الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( 92 ) ) .

قوله تعالى : ( عالم الغيب ) : يقرأ بالجر على الصفة ، أو البدل ، من اسم الله تعالى قبله ; وبالرفع : أي هو عالم .

قال تعالى : ( رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ( 94 ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( 95 ) ) .

قوله تعالى : ( فلا تجعلني ) : الفاء جواب الشرط ، وهو قوله تعالى : ( إما تريني ) والنداء معترض بينهما . و ( على ) : تتعلق بـ " قادرون " .

قال تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ( 99 ) ) .

قوله تعالى : ( ارجعون ) : فيه ثلاثة أوجه ; أحدها : أنه جمع على التعظيم كما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر ) [ الحجر : 9 ] وكقوله تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا ) [ فاطر : 27 ] . والثاني : أنه أراد يا ملائكة ربي ارجعون . والثالث : أنه دل بلفظ الجمع على تكرير القول ; فكأنه قال ارجعني ارجعني .

قال تعالى : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ( 101 ) ) .

قوله تعالى : ( يومئذ ) : العامل في ظرف الزمان : العامل في " بينهم " وهو المحذوف ; ولا يجوز أن يعمل فيه أنساب ; لأن اسم " لا " إذا بني لم يعمل .

قال تعالى : ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ( 106 ) ) .

قوله تعالى : ( شقوتنا ) : يقرأ بالكسر من غير ألف ، وبالفتح مع الألف ، وهما بمعنى واحد .

قال تعالى : ( فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون ( 110 ) ) .

[ ص: 241 ] قوله تعالى : ( سخريا ) : هو مفعول ثان ، والكسر والضم لغتان ; وقيل : الكسر بمعنى الهزل ، والضم بمعنى الإذلال من التسخير ، وقيل : بعكس ذلك .

قال تعالى : ( إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ( 111 ) ) .

قوله تعالى : ( أنهم ) : يقرأ بالفتح على أن الجملة في موضع مفعول ثان ; لأن " جزى " يتعدى إلى اثنين ، كما قال تعالى : ( وجزاهم بما صبروا جنة ) [ الإنسان : 12 ] .

وفيه وجه آخر ; وهو أن يكون على تقدير : لأنهم أو بأنهم ; أي جزاهم بالفوز على صبرهم . ويقرأ بالكسر على الاستئناف .

قال تعالى : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( 112 ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين ( 113 ) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ( 114 ) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( 115 ) ) قوله تعالى : ( قال كم لبثتم ) : يقرأ على لفظ الماضي ; أي قال السائل لهم .

وعلى لفظ الأمر ; أي يقول الله للسائل : قل لهم .

و ( كم ) : ظرف للبثتم ; أي كم سنة أو نحوها .

و ( عدد ) : بدل من " كم " ويقرأ شاذا عددا ، بالتنوين . و ( سنين ) : بدل منه .

و ( العادين ) بالتشديد ; من العدد ، وبالتخفيف على معنى العادين ; أي المتقدمين كقولك : هذه بئر عادية ; أي سل من تقدمنا ، وحذف إحدى ياءي النسب ، كما قالوا : الأشعرون ، وحذفت الأخرى لالتقاء الساكنين . ( إلا قليلا ) أي زمنا قليلا ، أو لبثا قليلا .

[ ص: 242 ] وجواب " لو " محذوف ; أي لو كنتم تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة . و ( عبثا ) : مصدر في موضع الحال ، أو مفعول لأجله .

قال تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ( 116 ) ) .

قوله تعالى : ( رب العرش الكريم ) : مثل قوله تعالى في البقرة : ( لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) [ البقرة : 163 ] وقد ذكر .

قال تعالى : ( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ( 117 ) ) .

قوله تعالى : ( لا برهان له به ) : صفة لإله ، والجواب " فإنما حسابه " .

وقوله : ( إنه لا يفلح ) بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح على تقدير بأنه ; أي يجازى بعدم الفلاح . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية