفاجأة ، وقد ذكر حكمها .
قال تعالى : (
قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون ( 66 )
مستكبرين به سامرا تهجرون ( 67 ) ) .
قوله تعالى : (
على أعقابكم ) : هو حال من الفاعل في "
تنكصون " وقوله تعالى : "
مستكبرين " : حال أخرى .
والهاء في " به " للقرآن العظيم . وقيل : للنبي عليه الصلاة والسلام . وقيل : لأمر الله تعالى ; وقيل : للبيت ; فعلى هذا القول تكون متعلقة بـ "
سامرا " أي تسمرون حول البيت .
وقيل : بالقرآن . وسامرا حال أيضا ، وهو مصدر ، كقولهم : قم قائما ، وقد جاء من المصدر على لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة والعافية . وقيل : هو واحد في موضع الجمع .
[ ص: 239 ] وقرئ : ( سمرا ) جمع سامر ، مثل شاهد وشهد .
و (
تهجرون ) : في موضع الحال من الضمير في سامرا . ويقرأ بفتح التاء ، من قولك : هجر يهجر ، إذا هذى . وقيل : يهجرون القرآن . ويقرأ بضم التاء وكسر الجيم ، من أهجر ; إذا جاء بالهجر ، وهو الفحش . ويقرأ بالتشديد ، وهو في معنى المخفف . قال تعالى : (
أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين ( 72 ) ) .
قوله تعالى : (
خرجا ) : يقرأ بغير ألف في الأول ، وبألف في الثاني .
ويقرأ بغير ألف فيهما ، وبألف فيهما ، وهما بمعنى .
وقيل : الخرج : الأجرة ، والخراج : ما يضرب على الأرض والرقاب .
قال تعالى : (
وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ( 74 ) ) .
قوله تعالى : (
عن الصراط ) : يتعلق بـ " ناكبون " ولا تمنع اللام من ذلك .
قال تعالى : (
ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ( 76 ) ) .
قوله تعالى : (
فما استكانوا ) : [ آل عمران : 146 ] قد ذكر في آل عمران بما فيه من الاختلاف .
قال تعالى : (
وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ( 78 ) ) .
قوله تعالى : (
قليلا ما تشكرون ) : [ الأعراف : 10 ] قد ذكر في أول الأعراف .
قال تعالى : (
قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ( 84 )
سيقولون لله قل أفلا تذكرون ( 85 ) ) .
قوله تعالى : (
سيقولون لله ) : الموضع الأول باللام في قراءة الجمهور ، وهو جواب ما فيه اللام ، وهو قوله تعالى : (
لمن الأرض ) وهو مطابق للفظ والمعنى .
وقرئ بغير لام حملا على المعنى ; لأن معنى "
لمن الأرض " : من رب الأرض ؟ فيكون الجواب : الله ; أي هو الله .
وأما الموضعان الآخران فيقرآن بغير لام حملا على
[ ص: 240 ] اللفظ ; وهو جواب قوله تعالى : (
من رب السماوات ) . "
من بيده ملكوت " باللام على المعنى ; لأن المعنى في قوله : "
من رب السماوات " لمن السماوات ؟ .