نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( ولا يحول بينه وبين غرمائه بعد خروجه من الحبس بل يلازمونه [ ص: 385 ] ولا يمنعونه من التصرف والسفر ) { لقوله عليه الصلاة والسلام : لصاحب الحق يد ولسان }أراد باليد الملازمة وباللسان التقاضي ) .

قال : ويأخذون فضل كسبه يقسم بينهم بالحصص لاستواء حقوقهم في القوة ( وقالا إذا فلسه الحاكم حال بين الغرماء وبينه إلا أن يقيموا البينة أن له مالا ) ; لأن القضاء بالإفلاس عندهما يصح فتثبت العسرة ويستحق النظرة إلى الميسرة وعند أبي حنيفة رحمه الله لا يتحقق القضاء بالإفلاس ; لأن مال الله تعالى غاد ورائح ; ولأن وقوف الشهود على عدم المال لا يتحقق إلا ظاهرا فيصلح للدفع لا لإبطال حق الملازمة وقوله : إلا أن يقيموا البينة ، إشارة إلى أن بينة اليسار تترجح على بينة الإعسار ; لأنها أكثر إثباتا إذ الأصل هو العسرة ، وقوله : في الملازمة لا يمنعونه من التصرف والسفر ، دليل على أنه يدور معه أينما دار ولا يجلسه في موضع ; لأنه حبس ( ولو دخل داره لحاجته لا يتبعه بل يجلس على باب داره إلى أن يخرج ) ; لأن الإنسان لا بد أن يكون له موضع خلوة ، ولو اختار المطلوب الحبس ، والطالب الملازمة فالخيار إلى الطالب ; لأنه أبلغ في حصول المقصود لاختياره الأضيق عليه إلا إذا علم القاضي أن يدخل عليه بالملازمة ضرر بين بأن لا يمكنه من دخوله داره ، فحينئذ يحبسه دفعا للضرر عنه ( ولو كان الدين للرجل على المرأة لا يلازمها ) لما فيها من الخلوة بالأجنبية ولكن يبعث امرأة أمينة تلازمها .


[ ص: 383 - 384 ] حديث واحد :

قال عليه السلام : { لصاحب الحق يد ولسان } ; قلت : رواه [ ص: 385 ] الدارقطني في " سننه " حدثنا أبو علي الصفار ثنا عباس بن محمد ثنا أبو عاصم ثنا ثور بن يزيد عن مكحول ، قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لصاحب الحق اليد واللسان }انتهى .

وهو مرسل ; ورواه ابن عدي في " الكامل " عن محمد بن معاوية أبي معاوية النيسابوري ثنا بقية عن محمد بن زياد عن أبي عتبة الخولاني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لصاحب الحق اليد واللسان }انتهى .

وأخرج البخاري في [ ص: 386 ] الاستقراض " ، ومسلم في " البيوع " عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال { : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يتقاضاه ، فأغلظ له ، فهم به أصحابه ، فقال : دعوه ، فإن لصاحب الحق مقالا }انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية