[ ص: 441 ] قال : ( ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم) هكذا نقل في المشاهير ( ويسر به ) لقول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه : أربع يخفيهن الإمام ، وذكر منها التعوذ والتسمية وآمين . [ ص: 442 - 444 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى: يجهر بالتسمية عند الجهر بالقراءة ، لما روي { nindex.php?page=hadith&LINKID=63762أن النبي عليه الصلاة والسلام جهر في صلاته بالتسمية }" . [ ص: 445 ] قلنا : محمول على التعليم ، لأن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا رضي الله عنه أخبر أنه عليه الصلاة والسلام كان لا يجهر بها ، ثم عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رحمه الله تعالىأنه لا يأتي بها في أول كل ركعة كالتعوذ ، وعنه أنه يأتي بها احتياطا ، وهو قولهما ،ولا يأتي بها بين السورة والفاتحة إلا عند nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد رحمه الله تعالى ، فإنه يأتي بها في صلاة المخافتة .
{ الحديث التاسع } : نقل في المشاهير قراءة " بسم الله الرحمن الرحيم" ، قلت : فيه أحاديث : منها حديث نعيم المجمر ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ : بأم القرآن ، فلما سلم ، قال : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة . nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في " صحيحهما " . nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في " المستدرك " وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وسيأتي .
قال الترمذي : ليس إسناده بذاك ، وأبو خالد ، قيل : هو الوالبي الكوفي ، واسمه هرمز ، ويقال : هرم ، قال أبو حاتم : صالح الحديث ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " كتاب الثقات " .
وقال ابن أبي حاتم في " الكنى " أبو خالد روى عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، روى عنه إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسئل أبو زرعة عن أبي خالد الذي روى عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس حديث [ ص: 442 ] البسملة روى عنه إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان ؟ قال : لا أدري من هو ، لا أعرفه ، كذا ذكر ابن أبي حاتم في " الكنى " ترجمة أبي خالد هذا ، وذكر في " الأسماء " ترجمة أبي خالد الوالبي ، وسماه هرمز ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي في nindex.php?page=showalam&ids=12425إسماعيل : حديثه ضعيف ، ويحكيه عن مجهول : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر بن سليمان عن nindex.php?page=showalam&ids=14042إسماعيل بن حماد عن أبي خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس { nindex.php?page=hadith&LINKID=63757أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة : ببسم الله الرحمن الرحيم }.
قال ابن عدي : هذا الحديث لا يرويه غير معتمر ، وهو غير محفوظ . وأبو خالد مجهول انتهى .
{ حديث آخر } : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " عن سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت ثنا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عبد الله بن حسن بن الحسن عن أبيه عن الحسن بن علي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63758كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : بسم الله الرحمن الرحيمفي صلاته }انتهى . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إسناد علوي لا بأس به .
وقال شيخنا أبو الحجاج المزي : هذا إسناد لا يقوم به حجة ، وسليمان هذا لا أعرفه انتهى .
ذكره النووي في " الخلاصة " ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " عن nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، فذكره ، وسيأتي في أحاديث الجهر إن شاء الله تعالى .
قوله : روي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال : أربع يخفيهن الإمام : فذكر منها : التعوذ ، والتسمية ، وآمين ، وربنا لك الحمد ، قلت : غريب ، وبمعناه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم عن سعيد بن المرزبان ثنا أبو وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه كان يخفي " بسم الله الرحمن الرحيم ، والاستعاذة ، وربنا لك الحمد " انتهى .
وروى محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد بن أبي سليمان عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ، قال : أربع يخفيهن الإمام : التعوذ ، وبسم الله الرحمن الرحيم ، وسبحانك اللهم ، وبحمدك ، وآمين انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن حماد به بذكره ، إلا أنه قال عوض قوله : سبحانك اللهم ، واللهم ربنا لك الحمد ، ثم قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري عن منصور عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم ، قال : خمس يخفيهن الإمام ، فذكرها ، وزاد : سبحانك اللهم وبحمدك . [ ص: 444 ]
{ الحديث العاشر } : روي { nindex.php?page=hadith&LINKID=63762أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاته بالتسمية } ، قلت : فيه أحاديث : منها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " . nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " سننه " عن محمد بن أبي السري ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان من الصلاة ما لا أحصيها : الصبح ، والمغرب ، فكان يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " قبل فاتحة الكتاب وبعدها ، وقال المعتمر : ما آلو أن أقتدي بصلاة nindex.php?page=showalam&ids=34أبي : قال nindex.php?page=showalam&ids=34أبي : ما آلو أن أقتدي بصلاة nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى .
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم . nindex.php?page=showalam&ids=1وأبي بكر . nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر فكانوا يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي في " سننه " . nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في " مسنده " . nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في " صحيحه " في النوع الرابع ، من القسم الخامس . nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " سننه " ، وقالوا فيه : فكانوا لا يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : ويجهرون " بالحمد لله رب العالمين " ، وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=15395للنسائي . nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان أيضا : فلم أسمع أحدا منهم يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، وفي لفظ لأبي يعلى الموصلي في " مسنده " : فكانوا يستفتحون القراءة فيما يجهر به " بالحمد لله رب العالمين " ، وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني في " معجمه " . وأبو نعيم في " الحلية " . nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في " مختصر المختصر " : وكانوا يسرون " ببسم الله الرحمن الرحيم ، ورجال هذه الروايات كلهم ثقات ، مخرج لهم في " الصحيح " جمع .
ثلاثة : طرفان ، ووسط ، فالطرف الأول قول من يقول : إنها ليست من القرآن ، إلا في سورة النمل ، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . وطائفة من الحنفية ، وقاله بعض أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد مدعيا أنه مذهبه ، أو ناقلا لذلك رواية عنه . والطرف الثاني المقابل له قول من يقول : إنها آية من كل سورة ، أو بعض آية ، كما هو المشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، ومن وافقه ، فقد نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنها [ ص: 446 ] ليست من أوائل السور غير الفاتحة ، وإنما يستفتح بها في السور تبركا بها ، والقول الوسط : إنها من القرآن حيث كتبت ، وإنها مع ذلك ليست من السور ، بل كتبت آية في كل سورة ، وكذلك تتلى آية مفردة في أول كل سورة ، كما تلاها النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزلت عليه : { إنا أعطيناك الكوثر }رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15175المختار بن فلفل { nindex.php?page=hadith&LINKID=63765عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أنه عليه السلام أغفى إغفاءة ، ثم استيقظ ، فقال : نزلت علي سورة آنفا ، ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم. { إنا أعطيناك الكوثر }إلى آخرها } ، وكما في { nindex.php?page=hadith&LINKID=63766قوله : إن سورة من القرآن ، هي ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي { تبارك الذي بيده الملك } }" ، وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود ، وأتباعه ، وهو المنصوص عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، وبه قال جماعة من الحنفية ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11943أبو بكر الرازي أنه مقتضى مذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، وهذا قول المحققين من أهل العلم ، فإن في هذا القول الجمع بين الأدلة ، وكتابتها سطرا مفصلا عن السورة يؤيد ذلك ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس { nindex.php?page=hadith&LINKID=63767كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه : بسم الله الرحمن الرحيم }وفي رواية : لا يعرف انقضاء السورة ، رواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وقال : إنه صحيح على شرط الشيخين ، ثم لأصحاب هذا القول في " الفاتحة " قولان ، هما روايتان عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : أحدهما : أنها من الفاتحة دون غيرها ، تجب قراءتها حيث تجب قراءة الفاتحة . والثاني ، وهو الأصح : أنه لا فرق بين الفاتحة وغيرها في ذلك ، وأن قراءتها في أول الفاتحة كقراءتها في أول السور ، والأحاديث الصحيحة توافق هذا القول ، وحينئذ الأقوال في قراءتها في الصلاة أيضا ثلاثة : أحدها : أنها واجبة وجوب الفاتحة ، كمذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وإحدى الروايتين عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وطائفة من أهل الحديث ، بناء على أنها من الفاتحة . والثاني : أنها مكروهة سرا وجهرا ، وهو المشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . والثالث : أنها جائزة بل مستحبة ، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، والمشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وأكثر أهل الحديث ، ثم مع قراءتها هل يسن الجهر بها أو لا ؟ فيه ثلاثة أقوال : أحدها : يسن الجهر ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . ومن وافقه . والثاني : لا يسن ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة . وجمهور أهل الحديث ، والرأي ، وفقهاء [ ص: 447 ] الأمصار ، وجماعة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وقيل : يخير بينهما ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه ، nindex.php?page=showalam&ids=13064وابن حزم ، وكان بعض العلماء يقول بالجهر سدا للذريعة ، قال : ويسوغ للإنسان أن يترك الأفضل لأجل تأليف القلوب واجتماع الكلمة ، خوفا من التنفير ، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء البيت على قواعد إبراهيم لكون قريش كانوا حديثي عهد بالجاهلية ، وخشي تنفيرهم بذلك ، ورأى تقديم مصلحة الاجتماع على ذلك ، ولما أنكر الربيع على nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود إكماله الصلاة خلف nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، قال : الخلاف شر ، وقد نص nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وغيره على ذلك في البسملة ، وفي وصل الوتر ، وغير ذلك ، مما فيه العدول عن الأفضل إلى الجائز المفضول مراعاة لائتلاف المأمومين أو لتعريفهم السنة ، وأمثال ذلك ، وهذا أصل كبير في سد الذرائع . هذا تحرير أقوال العلماء في هذه المسألة ، والله أعلم ، وقد اعتمد غير واحد من المصنفين على وجوب قراءتها ، وكونها من القرآن بكتابة الصحابة لها في المصحف بعلم القرآن ، قال النووي في " الخلاصة " : قال أصحابنا : وهذا أقوى الأدلة فيه ، فإن الصحابة جردوا القرآن عما ليس منه ، والذين نازعوهم دفعوا هذه الحجة بغير حق ، فقالوا : إن القرآن لا يثبت إلا بقاطع ، ولو كان هذا قاطعا لكفر مخالفه ، وقد سلك nindex.php?page=showalam&ids=12604أبو بكر الباقلاني ، وغيره هذا المسلك ، وادعوا أنهم يقطعون بخطإ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في جعله البسملة من القرآن ، معتمدين على هذه الحجة ، وأنه لا يجوز إثبات القرآن إلا بالتواتر ، ولا تواتر هاهنا ، فيجب القطع بنفي كونها من القرآن ، والتحقيق أن هذه حجة مقابلة بمثلها ، فيقال لهم : بل يقطع بكونها من القرآن حيث كتبت ، كما قطعتم بنفي كونها منه ، ومثل هذا النقل المتواتر عن الصحابة بأن ما بين اللوحين قرآن ، فإن التفريق بين آية وآية يرفع الثقة بكون القرآن المكتوب بين لوحي المصحف كلام الله ونحن نعلم بالضرورة أن الصحابة الذين كتبوا المصاحف نقلوا إلينا أن ما كتبوه بين لوحي المصحف كلام الله الذي أنزله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم لم يكتبوا فيه ما ليس من كلام الله ، فإن قال المنازع : إن قطعتم بأن البسملة من القرآن حيث كتبت فكفروا النافي ، قيل لهم : هذا معارض بمثله ، إذا قطعتم بنفي كونها من القرآن فكفروا منازعكم ، وقد اتفقت الأمة على نفي التكفير في هذا الباب ، مع دعوى كثير من الطائفتين القطع بمذهبه ، وذلك لأنه ليس كل ما كان قطعيا عند شخص يجب أن يكون قطعيا عند غيره ، وليس كل ما .
[ ص: 448 ] ادعت طائفة أنه قطعي عندها يجب أن يكون قطيعا في نفس الأمر ، بل قد يقع الغلط في دعوى المدعي القطع في غير محل القطع ، كما يغلط في سمعه ، وفهمه ، ونقله . وغير ذلك من أحواله ، بل كما يغلط الحس الظاهر في مواضع ، وحينئذ فيقال : الأقوال في كونها من القرآن ثلاثة : طرفان . ووسط ، كما تقدم ، والذي اجتمع عليه الأدلة هو القول الوسط ، وهو أنها من القرآن حيث كتبت ، وأنها ليست من السور ، بل تكتب قبل السورة ، وتقرأ كما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال النووي في " شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " في حديث بدء الوحي ، في قوله : فجاءه الملك ، فقال له : اقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ ، ثلاث مرات ، ثم قال له : { اقرأ باسم ربك الذي خلق }: استدل بهذا الحديث من يقول : إن البسملة ليست آية في أوائل السور لكونها لم تذكر هنا ، قال : وأجيب عنه : أن البسملة أنزلت في وقت آخر ، كما نزل باقي السورة في وقت آخر انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي في " سننه " . nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في " مسنده " . nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في " صحيحه " nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " سننه " وقالوا فيه : وكانوا لا يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : ويجهرون " بالحمد لله رب العالمين " ، وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=13053لابن حبان . nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي أيضا : لم أسمع أحدا منهم يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " وفي لفظ لأبي يعلى الموصلي في " مسنده " : فكانوا يفتتحون القراءة فيما يجهر به " بالحمد لله رب العالمين " ، وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني في " معجمة " ، وأبي نعيم في " الحلية " ، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في " مختصر المختصر " ، nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي في " شرح الآثار " : فكانوا يسرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، ورجال هذه الروايات كلهم ثقات ، مخرج لهم في " الصحيحين " . ولحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس
طرق أخرى دون ذلك في الصحة ، وفيها ما لا يحتج به ، وفيما [ ص: 449 ] ذكرناه كفاية ، وكل ألفاظه ترجع إلى معنى واحد يصدق بعضها بعضا ، وهي سبعة ألفاظ : فالأول : كانوا لا يستفتحون القراءة " ببسم الله الرحمن الرحيم " . والثاني : فلم أسمع أحدا يقول أو يقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم" . والثالث : فلم يكونوا يقرءون : " بسم الله الرحمن الرحيم" : والرابع : فلم أسمع أحدا منهم يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " . والخامس : فكانوا لا يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " . والسادس : فكانوا يسرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " . والسابع : فكانوا يستفتحون القرآن " بالحمد لله رب العالمين " . وهذا اللفظ هو الذي صححه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، وضعف ما سواه لرواية الحفاظ له عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، ولمتابعة غير nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة له عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فيه ، وجعله اللفظ المحكم عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وجعل غيره متشابها ، وحمله على الافتتاح بالسورة لا بالآية ، وهو غير مخالف للألفاظ المنافية بوجه ، فكيف يجعل مناقضا لها ؟ ، فإن حقيقة هذا اللفظ الافتتاح بالآية من غير ذكر التسمية جهرا أو سرا ، فكيف يجوز العدول عنه بغير موجب ؟ ، ويؤكده قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63768لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم. في أول قراءة ولا في آخرها } ، لكنه محمول على نفي الجهر ، لأن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا إنما ينفي ما يمكنه العلم بانتفائه ، فإنه إذا لم يسمع مع القرب علم أنهم لم يجهروا ، وأما كون الإمام لم يقرأها فهذا لا يمكن إدراكه إلا إذا لم يكن بين التكبير والقراءة سكوت يمكن فيه القراءة سرا ، ولهذا استدل بحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس هذا على عدم قراءتها من لم ير هنا سكوتا nindex.php?page=showalam&ids=16867كمالك . وغيره ، لكن ثبت في " الصحيحين " عن { nindex.php?page=hadith&LINKID=63769nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال : يا رسول الله ، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال : أقول : كذا وكذا ، إلى آخره } ، وفي " السنن " عن سمرة ، nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي ، وغيرهما أنه كان يسكت قبل القراءة ، وأنه .
[ ص: 450 ] كان يستعيذ ، وإذا كان له سكوت لم يمكن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا أن ينفي قراءتها في ذلك السكوت ، فيكون نفيه للذكر ، والاستفتاح ، والسماع ، مرادا به الجهر بذلك ، يدل عليه قوله : فكانوا لا يجهرون ، وقوله : فلم أسمع أحدا منهم يجهر ، ولا تعرض فيه للقراءة سرا ، ولا على نفيها ، إذ لا علم nindex.php?page=showalam&ids=9لأنس بها حتى يثبتها أو ينفيها ، وكذلك قال لمن سأله : إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه ، فإن العلم بالقراءة السرية إنما يحصل بإخبار أو سماع عن قرب ، وليس في الحديث شيء منهما ، ورواية من روى : فكانوا يسرون كأنها مروية بالمعنى من لفظ لا يجهرون ، والله أعلم ، وأيضا فحمل الافتتاح " بالحمد لله رب العالمين " على السورة لا الآية مما تستبعده القريحة وتمجه الأفهام الصحيحة ، لأن هذا من العلم الظاهر الذي يعرفه العام والخاص ، كما يعلمون أن الفجر ركعتان . وأن الظهر أربع ، وأن الركوع قبل السجود . والتشهد بعد الجلوس إلى غير ذلك ، فليس في نقل مثل هذا فائدة ، فكيف يجوز أن يظن أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا قصد تعريفهم بهذا ، وأنهم سألوه عنه ، وإنما مثل هذا مثل من يقول : فكانوا يركعون قبل السجود ، أو فكانوا يجهرون في العشاءين والفجر ، ويخافتون في صلاة الظهر والعصر ، والله أعلم ، وأيضا فلو أريد الافتتاح " بسورة الحمد " لقيل : كانوا يفتتحون القراءة بأم القرآن . أو بفاتحة الكتاب ، أو بسورة الحمد ، هذا هو المعروف في تسميتها عندهم ، وأما تسميتها " بالحمد لله رب العالمين " فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ، والتابعين ، ولا عن أحد يحتج بقوله ، وأما تسميتها " بالحمد " فقط فعرف متأخرا ، يقولون : فلان قرأ " الحمد " وأين هذا من قوله : فكانوا يستفتحون القراءة " بالحمد لله رب العالمين " ؟ ، فإن هذا لا يجوز أن يراد به السورة ، إلا بدليل صحيح ، وأنى للمخالف ذلك ؟ ، فإن قيل : فقد روى nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الاستفتاح بأم القرآن ، وهذا يدل على إرادة السورة ، قلنا : هذا مروي بالمعنى ، والصحيح عن الأوزاعي ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فكانوا يستفتحون " بالحمد لله رب العالمين " لا يذكرون " بسم الله الرحمن الرحيم" في أول قراءة ولا في آخرها ، ثم أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يذكر ذلك ، هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " عاطفا له على حديث nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وهذا اللفظ المخرج في " الصحيح " هو الثابت عن الأوزاعي ، واللفظ الآخر : إن كان محفوظا ، فهو مروي [ ص: 451 ] بالمعنى ، فيجب حمله على الافتتاح بأم القرآن ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " معجمه " بهذا الإسناد { nindex.php?page=hadith&LINKID=63770أن النبي صلى الله عليه وسلم . nindex.php?page=showalam&ids=1وأبا بكر . nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر . nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم }" .
قال الترمذي : حديث حسن ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : منهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي ، وغيرهم ، ومن بعدهم من التابعين ، وبه يقول nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد . nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق لا يرون الجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " في الصلاة ، ويقولها في نفسه انتهى .
قال النووي في " الخلاصة " : وقد ضعف الحفاظ هذا الحديث ، أنكروا على الترمذي تحسينه ، nindex.php?page=showalam&ids=13114كابن خزيمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، وقالوا : إن مداره على ابن عبد الله بن مغفل ، وهو مجهول ، انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " معجمه " عن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه مثله ، ثم أخرجه عن أبي سفيان طريف بن شهاب { عن يزيد بن عبد الله بن مغفل عن أبيه ، قال : صليت خلف إمام ، فجهر بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما فرغ من صلاته ، قلت : ما هذا ؟ غيب عنا هذه التي أراك تجهر بها ؟ فإني قد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فلم يجهروا بها }انتهى . فهؤلاء ثلاثة رووا هذا الحديث عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه ، وهم : أبو نعامة [ ص: 452 ] الحنفي ، قيس بن عباية ، وقد وثقه ابن معين . وغيره .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هو ثقة عند جميعهم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : لا أعلم أحدا رماه ببدعة في دينه ولا كذب في روايته . nindex.php?page=showalam&ids=16423وعبد الله بن بريدة ، وهو أشهر من أن يثنى عليه . وأبو سفيان السعدي ، وهو إن تكلم فيه ، ولكنه يعتبر به ما تابعه عليه غيره من الثقات ، وهو الذي سمى " ابن عبد الله بن مغفل " يزيد ، كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني فقط ، فقد ارتفعت الجهالة عن ابن عبد الله بن مغفل برواية هؤلاء الثلاثة عنه ، وقد تقدم في " مسند الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد " عن أبي نعامة عن بني nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، وبنوه الذي يروى عنهم : يزيد ، وزياد ، ومحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، وغيرهما يحتجون بمثل هؤلاء ، مع أنهم ليسوا مشهورين بالرواية ، ولم يرو واحد منهم حديثا منكرا ليس له شاهد ولا متابع حتى يجرح بسببه ، وإنما رووا ما رواه غيرهم من الثقات ، فأما يزيد فهو الذي سمي في هذا الحديث ، وأما محمد ، فروى له nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عنه عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=63773ما من إمام يبيت غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة }" ، وزياد أيضا روى له nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عنه عن أبيه مرفوعا : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63774لا تحذفوا ، فإنه لا يصاد به صيد ، ولا ينكأ العدو ، ولكنه يكسر السن ويفقأ العين }" انتهى .
وبالجملة فهذا حديث صريح في عدم الجهر بالتسمية ، وهو وإن لم يكن من أقسام الصحيح ، فلا ينزل عن درجة الحسن ، وقد حسنه الترمذي .
والحديث الحسن يحتج به ، لا سيما إذا تعددت شواهده وكثرت متابعاته ، والذين تكلموا فيه وتركوا الاحتجاج به لجهالة ابن عبد الله بن مغفل قد احتجوا في هذه المسألة بما هو أضعف منه ، بل احتج nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب بما يعلم هو أنه موضوع ، ولم يحسن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في تضعيف هذا الحديث ، إذ قال بعد أن رواه في " كتاب المعرفة " من حديث أبي نعامة بسنده المتقدم ومتن السنن : هذا حديث تفرد به أبو نعامة قيس بن عباية ، وأبو نعامة ، وابن عبد الله بن مغفل ، فلم يحتج بهما صاحبا الصحيح ، فقوله : تفرد به أبو نعامة ليس بصحيح ، فقد تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن [ ص: 453 ] بريدة ، nindex.php?page=showalam&ids=12026وأبو سفيان ، كما قدمناه ، وقوله : وأبو نعامة ، وابن عبد الله بن مغفل لم يحتج بهما صاحبا الصحيح ، ليس هذا لازما في صحة الإسناد ، ولئن سلمنا ، فقد قلنا : إنه حسن ، والحسن يحتج به ، وهذا الحديث مما يدل على أن ترك الجهر عندهم كان ميراثا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم يتوارثه خلفهم عن سلفهم ، وهذا وحده كاف في المسألة ، لأن الصلوات الجهرية دائمة صباحا ومساء ، فلو كان عليه السلام يجهر بها دائما لما وقع فيه اختلاف ولا اشتباه ، ولكان معلوما بالاضطرار ، ولما قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : لم يجهر بها عليه السلام ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا قال nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ذلك أيضا ، وسماه حدثا ، ولما استمر عمل أهل المدينة في محراب النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه على ترك الجهر ، يتورثه آخرهم عن أولهم ، وذلك جار عندهم مجرى الصاع والمد ، بل أبلغ من ذلك ، لاشتراك جميع المسلمين في الصلاة ، ولأن الصلاة تتكرر كل يوم وليلة ، وكم من إنسان لا يحتاج إلى صاع ولا مد ، ومن يحتاجه يمكث مدة لا يحتاج إليه ، ولا يظن عاقل أن أكابر الصحابة ، والتابعين ، وأكثر أهل العلم كانوا يواظبون على خلاف ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .
وهذا ظاهر في عدم الجهر بالبسملة ، وتأويله على إرادة اسم السورة يتوقف على أن السورة كانت تسمى عندهم بهذه الجملة ، فلا يعدل عن حقيقة اللفظ وظاهره إلى مجازه ، إلا بدليل ، واعترض على هذا الحديث بأمرين : أحدهما : أن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . والثاني : أنه روي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنه عليه السلام كان يجهر ، قلنا : يكفينا أنه حديث أودعه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " صحيحه " ، وأبو الجوزاء اسمه " أوس بن عبد الله الربعي " ثقة كبير لا ينكر سماعه من nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وقد احتج به الجماعة ، وبديل بن ميسرة تابعي صغير ، مجمع على عدالته وثقته ، وقد حدث بهذا الحديث عنه الأئمة الكبار ، وتلقاه العلماء بالقبول ، ولم يتكلم فيه أحد منهم ، وما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة من الجهر فكذب بلا شك ، فيه الحكم بن عبد الله بن سعد ، وهو كذاب دجال ، لا [ ص: 454 ] يحل الاحتجاج به ، ومن العجب القدح في الحديث الصحيح ، والاحتجاج بالباطل .
قال الترمذي : حديث حسن ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في " مسنده " . nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه " ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في " مستدركه " وصححه ، وعباس الجشمي ، يقال : إنه عباس بن عبد الله ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " الثقات " ، ولم يتكلم فيه أحد فيما علمنا ، ووجه الحجة منه أن هذه السورة ثلاثون آية بدون البسملة ، بلا خلاف بين العادين ، وأيضا فافتتاحه بقوله : { تبارك الذي بيده الملك }دليل على أن البسملة ليست منها .
{ حديث آخر } : قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=11943أبو بكر الرازي في " أحكام القرآن " : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15071أبو الحسن الكرخي ثنا الحضرمي ثنا محمد بن العلاء ثنا معاوية بن هشام عن محمد بن جابر عن [ ص: 455 ] حماد عن إبراهيم عن { عبد الله ، قال : ما جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة مكتوبة ببسم الله الرحمن الرحيم . ولا nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، ولا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر }انتهى .
وهذا حديث لا تقوم به حجة ، لكنه شاهد لغيره من الأحاديث ، فإن محمد بن جابر تكلم فيه غير واحد من الأئمة ، وإبراهيم لم يلق nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، فهو ضعيف ومنقطع ، والحضرمي : هو محمد بن عبد الله الحافظ المعروف " بمطين " ، وشيخه ابن العلاء : هو أبو كريب الحافظ ، روى عنه الأئمة الستة بلا واسطة ، والله أعلم . ملخص ما ذكره ابن عبد الهادي في " الجهر بالبسملة " مستدركا على nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، قال : وقد أفرد هذه المسألة بالتصنيف جماعة : منهم nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، وآخرون ، وللقائلين بالجهر أحاديث : أجودها حديث نعيم المجمر ، قال : صليت وراء nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم" ، ثم قرأ بأم القرآن ، حتى قال : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ، قال : آمين ، وفي آخره ، فلما سلم قال : إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي في " سننه ، فقال : باب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم " أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16991محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15987سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر ، فذكره ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في " صحيحه " ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في " صحيحه " ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في " مستدركه " وقال : إنه على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " سننه " ، وقال : حديث صحيح ، ورواته كلهم ثقات ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في " سننه " ، وقال : إسناده صحيح ، وله شواهد ، وقال في " الخلافيات " : رواته كلهم ثقات ، مجمع على عدالتهم ، محتج بهم في " الصحيح " انتهى ، والجواب عنه من وجوه :
أحدها : أنه حديث معلول ، فإن ذكر البسملة فيه مما تفرد به نعيم المجمر من بين أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وهم ثمانمائة ما بين صاحب وتابع ، ولا يثبت عن ثقة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه حدث عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه عليه السلام كان يجهر بالبسملة في الصلاة ، وقد أعرض عن ذكر البسملة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، صاحبا الصحيح ، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من [ ص: 456 ] حديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها ، فيكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ، ثم يقول : سمع الله لمن حمده ، ثم يقول : ربنا لك الحمد ، ثم يقول : الله أكبر حين يهوي ساجدا ، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود ، ثم يكبر حين يسجد ، ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين ، وذلك في كل ركعة حتى يفرغ من الصلاة ، ثم يقول حين ينصرف : والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بنحو ذلك ، هذا هو الصحيح الثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : وكأنه كان ينكر على من ترك التكبير في رفعه وخفضه ، قال : ويدل على أنهم كانوا يفعلون ذلك .
ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان { nindex.php?page=hadith&LINKID=63779عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال : ثلاث كان يفعلهن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركهن الناس ، كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا ، وكان يقف قبل القراءة هنيهة ، وكان يكبر في كل خفض ورفع } ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب في " موطئه " كذلك باللفظ المذكور ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " القراءة خلف الإمام " ، nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود الطيالسي في " مسنده " ، وهذا حديث حسن ، ورواته ثقات ، وسعيد بن سمعان الأنصاري صدوق ، وثقه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، ولا التفات إلى قول nindex.php?page=showalam&ids=11886أبي الفتح الأزدي فيه : ضعيف ، فإن الأزدي متكلم فيه ، nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي أعلم منه ، وليس للتسمية في هذا الحديث . ولا في الأحاديث الصحيحة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ذكر ، وهذا مما يغلب على الظن أنه وهم على nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فإن قيل : قد رواها نعيم المجمر ، وهو ثقة ، والزيادة من الثقة مقبولة ، قلنا : ليس ذلك مجمعا عليه ، بل فيه خلاف مشهور ، فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقا ، ومنهم من لا يقبلها ، والصحيح التفصيل ، وهو أنها تقبل في موضع دون موضع ، فتقبل إذا كان الراوي الذي رواها ثقة حافظا ثبتا ، والذي لم يذكرها مثله ، أو دونه في الثقة ، كما قبل الناس زيادة nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، قوله : " من المسلمين " ، في صدقة الفطر ، واحتج بها أكثر العلماء ، وتقبل في موضع آخر لقرائن تخصها ، ومن حكم في ذلك حكما عاما فقد غلط ، بل كل زيادة لها حكم يخصها ، ففي موضع يجزم بصحتها ، كزيادة nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وفي موضع يغلب على الظن [ ص: 457 ] صحتها ، كزيادة سعد بن طارق في حديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63780جعلت الأرض مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا }" ، وكزيادة سليمان التيمي في حديث أبي موسى : " وإذا قرأ فأنصتوا " ، وفي موضع يجزم بالزيادة ، كزيادة nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، ومن وافقه ، قوله : " وإن كان مائعا فلا تقربوه " ، وكزيادة عبد الله بن زياد ذكر البسملة في حديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=26620قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين }" ، وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ثقة . وعبد الله بن زياد ضعيفا ، فإن الثقة قد يغلط ، وفي موضع يغلب على الظن خطؤها ، كزيادة nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر في حديث ماعز " الصلاة عليه " ، رواها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " ، وسئل هل رواها غير nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ؟ فقال : لا وقد رواه أصحاب السنن الأربعة عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، وقال فيه : ولم يصل عليه ، فقد اختلف على nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر في ذلك ، والراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر هو nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وقد اختلف عليه أيضا ، والصواب أنه قال : ولم يصل عليه ، وفي موضع يتوقف في الزيادة ، كما في أحاديث كثيرة ، وزيادة نعيم المجمر التسمية في هذا الحديث مما يتوقف فيه ، بل يغلب على الظن ضعفه ، وعلى تقدير صحتها ، فلا حجة فيها لمن قال بالجهر ، لأنه قال : فقرأ ، أو فقال : " بسم الله الرحمن الرحيم" ، وذلك أعم من قراءتها سرا أو جهرا ، وإنما هو حجة على من لا يرى قراءتها ، فإن قيل : لو كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أسر بالبسملة ، ثم جهر بالفاتحة ، لم يعبر عن ذلك بعبارة واحدة متناولة للفاتحة والبسملة تناولا واحدا ، ولقال : فأسر بالبسملة ، ثم جهر بالفاتحة والصلاة كانت جهرية بدليل تأمينه ، وتأمين المأمومين ، قلنا : ليس للجهر فيه تصريح ولا ظاهر يوجب الحجة ، ومثل هذا لا يقدم على النص الصريح المقتضي للإسرار ، ولو أخذ الجهر من هذا الإطلاق لأخذ منه أنها ليست من أم القرآن ، فإنه قال : فقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم" ، ثم قرأ أم القرآن ، والعطف يقتضي المغايرة . الوجه الثاني :
أن قوله : إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد به أصل الصلاة ومقاديرها وهيئتها ، وتشبيه الشيء بالشيء لا يقتضي أن يكون مثله من كل وجه ، بل يكفي في غالب الأفعال ، وذلك متحقق في التكبير وغيره ، دون البسملة ، فإن التكبير وغيره من أفعال الصلاة ثابت صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وكان مقصوده الرد [ ص: 459 ] على من تركه ، وأما التسمية ، ففي صحتها عنه نظر ، فلينصرف إلى الصحيح الثابت دون غيره ، ومما يلزمهم على القول بالتشبيه عن كل وجه ما في " الصحيحين " ، عن ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : إني لا آلو أن أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فكان nindex.php?page=showalam&ids=9أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه ، كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل : قد نسي ، وإذا رفع من السجود مكث حتى يقول القائل : قد نسي ، فهذا [ nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ] قد أخبر بشبه صلاته بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يطيل ركعتي الاعتدال والفصل إلى غاية يظن به النسيان ، ومع ذلك ، فالشافعية يكرهون إطالتهما ، وعندهم وجهان في بطلان الصلاة بها ، فهلا كان حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس هذا دليلا على وجوب إطالتهما مع صحته وموافقته للأحاديث الصحيحة ، كما كان حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة دليلا على وجوب قراءة البسملة والجهر بها ، مع علة مخالفته للأحاديث الصحيحة ، وأيضا ، فيلزمهم أن يقولوا بالجهر بالتعوذ ، لأن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي روى : أخبرنا ابن محمد الأسلمي عن ربيعة بن عثمان عن أبي صالح ، أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، وهو يؤم الناس رافعا صوته في المكتوبة إذا فرغ من أم القرآن : ربنا إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم فهلا أخذوا بهذا ، كما أخذوا بجهر البسملة مستدلين بما في الصحيح عنه ، فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم ، وما أخفى عنا أخفينا عنكم ، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت ، وإن زدت فهو خير ، وكيف يظن nindex.php?page=showalam&ids=3بأبي هريرة أنه يريد التشبيه في الجهر بالبسملة ، وهو الراوي { nindex.php?page=hadith&LINKID=63784عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين : فنصفها لي . ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين }قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال : { الرحمن الرحيم }قال الله : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : { مالك يوم الدين }قال : مجدني عبدي ، وإذا قال : { إياك نعبد وإياك نستعين }قال الله : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : { اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }قال الله : هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل }" انتهى . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن وعن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فذكره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . [ ص: 460 ] بن أنس عن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=11864أبي السائب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن به ، وهذا الحديث ظاهر في أن البسملة ليست من الفاتحة ، وإلا لابتدأ بها ، لأن هذا محل بيان واستقصاء لآيات السورة ، حتى إنه لم يخل منهما بحرف ، والحاجة إلى قراءة البسملة أمس ليرتفع الإشكال ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : حديث العلاء هذا قاطع تعلق المتنازعين ، وهو نص لا يحتمل التأويل ، ولا أعلم حديثا في سقوط البسملة أبين منه ، واعترض بعض المتأخرين على هذا الحديث بأمر : أحدهما : قال : لا يعبأ بكون هذا الحديث في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن تكلم فيه ابن معين ، فقال : الناس يتقون حديثه ، ليس حديثه بحجة ، مضطرب الحديث ، ليس بذاك ، هو ضعيف ، روي عنه جميع هذه الألفاظ .
وقال ابن عدي : ليس بالقوي ، وقد انفرد بهذا الحديث ، فلا يحتج به . الثاني : قال : وعلى تقدير صحته ، فقد جاء في بعض الروايات عنه ذكر التسمية ، كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن عبد الله بن زياد بن سمعان عن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=63785من صلى صلاة لم يقرأ فيها أم القرآن فهي خداج غير تام ، فقلت : يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، إني ربما كنت مع الإمام ، قال : فغمز ذراعي ، فقال : اقرأ بها في نفسك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها له ، يقول عبدي إذا افتتح الصلاة : بسم الله الرحمن الرحيمفيذكرني عبدي ، ثم يقول : { الحمد لله رب العالمين }فأقول : حمدني عبدي إلى آخره } ، وهذه الرواية ، وإن كان فيها ضعف ، ولكنها مفسرة لحديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أنه أراد السورة لا الآية ، وهذا القائل حمله الجهل ، وفرط التعصب على أن ترك الحديث الصحيح وضعفه لكونه غير موافق لمذهبه ، وقال : لا يعبأ بكونه في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، مع أنه قد رواه عن العلاء الأئمة الثقات الأثبات ، nindex.php?page=showalam&ids=16867كمالك . nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة ، وعبد العزيز الدراوردي ، nindex.php?page=showalam&ids=12430وإسماعيل بن جعفر ، nindex.php?page=showalam&ids=16903ومحمد بن إسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=15498والوليد بن كثير ، وغيرهم ، والعلاء نفسه ثقة صدوق ، كما سيأتي ثناء الأئمة عليه ، وهذه الرواية انفرد بها عنه ابن سمعان ، وهو كذاب ، ولم يخرجها أحد من أصحاب الكتب الستة ، ولا في " المصنفات المشهورة . ولا المسانيد المعروفة " ، وإنما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " التي يروي فيها غرائب الحديث ، وقال عقيبة : وعبد الله بن زياد بن سمعان متروك الحديث ، وذكره في " علله " وأطال فيه الكلام ، وملخصه : أنه رواه عن العلاء جماعة أثبات يزيدون على العشرة ، [ ص: 461 ] ولم يذكر أحد منهم فيه البسملة . وزادها ابن سمعان ، وهو ضعيف الحديث ، وحسبك بالأول قد أودعه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " . والاختلاف الذي فيه ليس بعلة ، فإن بعضهم يقول : عن العلاء عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ومنهم من يقول : عن العلاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11864أبي السائب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فإن العلاء سمعه من أبيه . ومن nindex.php?page=showalam&ids=11864أبي السائب ، لهذا يجمعهما تارة ، ويفرد أباه تارة ، ويفرد nindex.php?page=showalam&ids=11864أبا السائب تارة ، وكل ذلك عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وزيادة البسملة في حديث العلاء باطلة قطعا ، زادها ابن سمعان خطأ أو عمدا ، فإنه متهم بالكذب ، مجمع على ضعفه ، قال عمر بن عبد الواحد : سألت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا عنه ، فقال : كان كذابا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير : قال nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة فيه : لقد كذب علي ، وحدث عني بأحاديث لم أحدثه بها ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : متروك الحديث ، وسئل nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين عنه ، فقال : كان كذابا ، وقيل nindex.php?page=showalam&ids=12563لابن إسحاق : إن ابن سمعان يقول : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا ، فقال : لا إله إلا الله ، أنا والله أكبر منه ما رأيت nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا ، ولا سمعت منه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : كان يروي عمن لم يره ، ويحدث بما لم يسمع .
وقال أبو داود : متروك الحديث ، كان من الكذابين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي : متروك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : سكتوا عنه ، وقال أبو زرعة : لا شيء ، وأيضا ، فلا ريب أن الخلفاء الراشدين . وغيرهم من أئمة الصحابة كانوا أعلم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأشد تحريا لها من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وغيرهم من أئمة الصحابة لا يرون الجهر بالبسملة في الصلاة ، قال الترمذي في " جامعه " بعد ذكره ترك الجهر : والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة : منهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين .
وكيف يعلل الحديث الصحيح الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " بالحديث الضعيف الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ؟ وهلا جعلوا الحديث الصحيح علة للضعيف ، ومخالفة أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الثقات الأثبات لنعيم موجبا لرده ؟ ، إذ مقتضى العلم أن يعلل الحديث الضعيف بالحديث الصحيح ، كما فعلنا نحن .
الأحاديث التي استدل بها nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : فمنها حديث أخرجه عن أبي أويس ، واسمه " عبد الله بن أويس " قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة { nindex.php?page=hadith&LINKID=63762أن النبي [ ص: 462 ] صلى الله عليه وسلم كان إذا أم الناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم } ، وهذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " . وابن عدي في " الكامل " فقالا فيه : قرأ عوض : جهر ، وكأنه رواه بالمعنى ، ولو ثبت هذا عن أبي أويس ، فهو غير محتج به ، لأن أبا أويس لا يحتج بما انفرد به ، فكيف إذا انفرد بشيء ، وخالفه فيه من هو أوثق منه ، مع أنه متكلم فيه ، فوثقه جماعة ، وضعفه آخرون ، وممن ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، وابن معين . nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم الرازي ، وممن وثقه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وأبو زرعة ، وقال ابن عدي : يكتب حديثه ، وروى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " ، ومجرد الكلام في الرجل لا يسقط حديثه ، ولو اعتبرنا ذلك لذهب معظم السنة ، إذ لم يسلم من كلام الناس ، إلا من عصمه الله ، بل خرج في " الصحيح " لخلق ممن تكلم فيهم : ومنهم جعفر بن سليمان الضبعي . والحارث بن عبيد الإيادي . وأيمن بن نابل الحبشي . nindex.php?page=showalam&ids=15801وخالد بن مخلد القطواني . وسويد بن سعيد الحدثاني . ويونس بن أبي إسحاق السبيعي . وغيرهم . ولكن صاحبا الصحيح رحمهما اللهإذا أخرجا لمن تكلم فيه ، فإنهم ينتقون من حديثه ما توبع عليه ، وظهرت شواهده ، وعلم أن له أصلا ، ولا يروون ما تفرد به ، سيما إذا خالفه الثقات ، كما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم لأبي أويس حديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=26620قسمت الصلاة بيني وبين عبدي }" لأنه لم يتفرد به ، بل رواه غيره من الأثبات ، nindex.php?page=showalam&ids=16867كمالك nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة ، فصار حديثه متابعة ، وهذه العلة راجت على كثير ممن استدرك على [ ص: 463 ] الصحيحين " فتساهلوا في استدراكهم ، ومن أكثرهم تساهلا الحاكم أبو عبد الله في كتابه " المستدرك " ، فإنه يقول : هذا حديث على شرط الشيخين ، أو أحدهما ، وفيه هذه العلة ، إذ لا يلزم من كون الراوي محتجا به في الصحيح أنه إذا وجد في أي حديث ، كان ذلك الحديث على شرطه ، لما بيناه بل nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم كثيرا ما يجيء إلى حديث لم يخرج لغالب روايته في الصحيح ، كحديث روي عن عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، فيقول فيه : هذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " يعني لكون nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرج لعكرمة " ، وهذا أيضا تساهل ، وكثيرا ما يخرج حديثا بعض رجاله nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري ، وبعضهم nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم ، فيقول : هذا على شرط الشيخين ، وهذا أيضا تساهل ، وربما جاء إلى حديث فيه رجل قد أخرج له صاحبا " الصحيح " عن شيخ معين لضبطه حديثه وخصوصيته به ، ولم يخرجا حديثه عن غيره لضعفه فيه ، أو لعدم ضبطه حديثه ، أو لكونه غير مشهور بالرواية عنه ، أو لغير ذلك ، فيخرجه هو عن غير ذلك الشيخ ، ثم يقول : هذا على شرط الشيخين ، أو nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . أو nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وهذا أيضا تساهل ; لأن صاحبي " الصحيح " لم يحتجا به إلا في شيخ معين ، لا في غيره ، فلا يكون على شرطهما ، وهذا كما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم حديث nindex.php?page=showalam&ids=15801خالد بن مخلد القطواني عن nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال . وغيره ، ولم يخرجا حديثه عن عبد الله بن المثنى ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=22خالدا غير معروف بالرواية عن ابن المثنى ، فإذا قال قائل في حديث يرويه nindex.php?page=showalam&ids=15801خالد بن مخلد عن ابن المثنى : هذا على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم كان متساهلا ، وكثيرا ما يجيء إلى حديث فيه رجل ضعيف أو متهم بالكذب ، وغالب رجاله رجال الصحيح ، فيقول : هذا على شرط الشيخين أو nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أو nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وهذا أيضا تساهل فاحش ، ومن تأمل كتابه " المستدرك " تبين له ما ذكرناه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية في كتابه " العلم المشهور : ويجب على أهل الحديث أن يتحفظوا من قول الحاكم أبي عبد الله ، فإنه كثير الغلط ظاهر السقط ، وقد غفل عن ذلك كثير ممن جاء بعده ، وقلده في ذلك . والمقصود من ذلك أن حديث أبي أويس هذا لم يترك لكلام الناس فيه ، بل لتفرده به ، ومخالفة الثقات له ، وعدم إخراج أصحاب المسانيد . والكتب المشهورة . والسنن المعروفة ، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الحديث في " صحيحه " من طريقه ، وليس فيه ذكر البسملة ، والله أعلم . [ ص: 464 ] طريق آخر
وقال ابن معين : ليس بشيء ، ولا يكتب حديثه ، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : منكر الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي : متروك الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ليس بشيء .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : روى عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري nindex.php?page=showalam&ids=16920ومحمد بن المنكدر nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة أحاديث موضوعة ، وتكلم nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في : " العلل " على هذا الحديث ، وصوب وقفه . طريق آخر
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا عن جعفر بن مكرم ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11942أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني نوح بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { إذا قرأتم الحمد ، فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيمإنها أم القرآن . وأم الكتاب والسبع المثاني ، و بسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها }" ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11942أبو بكر الحنفي : ثم لقيت نوحا فحدثني عن سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بمثله ، ولم يرفعه ، قال عبد الحق في " أحكامه الكبرى " : رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر ، وهو ثقة ، وثقه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وابن معين ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري يضعفه ، ويحمل عليه ، ونوح ثقة مشهور ، انتهى .
وهذا ليس فيه دلالة على الجهر ، ولئن سلم فالصواب فيه الوقف ، كما هو في متن الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " علله " : هذا حديث يرويه نوح بن أبي بلال ، واختلف عليه فيه ، فرواه عبد الحميد بن جعفر عنه ، واختلف عنه ، فرواه nindex.php?page=showalam&ids=15265المعافى بن عمران عن عبد الحميد عن نوح بن أبي بلال عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد . nindex.php?page=showalam&ids=11942وأبو بكر الحنفي عن نوح بن أبي هريرة موقوفا ، وهو الصواب ، فإن قيل : إن هذا موقوف في حكم المرفوع ، إذ لا يقول الصحابي : إن البسملة أحد آيات الفاتحة إلا عن توقيف ، أو دليل قوي ظهر له ، وحينئذ يكون لها حكم سائر آيات الفاتحة من الجهر والإسرار ، قلت : لعل nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها فظنها من الفاتحة ، وقال : إنها إحدى آياتها ، ونحن لا ننكر أنها من القرآن ، ولكن [ ص: 465 ] النزاع وقع في مسألتين : إحداهما : أنها آية من الفاتحة . والثانية : أن لها حكم سائر آيات الفاتحة جهرا وسرا ، ونحن نقول : إنها آية مستقلة قبل السورة ، وليست منها ، جمعا بين الأدلة ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة لم يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : هي إحدى آياتها ، وقراءتها قبل الفاتحة لا يدل على ذلك ، وإذا جاز أن يكون مسند nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لها ، وقد ظهر أن ذلك ليس بدليل على محل النزاع ، فلا يعارض به أدلتنا الصحيحة الثابتة . وأيضا فالمحفوظ الثابت عن سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الحديث عدم ذكر البسملة ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63788الحمد لله هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم }" ، ورواه أبو داود والترمذي ، وقال : حسن صحيح ، هذا ، مع أن عبد الحميد بن جعفر ممن تكلم فيه ، ولكن وثقه أكثر العلماء واحتج به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " ، وليس تضعيف من ضعفه مما يوجب رد حديثه ، ولكن الثقة قد يغلط ، والظاهر أنه غلط في هذا الحديث ، والله أعلم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : وقول الخصم : إن الجهر بالبسملة انفرد به عن النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة غير صحيح ، بل رواه غيره من الصحابة .
{ حديث آخر }
عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، وله طريقان :
أحدهما : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " مستدركه " عن سعيد بن عثمان الخراز ثنا عبد الرحمن بن سعيد المؤذن ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16797فطر بن خليفة عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي . nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار { nindex.php?page=hadith&LINKID=63762أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم }" ، وقال : صحيح الإسناد ، لا أعلم في رواته منسوبا إلى الجرح ، وتعقبه الذهبي في " مختصره " ، فقال : هذا خبر واه ، كأنه موضوع ، لأن عبد الرحمن صاحب مناكير ، ضعفه ابن معين ، وسعيد إن كان الكريزي فهو ضعيف ، وإلا فهو مجهول انتهى .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " المعرفة " بسنده ومتنه ، وقال : إسناده ضعيف ، إلا أنه أمثل من حديث جابر الجعفي ، قلت : nindex.php?page=showalam&ids=16797وفطر بن خليفة ، قال السعدي : غير ثقة ، روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مقرونا بغيره . [ ص: 466 ] والأربعة ، وتصحيح nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم لا يعتد به ، سيما في هذا الموضع ، فقد عرف تساهله في ذلك ، وقال ابن عبد الهادي : هذا حديث باطل ، ولعله أدخل عليه . الطريق الثاني :
رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " عن أسيد بن زيد عن عمرو بن شمر عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار نحوه ، وعمرو بن شمر . وجابر الجعفي ، كلاهما لا يجوز الاحتجاج به ، لكن عمرو أضعف من nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : عمرو بن شمر كثير الموضوعات عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر . وغيره ، وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=36جابر مجروحا ، فليس يروي تلك الموضوعات الفاحشة عنه غير عمرو بن شمر ، فوجب أن يكون الحمل فيها عليه .
وقال الجوزجاني : عمرو بن شمر زائغ كذاب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : منكر الحديث ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، والأزدي : متروك الحديث .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : كان رافضيا يسب الصحابة ، وكان يروي الموضوعات عن الثقات ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب ، وأما جابر الجعفي ، فقال فيه nindex.php?page=showalam&ids=11990الإمام أبو حنيفة : ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ، ما أتيته بشيء من رأي إلا أتاني فيه بأثر ، وكذبه أيضا أيوب nindex.php?page=showalam&ids=15908وزائدة nindex.php?page=showalam&ids=16861وليث بن أبي سليم والجوزجاني وغيرهم .
وقال ابن عدي : هو إلى الضعف أقرب ، وقد احتمله الناس ، ورووا عنه عامة ما جرحوا به أنه كان يؤمن بالرجعة ، كان يقول : إن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا يرجع إلى الدنيا ، ولم يختلف أحد في الرواية عنه انتهى .
وأسيد بن زيد أيضا كذبه ابن معين ، وتركه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : ضعيف ، وقال ابن ماكولا : ضعفوه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي عن الثقات المناكير ، ويسرق الحديث ، ويحدث به .
وله طريق آخر عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني أبي عن أبيه عن جده عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63789كان عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين جميعا : الفاتحة والتي بعدها } ، وعيسى هذا والد nindex.php?page=showalam&ids=12279أحمد بن عيسى المتهم بوضع حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، هو وضاع ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . [ ص: 467 ] nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم : روى عن آبائه أحاديث موضوعة لا يحل الاحتجاج به .
{ حديث آخر }
عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وله ثلاث طرق :
أحدها : عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " عن عبد الله بن عمرو بن حسان ثنا شريك عن سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " انتهى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : إسناده صحيح ، وليس له علة ، وقد احتج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لسالم هذا ، وهو ابن عجلان الأفطس ، واحتج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بشريك انتهى . وهذا الحديث غير صريح . ولا صحيح ، فأما كونه غير صريح ، فإنه ليس فيه أنه : في الصلاة ، وأما غير صحيح ، فإن عبد الله بن عمرو بن حسان الواقعي كان يضع الحديث ، قاله إمام الصنعة nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : ليس بشيء ، كان يكذب ، وقال ابن عدي : أحاديثه مقلوبات ، وفي قول nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : احتج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بشريك نظر ، فإنه إنما روى له في " المتابعات " لا في " الأصول " . الطريق الثاني :
عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن أبي الصلت الهروي ، واسمه " عبد السلام بن صالح " ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام ثنا شريك عن سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63762كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم }" ، وهذا أضعف من الأول ، فإن أبا الصلت متروك ، قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : ليس عندي بصدوق ، ولم يحدثني عنه ، وأما أبو زرعة فإنه ضرب على حديثه ، وقال : لا أحدث عنه ، ولا أرضاه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : رافضي خبيث ، اتهم بوضع " الإيمان إقرار باللسان ، وعمل بالأركان " انتهى . وكأن هذا الحديث والله أعلم مما سرقه أبو الصلت من غيره ، وألزقه nindex.php?page=showalam&ids=16285بعباد بن العوام ، وزاد فيه : إن الجهر في الصلاة ، فإن غير أبي الصلت رواه عن عباد ، فأرسله ، وليس فيه : أنه في الصلاة ، قال أبو داود في " مراسيله " : حدثنا عباد بن موسى ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام عن شريك عن سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن [ ص: 468 ] جبير ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة ، وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن فقالوا : إن محمدا يدعو إلى إله اليمامة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخفاها ، فما جهر بها حتى مات }انتهى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار : nindex.php?page=showalam&ids=12425وإسماعيل لم يكن بالقوي في الحديث ، وأبو خالد أحسبه [ ص: 469 ] الوالبي انتهى . وهذا الحديث رواه أبو داود في " سننه " والترمذي في " جامعه " بهذا السند ، والدارقطني في " سننه " ، وكلهم قالوا فيه : كان يفتتح صلاته " ببسم الله الرحمن الرحيم " قال الترمذي : ليس إسناده بذاك .
وقال أبو داود : حديث ضعيف ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي في " كتابه " وأعله بإسماعيل هذا ، وقال : حديثه غير محفوظ ، ويرويه عن مجهول ، ولا يصح في الجهر بالبسملة حديث مسند انتهى .
ورواه ابن عدي ، وقال : حديث غير محفوظ ، وأبو خالد مجهول انتهى . وأبو خالد هذا سئل عنه أبو زرعة ، فقال : لا أعرفه ، ولا أدري من هو ، وقيل : هو الوالبي ، واسمه " هرمز " ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في كتاب " الثقات " .
وهكذا رواه بهذا اللفظ ، وهذا التفسير ليس من قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إنما هو قول غيره من الرواة ، وكل من روى هذا الحديث بلفظ الجهر ، فإنما رواه بالمعنى ، مع أنه حديث لا يحتج به على كل حال . وله طريق خامس :
عند الدارقطني عن عمر بن حفص المكي عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس { nindex.php?page=hadith&LINKID=63795أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يجهر في السورتين ببسم الله الرحمن الرحيم حتى قبض }انتهى . وهذا لا يجوز الاحتجاج به ، فإن عمر بن حفص ضعيف ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في " التحقيق " : أجمعوا على ترك حديثه وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي له حديثا عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=13916البيت قبلة لأهل المسجد ، والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة لأهل الأرض }" ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : تفرد به عمر بن حفص المكي ، وهو ضعيف لا يحتج به ، والحمل فيه عليه انتهى . ثم ذكر الخطيب لحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس طرقا أخرى ، ليست صحيحة . ولا صريحة ، وقال ابن عبد الهادي : الجواب عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يتوجه من وجوه :
أحدها : الطعن في صحته فإن مثل هذه الأسانيد لا يقوم بها حجة ، لو سلمت من [ ص: 470 ] المعارض ، فكيف وقد عارضها الأحاديث الصحيحة ؟ ، وصحة الإسناد يتوقف على ثقة الرجال ، ولو فرض ثقة الرجال لم يلزم منه صحة الحديث ، حتى ينتفي منه الشذوذ والعلة .
الثاني : أن المشهور في متنه لفظ الاستفتاح لا لفظ الجهر .
الثالث : أن قوله : جهر ، إنما يدل على وقوعه مرة ، لأن كان يدل على وقوع الفعل ، وأما استمراره فيفتقر إلى دليل من خارج ، وما روي من أنه لم يزل يجهر بها فباطل ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى .
الرابع : أنه دون عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ما يعارض ذلك ، قال الإمام أحمد : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : الجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " قراءة الأعراب ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ويقوي هذه الرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم بإسناد ثابت عن عكرمة تلميذ nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : أنا أعرابي إن جهرت " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، وكأنه أخذه عن شيخه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والله أعلم . طريق سادس :
لحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال الدارقطني : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا أحمد بن رشد بن خثيم عن سعيد بن خيثم ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أنه كان يجهر في السورتين " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، وقال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها فيهما انتهى .
وهذا أيضا لا يصح ، وسعيد بن خثيم تكلم فيه ابن عدي ، وغيره ، والحمل فيه على ابن أخيه أحمد بن رشد بن خثيم ، فإنه متهم ، وله أحاديث أباطيل ، ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني . وغيره ، وروى له الخطيب في " أول تاريخه " حديثا موضوعا ، هو الذي صنعه بسنده إلى { العباس أنه عليه السلام ، قال له : أنت عمي ، وصنو أبي ، وابنك هذا أبو الخلفاء من بعدي : منهم السفاح ، ومنهم المنصور ، ومنهم المهدي }" ، مختصر ، والراوي عنه هو ابن عقدة الحافظ ، وهو كثير الغرائب والمناكير ، روى في الجهر أحاديث كثيرة عن ضعفاء ، وكذابين . ومجاهيل ، والحمل فيهما عليهم لا عليه .
وهذا باطل من هذا الوجه ، لم يحدث به nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك قط ، والمتهم به أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد أبو طاهر الهاشمي ، وقد كذبه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وهو كما قال ، فإن من روى مثل هذا الحديث عن مثل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الثقة المشهور المخرج له في " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=12493محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب الإمام المشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، فإنه يكون كاذبا في روايته ، وعمر بن الحسن الشيباني شيخ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا ، وقال : هو ضعيف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : سألت الحسن بن محمد الخلال عنه ، فقال : ضعيف ، وأما جعفر بن محمد بن مروان من أهل الكوفة ، فليس مشهورا بالعدالة ، وقد تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا ، وقال : لا يحتج به ، وقد روى الحافظ أبو محمد الرامهرمزي في أول " كتاب المحدث الفاصل " حديثا موضوعا nindex.php?page=showalam&ids=12279لأحمد بن عيسى ، هو المتهم به ، فقال : حدثنا أبو حصين الوادعي ثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى العلوي ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=63798اللهم ارحم خلفائي ، قلنا : من خلفاؤك ؟ قال : الذين يروون أحاديثي ويعلمونها الناس }" . انتهى .
وأبو عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، وضاع أيضا ، وقد تقدم ذكره في حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب . وله طريق آخر عند nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب عن عبادة بن زياد الأسدي عن أبي يونس بن أبي يعفور العبدي عن nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان عن أبي عبيدة عن مسلم بن حبان ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " في السورتين فقيل له ، فقال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض ، وخلف nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر حتى قبض ، وخلف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حتى قبض ، فكانوا يجهرون بها في السورتين ، فلا أدع الجهر بها حتى أموت انتهى .
وهذا أيضا باطل ، وعبادة بن زياد الأسدي " بفتح العين " . قال أبو حاتم : كان من رؤساء الشيعة ، وقال الحافظ محمد النيسابوري : هو مجمع على كذبه ، وشيخه يونس بن أبي يعفور العبدي فيه مقال ، فوثقه بعضهم ، وروى له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " ، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي ، وابن معين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج عندي بما انفرد به ، ومسلم بن حبان فغير معروف ، والصواب في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الوقف عليه ، كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي . وغيره أنه كان يقرأ البسملة للفاتحة وللسورة ، وقد يجهر بها أحيانا ، أو لتعليم المأمومين ، أو لغير ذلك من الأسباب ، والله أعلم . [ ص: 472 ] { حديث آخر } عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير
أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " عن يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي ثنا أحمد بن حماد الهمداني عن nindex.php?page=showalam&ids=16797فطر بن خليفة عن nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=96131أمني جبرائيل عند الكعبة فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم }" انتهى .
وهذا حديث منكر ، بل موضوع ، ويعقوب بن يوسف الضبي ليس بمشهور ، وقد فتشت عليه في عدة كتب من الجرح والتعديل ، فلم أر له ذكرا أصلا ، ويحتمل أن يكون هذا الحديث مما عملته يداه ، وأحمد بن حماد ضعفه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وسكوت nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب ، وغيرهما من الحفاظ عن مثل هذا الحديث بعد روايتهم له قبيح جدا ، ولم يتعلق ابن الجوزي في هذا الحديث إلا على nindex.php?page=showalam&ids=16797فطر بن خليفة ، وهو تقصير منه ، إذ لو نسب إليه لكان حديثا حسنا ، وكأنه اعتمد على قول السعدي فيه : هو زائغ غير ثقة ، وليس هذا بطائل ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=16797فطر بن خليفة روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " ، ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان ، وابن معين .
وهذا من الأحاديث الغريبة المنكرة ، بل هو حديث باطل لوجوه : أحدها : أن الحكم بن عمير ليس بدريا ، ولا في البدريين أحد اسمه الحكم بن عمير ، بل لا يعرف له صحبة ، فإن موسى بن حبيب الراوي عنه لم يلق صحابيا ، بل هو مجهول لا يحتج بحديثه ، قال ابن أبي حاتم في " كتاب الجرح والتعديل " : الحكم بن عمير روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منكرة لا تذكر سماعا ولا لقاء ، روى عنه ابن أخيه موسى بن أبي حبيب ، وهو ضعيف الحديث ، سمعت أبي يذكر ذلك .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : موسى بن أبي حبيب شيخ ضعيف الحديث ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " معجمه الكبير " الحكم بن عمير ، وقال في نسبته : الثمالي ، ثم روى له بضعة عشر حديثا [ ص: 473 ] منكرا ، وكلها من رواية موسى بن أبي حبيب عنه وروى له ابن عدي في " الكامل " قريبا من عشرين حديثا ، ولم يذكر فيها هذا الحديث ، والراوي عن موسى هو إبراهيم بن إسحاق الصيني الكوفي ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : متروك الحديث .
وقال الأزدي : يتكلمون فيه ، ويحتمل أن يكون هذا الحديث صنعه ، فإن الذين رووا نسخة موسى عن الحكم لم يذكروا هذا الحديث فيها ، كبقي بن مخلد ، وابن عدي ، nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، وإنما رواه فيما علمنا nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، ثم nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، ووهم nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، فقال : إبراهيم بن حبيب ، وإنما هو إبراهيم بن إسحاق ، وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، وزاد وهما ثانيا ، فقال : الضبي " بالضاد والباء " ، وإنما هو الصيني " بصاد مهملة ونون " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : nindex.php?page=showalam&ids=16684وعمر بن هارون أصل في السنة ، وإنما أخرجته شاهدا انتهى . وهذا ليس بحجة لوجوه : أحدها : أنه ليس بصريح في الجهر ، ويمكن أنها سمعته سرا في بيتها لقربها منه . الثاني : أن مقصودها الإخبار بأنه كان يرتل قراءته حرفا حرفا ، ولا يسردها ، وقد رواه هو " أعني nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم " من حديث همام ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63802كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فوصفت بسم الله الرحمن الرحيم حرفا حرفا ، قراءة بطيئة } ، وقال : على شرط الشيخين وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إسناده صحيح ورواه أبو داود ، والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي من حديث يعلى بن مملك ، أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا ، قال الترمذي : حديث حسن صحيح . الثالث : أن المحفوظ فيه ، والمشهور أنه ليس في الصلاة ، وإنما قوله : في الصلاة زيادة منnindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون ، وهو مجروح ، تكلم فيه غير واحد من الأئمة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : لا أروي عنه شيئا ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، وكذبه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، وقال : قدم nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون مكة بعد موت [ ص: 474 ] جعفر بن محمد ، فزعم أنه رآه وحدث عنه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي : متروك الحديث ، وقال صالح جزرة : كان كذابا ، وسئل عنه ابن المديني ، فضعفه جدا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي عن الثقات المعضلات ، ويدعي شيوخا لم يرهم ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ثنا أبي عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج به ، بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون ، ثم أخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة به بلفظ السنن ، ثم قال : فقد اختلف الذين رووه في لفظه ، فانتفى أن يكون حجة ، وكأنه لم يعتد بمتابعة غياث nindex.php?page=showalam&ids=16684لعمر بن هارون ، لشدة ضعف nindex.php?page=showalam&ids=13612ابن هارون . الرابع : أن يقال : غاية ما فيه أنه عليه السلام جهر بها مرة أو نحو ذلك ، وليس فيه دليل على أن كل إمام يجهر بها في صلاة الجهر دائما ، ولو كان ذلك معلوما عندهم لم يختلف فيه ، ولم يقع فيه شك ، ولم يحتج أحد إلى أن يسأل عنه ، ولكان من جنس جهره عليه السلام بغيرها ، ولما أنكره عبد الله بن المغفل ، وعده حدثا ، ولكان الرجال أعلم به من النساء ، والله أعلم .
{ حديث آخر } : رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " مستدركه " ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في " سننه " من حديث محمد بن أبي المتوكل بن أبي السري ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان من الصلوات ما لا أحصيها : الصبح ، والمغرب ، فكان يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " قبل فاتحة الكتاب وبعدها ، وقال المعتمر : ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي ، وقال أبي : ما آلو أن أقتدي بصلاة nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وإنما ذكر به شاهدا ، قال الذهبي في " مختصره " : أما [ ص: 475 ] استحى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم يورد في كتابه مثل هذا الحديث الموضوع ، فأنا أشهد بالله ، والله إنه لكذب .
وقال ابن عبد الهادي : سقط منه " لا " ، ومحمد بن أبي السري ، قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه ، فقال : لين الحديث ، مع أنه قد اختلف عليه فيه . فقيل عنه كما تقدم وقيل عنه : عن المعتمر عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس { nindex.php?page=hadith&LINKID=63805أن النبي . صلى الله عليه وسلم كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم ، nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر } ، هكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، وقيل عنه : بهذا الإسناد ، وفيه الجهر ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وقال : رجاله ثقات ، وتوثيق nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم لا يعارض ما يثبت في " الصحيح " خلافه ، لما عرف من تساهله ، حتى قيل : إن تصحيحه دون تصحيح الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، بل تصحيحه كتحسين الترمذي ، وأحيانا يكون دونه ، وأما nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان فتصحيحهما أرجح من تصحيح nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم بلا نزاع ، فكيف تصحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، كيف وأصحاب nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الثقات الأثبات يروون عنه خلاف ذلك ، حتى إن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة سأل nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن هذا ، فقال : أنت سمعت nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا يذكر ذلك ؟ فقال : نعم ، وأخبره باللفظ الصريح المنافي للجهر ، ونقل nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : ما سمعه من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في غاية الصحة ، وأرفع درجات الصحيح عند أهله ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أحفظ أهل زمانه ، وإتقان nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة وضبطه هو الغاية عندهم ، وهذا مما يرد به قول من يزعم أن بعض الرواة روى حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بالمعنى الذي فهمه من قوله : كانوا يستفتحون الصلاة " بالحمد لله رب العالمين " ، ففهم من هذا نفي قراءتها ، فرواه من عنده ، فإن هذا قول من هو أبعد الناس علما برواية هذا الحديث ، وألفاظهم الصريحة التي لا تقبل التأويل . وبأنهم من العدالة والضبط من الغاية التي لا تحتمل المجازفة ، أو أنه مكابر صاحب هوى ، فيتبع هواه ، ويدع موجب الدليل ، والله أعلم .
وله طريق آخر عند nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب عن ابن أبي داود عن ابن أخي ابن وهب عن عمه عن العمري ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة عن حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " في الفريضة انتهى . قال ابن عبد الهادي : سقط منه " لا " كما رواه الباغندي ، وغيره عن ابن أخي nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، هذا هو الصحيح ، وأما الجهر فلم يحدث به nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قط ، ويوضحه أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا رواه في " الموطإ " عن حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : قمت وراء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، وعثمان ، فكلهم لا يقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم " إذا افتتحوا الصلاة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في " التقصي " : هكذا رواه عن جماعة موقوفا ، ورواه ابن أخي ابن وهب عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة ، والعمري عن حميد [ ص: 476 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا ، فقال : { إن النبي صلى الله عليه وسلم . nindex.php?page=showalam&ids=1وأبا بكر . nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر . nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان لم يكونوا يقرءون } ، قال : وهذا خطأ من ابن أخي ابن وهب في رفعه ذلك عن عمه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، فصار هذا الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب خطأ على خطأ ، والصواب فيه عدم الرفع . وعدم الجهر ، والله أعلم ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب . وغيره لحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس طرقا أخرى : فيها الجهر ، إلا أنه ليس فيها قوله : في الصلاة ، فلا حجة فيها ، وهو الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري { nindex.php?page=hadith&LINKID=63807عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كانت مدا ، ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيمبمد بسم الله وبمد الرحمن وبمد الرحيم }" ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عنه أيضا ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63808نزلت علي آنفا سورة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم. { إنا أعطيناك الكوثر }إلى آخرها } ، وهذا هو الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أنه روى { عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة البسملة ، وليس فيه ذكر الصلاة أصلا } ، ونظيره حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة { nindex.php?page=hadith&LINKID=63810أنه عليه السلام كان يقرأ : بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين يقطعهما حرفا حرفا } ، وقد تقدم ، ويؤيد هذا المعنى حديث nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة ، وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن فقالوا : إن محمدا يدعو إله اليمامة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخفائها ، فما جهر بها حتى مات } ، رواه أبو داود في " مراسيله " والمرسل إذا وجد له ما يوافقه ، فهو حجة باتفاق .
{ حديث آخر } : موقوف ، ولكنه في حكم المرفوع ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " المستدرك " عن عبد الله بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، قال : صلى nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة ، فبدأ " ببسم الله الرحمن الرحيم " لأم القرآن ، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها ، حتى قضى تلك الصلاة ، ولم يكبر حين يهوي ، حتى قضى تلك الصلاة ، فلما سلم ناداه من سمع ذاك من المهاجرين ، والأنصار ، ومن كان على مكانه : يا nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، أسرقت الصلاة ، أم نسيت ؟ أين " بسم الله الرحمن الرحيم" ، وأين التكبير إذا خفضت ، وإذا رفعت ؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم" للسورة التي بعد أم القرآن ، وكبر حين يهوي ساجدا انتهى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وقال : رواته كلهم ثقات ، وقد اعتمد nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله على حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا في إثبات الجهر ، [ ص: 477 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : هو أجود ما يعتمد عليه في هذا الباب ، والجواب عنه من وجوه :
أحدها : أن مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم وهو وإن كان من رجال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم لكنه متكلم فيه ، أسند ابن عدي إلى ابن معين أنه قال : أحاديثه غير قوية وقال nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي : لين الحديث ، ليس بالقوي فيه وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : ضعيف لينوه ، وقال ابن المديني : منكر الحديث . وبالجملة فهو مختلف فيه ، فلا يقبل ما تفرد به ، مع أنه قد اضطرب في إسناده ومتنه ، وهو أيضا من أسباب الضعف ، أما في " إسناده " فإن ابن خثيم تارة يرويه عن أبي بكر بن حفص عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وتارة يرويه عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه .
وقد رجح الأولى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " كتاب المعرفة " لجلالة راويها ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج " ومال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلى ترجيح الثانية ورواه ابن خثيم أيضا عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده ، فزاد ذكر الجد كذلك ، رواه عنه nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، وهي عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، والأولى عنده . وعند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، والثانية عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأما " الاضطراب في متنه " فتارة يقول : صلى ، فبدأ " ببسم الله الرحمن الرحيم " لأم القرآن ، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها ، كما تقدم عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وتارة يقول : فلم يقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم" حين افتتح القرآن ، وقرأ بأم الكتاب ، كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، وتارة يقول : فلم يقرأ : " بسم الله الرحمن الرحيم" لأم القرآن ولا للسورة التي بعدها ، كما هو عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، ومثل هذا الاضطراب في السند والمتن مما يوجب ضعف الحديث ، لأنه مشعر بعدم ضبطه .
الوجه الثاني : أن شرط الحديث الثابت أن لا يكون شاذا ، ولا معللا ، وهذا شاذ معلل ، فإنه مخالف لما رواه الثقات الأثبات عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وكيف يروي nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا محتجا به ، وهو مخالف لما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن خلفائه الراشدين ، ولم يعرف عن أحد من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=9أنس المعروفين بصحبته أنه نقل عنه مثل ذلك ، ومما يرد حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا كان مقيما بالبصرة ، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية لما قدم المدينة لم يذكر أحد علمناه أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا كان معه ، بل الظاهر أنه لم يكن معه ، والله أعلم .
الوجه الثالث : أن مذهب أهل المدينة قديما وحديثا ترك الجهر بها ، ومنهم من لا [ ص: 478 ] يرى قراءتها أصلا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، أحد الفقهاء السبعة : أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا " بالحمد لله رب العالمين " ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16337عبد الرحمن بن القاسم : ما سمعت القاسم يقرأ بها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13723عبد الرحمن الأعرج : أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا " بالحمد لله رب العالمين " ، ولا يحفظ عن أحد من أهل المدينة بإسناد صحيح أنه يجهر بها إلا شيء يسير ، وله محمل ، وهذا عملهم يتوارثه آخرهم عن أولهم ، فكيف ينكرون على nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ما هو شبههم ؟ هذا باطل . الوجه الرابع : أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لو رجع إلى الجهر بالبسملة ، كما نقلوه ، لكان هذا معروفا من أمره عند أهل الشام الذين صحبوه ، ولم ينقل ذلك عنهم ، بل الشاميون كلهم خلفاءهم وعلماءهم ، كان مذهبهم ترك الجهر بها ، وما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز من الجهر بها فباطل لا أصل له . والأوزاعي إمام الشام ، ومذهبه في ذلك مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، لا يقرؤها سرا ولا جهرا ، ومن المستبعد أن يكون هذا حال nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، ومعلوم أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية قد صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلو سمع النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالبسملة لما تركها حتى ينكر عليه رعيته أنه لا يحسن يصلي ، وهذه الوجوه من تدبرها علم أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية هذا باطل ، أو مغير عن وجهه ، وقد يتمحل فيه ، ويقال : إن كان هذا الإنكار ، على nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية محفوظا ، فإنما هو إنكار لترك إتمام التكبير ، لا لترك الجهر بالبسملة ، ومعلوم أن ترك إتمام التكبير كان مذهب الخلفاء من بني أمية وأمرائهم على البلاد ، حتى إنه كان مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ، وهو عدم التكبير حين يهوي ساجدا بعد الركوع ، وحين يسجد بعد القعود ، وإلا فلا وجه لإنكارهم عليه ترك الجهر بالبسملة ، وهو مذهب الخلفاء الراشدين وغيرهم من أكابر الصحابة ، ومذهب أهل المدينة أيضا . وبالجملة ، فهذه الأحاديث كلها ليس فيها صريح صحيح ، بل فيها عدمهما ، أو عدم أحدهما ، وكيف تكون صحيحة ، وليست مخرجة في شيء من الصحيح ، ولا المسانيد ، ولا السنن ، المشهورة ؟ وفي روايتها الكذابون ، والضعفاء ، والمجاهيل الذين لا يوجدون في التواريخ ، ولا في كتب الجرح والتعديل ، كعمرو بن شمر ، وجابر الجعفي ، وحصين بن مخارق ، وعمرو بن حفص المكي ، وعبد الله بن عمرو بن حسان ، وأبي الصلت الهروي ، nindex.php?page=showalam&ids=11808وعبد الكريم بن أبي المخارق ، وابن أبي علي الأصبهاني ، الملقب " بجراب الكذب " ، nindex.php?page=showalam&ids=16684وعمر بن هارون البلخي ، وعيسى بن ميمون المدني ، وآخرون أضربنا عن ذكرهم ، وكيف يجوز أن تعارض برواية هؤلاء ، ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، [ ص: 479 ] nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في " صحيحيهما " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الذي رواه عنه غير واحد من الأئمة الأثبات : ومنهم nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة الذي كان أحفظ أهل زمانه ، ويرويه عنه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة الملقب بأمير المؤمنين في الحديث ، وتلقاه الأئمة بالقبول ، ولم يضعفه أحد بحجة إلا من ركب هواه ، وحمله فرط التعصب على أن علله ، ورد باختلاف ألفاظه ، مع أنها ليست مختلفة ، بل يصدق بعضها بعضا ، كما بينا ، وعارضه بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الموضوع ، أو بمثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية الضعيف ، ومتى وصل الأمر إلى مثل هذا ، فجعل الصحيح ضعيفا ، والضعيف صحيحا ، والمعلل سالما من التعليل ، والسالم من التعليل معللا سقط الكلام ، وهذا ليس بعدل ، والله يأمر بالعدل ، وما تحلى طالب العلم بأحسن من الإنصاف وترك التعصب ، ويكفينا في تضعيف أحاديث الجهر إعراض أصحاب الجوامع الصحيحة ، والسنن المعروفة ، والمسانيد المشهورة المعتمد عليها في حجج العلم ، ومسائل الدين . nindex.php?page=showalam&ids=12070فالبخاري رحمه الله مع شدة تعصبه وفرط تحامله على مذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة لم يودع صحيحه منها حديثا واحدا ، ولا كذلك nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم رحمه الله ، فإنهما لم يذكرا في هذا الباب إلا حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الدال على الإخفاء ، ولا يقال في دفع ذلك : إنهما لم يلتزما أن يودعا في " صحيحيهما " كل حديث صحيح ، يعني فيكونان قد تركا أحاديث الجهر في جملة ما تركاه من الأحاديث الصحيحة ، وهذا لا يقوله إلا سخيف أو مكابر ، فإن مسألة الجهر بالبسملة من أعلام المسائل ومعضلات الفقه ، ومن أكثرها دورانا في المناظرة وجولانا في " المصنفات " ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري كثير التتبع لما يرد على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة من السنة ، فيذكر الحديث ، ثم يعرض بذكره ، فيقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذا وكذا ، وقال بعض الناس : كذا وكذا ، يشير ببعض الناس إليه ، ويشنع لمخالفة الحديث عليه ، وكيف يخلي كتابه من أحاديث الجهر بالبسملة ، وهو يقول في أول كتابه : " باب الصلاة من الإيمان " ، ثم يسوق أحاديث الباب ، ويقصد الرد على nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ؟ قوله : إن الأعمال ليست من الإيمان ، مع غموض ذلك على كثير من الفقهاء ، ومسألة الجهر يعرفها عوام الناس ورعاعهم ، هذا مما لا يمكن ، بل يستحيل ، وأنا أحلف بالله ، وبالله لو اطلع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على حديث منها موافق بشرطه ، أو قريبا من شرطه لم يخل منه كتابه ، ولا كذلك nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم رحمه الله ، ولئن سلمنا فهذا أبو داود ، والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، مع اشتمال كتبهم على الأحاديث السقيمة ، والأسانيد الضعيفة لم يخرجوا منها شيئا ، فلولا أنها عندهم واهية بالكلية لما تركوها ، وقد تفرد nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي منها بحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، [ ص: 480 ] وهو أقوى ما فيها عندهم ، وقد بينا ضعفه ، والجواب عنه من وجوه متعددة ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم منها : حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية ، وقد عرف تساهله ، وباقيها عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " التي هي مجمع الأحاديث المعلولة ، ومنبع الأحاديث الغريبة ، قد بيناها حديثا حديثا ، والله أعلم .
الآثار في ذلك : فمنها ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الخلافيات " . nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي في " كتابه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16667عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه ، فجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، وكان أبي يجهر بها ، انتهى .
وهذا الأثر مخالف للصحيح الثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أنه كان لا يجهر ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن أبيه أيضا عدم الجهر ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي بإسناده عن أبي وائل ، قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر . nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي لا يجهران " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، فإن ثبت هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فيحمل على أنه فعله مرة ، أو بعض أحيان ، لأحد الأسباب المتقدمة ، والله أعلم . ومنها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني بسنده عن عثمان بن عبد الرحمن عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعليا كانوا يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " انتهى .
وهذا باطل ، nindex.php?page=showalam&ids=16551وعثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي ، أجمعوا على ترك الاحتجاج به ، قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : كذاب ذاهب الحديث .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات لا يحل الاحتجاج به وقال nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي : متروك الحديث . ومنها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا عن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن أبيه ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، وعدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " وهذا أيضا لا يثبت ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح لم يلحق nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، ولا صلى خلفه قط ، والحمل فيه على ابنه يعقوب ، فقد ضعفه غير واحد من الأئمة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : منكر الحديث .
وقال أبو زرعة . وابن معين : ضعيف ، ومشاه ابن عدي ، فقال : يكتب حديثه ، وأما شيخ nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب فيه ، فهو أبو الحسين محمد بن [ ص: 481 ] الحسن بن أحمد الأصبهاني الأهوازي ، ويعرف بابن أبي علي ، فقد تكلموا فيه ، وذكروا أنه كان يركب الأسانيد ، ونقل nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب عن أحمد بن علي الجصاص ، قال : كنا نسمي ابن أبي علي الأصبهاني " جراب الكذب " .
ومنها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن الحسن بن محمد بن عبد الواحد ثنا الحسن بن الحسين ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12357إبراهيم بن أبي يحيى عن صالح بن نبهان ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، فكانوا يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، وهذا أيضا لا يثبت ، والحسن بن الحسين هو العربي إن شاء الله ، وهو شيعي ضعيف ، أو هو حسين بن الحسن الأشقر ، وانقلب اسمه ، وهو أيضا شيعي ضعيف ، أو هو مجهول ، nindex.php?page=showalam&ids=12357وإبراهيم بن أبي يحيى فقد رمي بالرفض والكذب ، وصالح بن نبهان مولى التوأمة ، وقد تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . وغيره من الأئمة ، وفي إدراكه للصلاة خلف nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة نظر ، وهذا الإسناد لا يجوز الاحتجاج به ، وإنما كثر الكذب في أحاديث الجهر على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، لأن الشيعة ترى الجهر ، وهم أكذب الطوائف ، فوضعوا في ذلك أحاديث ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12535أبو علي بن أبي هريرة ، أحد أعيان أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يرى ترك الجهر بها ، ويقول : الجهر بها صار من شعار الروافض ، وغالب أحاديث الجهر نجد في روايتها من هو منسوب إلى التشيع .
ومنها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب أيضا عن محمد بن أبي السري ثنا المعتمر عن حميد الطويل عن nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير فكان يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، وقال : ما يمنع أمراءكم أن يجهروا بها إلا الكبر انتهى .
قال ابن عبد الهادي : إسناده صحيح ، لكنه يحمل على الإعلام بأن قراءتها سنة ، فإن الخلفاء الراشدين كانوا يسرون بها ، فظن كثير من الناس أن قراءتها بدعة ، فجهر بها من جهر من الصحابة ليعلموا الناس أن قراءتها سنة ، لا أنه فعله دائما ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير ترك الجهر ، فالله أعلم ، وأما أقوال التابعين في ذلك فليست بحجة ، مع أنها قد اختلفت ، فروي عن غير واحد منهم الجهر ، وروي عن غير واحد منهم تركه ، وفي بعض الأسانيد إليهم الضعفة والاضطراب ، ويمكن حمل جهر من جهر منهم على أحد الوجوه المتقدمة ، والواجب في مثل هذه المسألة الرجوع إلى الدليل ، لا إلى [ ص: 482 ] الأقوال ، وقد نقل بعض من جمع في هذه المسألة الجهر عن غير واحد من الصحابة ، والتابعين ، وغيرهم ، والمشهور عنهم غيره ، كما نقل nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب الجهر عن الخلفاء الراشدين الأربعة ونقله nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وعلى المشهور عنهم تركه ، كما ثبت ذلك عنهم ، قال الترمذي في ترك الجهر : والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من الصحابة : منهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي ، وغيرهم من بعدهم من التابعين ، وبه يقول nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ، وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لم يختلف في الجهر بها عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وهو الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : ولا أعلم إن اختلف في الجهر بها عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=75وشداد بن أوس ، nindex.php?page=showalam&ids=14وابن الزبير ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عدم الجهر ، وكذلك روى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب وغيرهما عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عدم الجهر ، وكذلك ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير عدم الجهر ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب عن عكرمة الجهر ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم عنه عدمه ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق الجهر ، وذكر الترمذي عنهما تركه ، كما تقدم ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي أنه قال : ما أدركت أحدا يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " والجهر بها بدعة ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، قال : أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا " بالحمد لله رب العالمين " ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : كان nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، nindex.php?page=showalam&ids=12428وابن أبي خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=16330وابن أبي ليلى ، وسفيان nindex.php?page=showalam&ids=14117والحسن بن صالح ، وعلي بن صالح ، ومن أدركنا من مشيختنا لا يجهرون " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في " سننه " حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=22خالد عن حصين عن أبي وائل ، قال : كانوا يسرون البسملة والتعوذ في الصلاة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد عن كثير بن شنظير أن الحسن سئل عن الجهر بالبسملة ، فقال : إنما يفعل ذلك الأعراب ، حدثنا عتاب بن بشير ثنا خصيف عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : إذا صليت فلا تجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " واجهر " بالحمد لله رب العالمين " .
ملخص ما قاله صاحب " التنقيح " ، ذكر الأحاديث التي استدل بها الشافعية ، ثم قال : وهذه الأحاديث في الجملة لا تحسن بمن له علم بالنقل أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة ، ولولا أن يعرض للتفقه شبهة عند سماعها فيظنها صحيحة لكان الإضراب عن ذكرها أولى ، ويكفي في ضعفها إعراض المصنفين للمسانيد ، والسنن عن جمهورها ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني منها طرفا في " سننه " فبين ضعف بعضها وسكت عن [ ص: 483 ] بعضها ، وقد حكى لنا مشايخنا أن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني لما ورد مصر سأله بعض أهلها تصنيف شيء في الجهر ، فصنف فيه جزءا ، فأتاه بعض المالكية ، فأقسم عليه أن يخبره بالصحيح من ذلك ، فقال : كل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهر فليس بصحيح ، وأما عن الصحابة : فمنه صحيح ، وضعيف ، ثم تجرد الإمام أبو بكر الخطيب لجمع أحاديث الجهر ، فأزرى على علمه بتغطية ما ظن أنه لا ينكشف ، وقد بينا عللها وخللها ، ثم إنا بعد ذلك نحمل أحاديثهم على أحد أمرين : إما أن يكون جهر بها للتعليم ، أو جهر بها جهرا يسيرا يسمعه من قرب منه ، والمأموم إذا قرب الإمام أو حاذاه سمع ما يخافته ولا يسمى ذلك جهرا ، كما ورد أنه كان يصلي بهم الظهر فيسمعهم الآية والآيتين بعد الفاتحة أحيانا . والثاني : أن يكون ذلك قبل الأمر بترك الجهر ، فقد روى أبو داود بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير { nindex.php?page=hadith&LINKID=63811أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وكان مسيلمة يدعى رحمن اليمامة فقال أهل مكة : إنما يدعو إله اليمامة ، فأمر الله رسوله بإخفائها ، فما جهر بها حتى مات } ، فهذا يدل على نسخ الجهر ، قال : ومنهم من سلك في ذلك مسلك البحث والتأويل ، فقال : إن أحاديث الجهر تقدم على أحاديث الإخفاء بأشياء : أحدها : بكثرة الرواة ، فإن أحاديث الإخفاء رواها اثنان من الصحابة : nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=5078وعبد الله بن مغفل ، وأحاديث الجهر رواها أربعة عشر صحابيا . والثاني : أن أحاديث الإخفاء شهادة على نفي ، وأحاديث الجهر شهادة على إثبات ، والإثبات مقدم على النفي ، كما تقدم قول nindex.php?page=showalam&ids=115بلال في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في البيت على قول nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة . وغيره : إنه لم يصل ، قالوا : وبأن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا قد روي عنه إنكار ذلك في الجملة ، فروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني من حديث سعيد بن يزيد أبي مسلمة ، قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، أو الحمد لله رب العالمين ؟ " ، قال : إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه ، أو ما سألني عنه أحد قبلك ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إسناده صحيح قلنا : أما اعتراضهم بكثرة الرواة ، فالاعتماد على كثرة الرواة إنما يكون بعد صحة الدليلين ، وأحاديث الجهر ليس فيها صحيح صريح ، بخلافه حديث الإخفاء ، فإنه صحيح صريح ثابت مخرج في الصحاح ، والمسانيد المعروفة ، والسنن المشهورة ، مع أن جماعة من الحنفية لا يرون الترجيح بكثرة الرواة ، وهو قول ضعيف ; لبعد احتمال الغلط على العدد الأكثر ، ولهذا جعلت الشهادة على الزنا أربعة ; لأنه أكبر الحدود ، وأحاديث الجهر ، وإن كثرت رواتها لكنها كلها ضعيفة ، وكم من حديث [ ص: 484 ] كثرت رواته وتعددت طرقه ، وهو حديث ضعيف ؟ كحديث : الطير ، وحديث : الحاجم والمحجوم . وحديث : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، بل قد لا يزيد الحديث كثرة الطرق إلا ضعفا ، وإنما ترجح بكثرة الرواة إذا كانت الرواة محتجا بهم من الطرفين ، كترجيح الأئمة رواية من روى عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري حديث : المجامع ، وذكرهم الترتيب ، وتعليق الحكم على الجماع على رواية من روي عنه التخيير ، وترتيب الحكم على مجرد الفطر من غير ذكر الجماع ، وأحاديث الجهر ليست مخرجة في الصحاح ، ولا المسانيد المشهورة ، ولم يروها إلا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=14070فالحاكم عرف تساهله وتصحيحه للأحاديث الضعيفة ، بل الموضوعة ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني فقد ملأ كتابه من الأحاديث الغريبة ، والشاذة ، والمعللة ، وكم فيه من حديث لا يوجد في غيره وأما الشهادة على النفي فهي وإن ظهرت في صورة النفي ، فمعناها الإثبات ، بخلاف حديث nindex.php?page=showalam&ids=115بلال مع أن المسألة مختلف فيها على ثلاثة أقوال ، فالأكثرون على تقديم الإثبات قالوا : لأن المثبت معه زيادة علم ، وأيضا فالنفي يفيد التأكيد لدليل الأصل ، والإثبات يفيد التأسيس ، والتأسيس أولى . الثاني : أنهما سواء ، قالوا : لأن النافي موافق للأصل ، وأيضا ، فالظاهر تأخير النافي عن المثبت ، إذ لو قدر مقدما عليه لكانت فائدته التأكيد ، لدليل الأصل ، وعلى تقدير تأخيره يكون تأسيسا ، فالعمل به أولى . القول الثالث : أن النافي مقدم على المثبت ، وإليه ذهب الآمدي ، وغيره ، وقد قدم جماعة من الحذاق : منهم nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي النفي على الإثبات في حديث ماعز ، وأنه عليه السلام صلى عليه ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وأصحاب السنن ، وقالوا فيه : ولم يصل عليه ، وصححه الترمذي وهو الصواب ، والله أعلم ، وأما جمعهم بين الأحاديث بأنه لم يسمعه لبعده ، وأنه كان صبيا يومئذ ، فمردود ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة ، nindex.php?page=showalam&ids=9ولأنس يومئذ عشر سنين ، ومات ، وله عشرون سنة ، فكيف يتصور أن يصلي خلفه عشر سنين ، فلا يسمعه يوما من الدهر يجهر ؟ هذا بعيد ، بل مستحيل ، ثم قد روي هذا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف وهو رجل في زمن أبي بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، وكهل في زمان عثمان ، مع تقدمه في زمانهم ، وروايته للحديث ؟ ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=43689كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون [ ص: 485 ] والأنصار ليأخذوا عنه } ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، قال النووي في " الخلاصة " إسناده على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وأما ما روي من إنكار nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، فلا يقاوم ما يثبت عنه خلافه في الصحيح ويحتمل أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=9أنس نسي في تلك الحال ، لكبره ، وقد وقع مثل ذلك كثيرا ، كما سئل يوما عن مسألة ، فقال : عليكم بالحسن فاسألوه ، فإنه حفظ ، ونسينا ، وكم ممن حدث ونسي ، ويحتمل أنه سأله عن ذكرها في الصلاة أصلا ، لا عن الجهر بها وإخفائها ، والله أعلم .
ملخص ما قاله الحازمي في " الناسخ والمنسوخ " اختلف أهل العلم في البسملة ، هل يجهر بها في الصلاة ، أو لا ؟ فذهب جماعة إلى الجهر بها ، روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14وعبد الله بن الزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأصحابه .
وخالفهم في ذلك أكثر أهل العلم ، وقالوا : يسر بها ولا يجهر ، وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر في إحدى الروايتين nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، والحكم ، وحماد ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ، وأصحاب الحديث .
وقالت طائفة : لا يقرؤها سرا ولا جهرا ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، والأوزاعي ، استدل القائلون بالإخفاء بالأحاديث الثابتة ، وأكثرها نصوص لا تقبل التأويل ، وهي وإن عارضها أحاديث أخرى ، فأحاديث الإسرار أولى بالتقديم لأمرين : أحدهما : ثبوتها وصحة سندها ولا خفاء أن أحاديث الجهر لا توازيها في الصحة والثبوت . والثاني : أنها وإن صحت فهي منسوخة ، بما أخبرنا ، وساق من طريق أبي داود ثنا عباد بن موسى ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام عن شريك عن سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة ، قال : وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن فقالوا : إن محمدا يدعو إلى إله اليمامة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخفاها فما جهر بها حتى مات }انتهى ، وهذا مرسل يتقوى بفعل الخلفاء الراشدين ; لأنهم كانوا أعرف بأواخر الأمور ، وأما من ذهب إلى الجهر ، فقال : لا سبيل إلى إنكار ورود الأحاديث في الجانبين ، وكتب السنن ، والمسانيد ناطقة بذلك ، ثم يشهد بصحة الجهر آثار الصحابة ، ومن بعدهم من التابعين ، وهلم جرا ، إلى عصر الأمة ، وحديث [ ص: 486 ] nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير مرسلا لا يقوم به حجة ، ثم هو معارض بما أخبرنا ، وساق من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعيد البزار ثنا جعفر بن عنبسة بن عمرو الكوفي ثنا عمر بن جعفر المكي عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، { nindex.php?page=hadith&LINKID=63795أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل ، يجهر في السورتين ببسم الله الرحمن الرحيم حتى قبض }انتهى . قال : وطريق الإنصاف أن يقال : أما ادعاء النسخ في كلام المذهبين فمتعذر ; لأن من شرط الناسخ أن يكون له مزية على المنسوخ من حيث الثبوت والصحة ، وقد فقدناها هاهنا ، فلا سبيل إلى القول به ، وأما أحاديث الإخفاء ، فهي أمتن ، غير أن هنا شيئا ، وذلك أن أحاديث الجهر ، وإن كانت مأثورة عن جماعة من الصحابة ، غير أن أكثرها لم يسلم من شوائب الجرح ، كما في الجانب الآخر ، والاعتماد في الباب على رواية nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ; لأنها أصح وأشهر ، ثم الرواية قد اختلفت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس من وجوه أربعة ، وكلها صحيحة : الأول : روي عنه أنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63813كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين }" ، وهذا أصح الروايات عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد القطان ، nindex.php?page=showalam&ids=13715والحسن بن موسى الأشيب ، ويحيى بن السكن وأبو عمر الحوضي ، nindex.php?page=showalam&ids=16719وعمرو بن مرزوق ، وغيرهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وكذلك روي عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وكذلك رواه عامة أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : منهم nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي . وسعيد بن أبي عروبة ، nindex.php?page=showalam&ids=11792وأبان بن يزيد العطار ، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة ، وحميد ، nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني ، والأوزاعي ، nindex.php?page=showalam&ids=15991وسعيد بن بشير ، وغيرهم ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، وهمام ، واختلف عنهما في لفظه ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وهو المحفوظ عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقد اتفق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم على إخراج هذه الرواية لسلامتها من الاضطراب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : معناه أنهم كانوا يبدءون بقراءة الفاتحة قبل السورة ، ليس معناه أنهم كانوا لا يقرءون " ببسم الله الرحمن الرحيم " ، الثاني : روي عنه أنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63814صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم }" رواه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=16769محمد بن جعفر ، nindex.php?page=showalam&ids=17104ومعاذ بن معاذ ، وحجاج بن محمد ، ومحمد بن بكر البرساني ، nindex.php?page=showalam&ids=15538وبشر بن عمر ، وقراد أبو نوح . وآدم بن أبي إياس ، nindex.php?page=showalam&ids=16527وعبيد الله بن موسى ، nindex.php?page=showalam&ids=11920وأبو النضر هاشم بن القاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=16598وعلي بن الجعد ، وخالد بن يزيد المزرفي عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وأكثرهم اضطربوا فيه ، فلذلك امتنع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من إخراجه ، وهو من مفاريد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . الوجه الثالث : ما رواه همام ، [ ص: 487 ] وجوير بن حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63815سئل nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال : كانت مدا ، ثم قال : ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم }" ، وقال : وهذا حديث صحيح لا يعرف له علة ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه . الوجه الرابع : روي عنه ما أخبرنا ، وساق من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ثنا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزار ثنا العباس بن يزيد ثنا غسان بن مضر ثنا { nindex.php?page=hadith&LINKID=63816nindex.php?page=showalam&ids=233أبو سلمة سألت nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بالحمد لله رب العالمين ، أو ببسم الله الرحمن الرحيم ؟ ، فقال إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه ، وما سألني عنه أحد قبلك ، قلت : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في النعلين ؟ قال : نعم }انتهى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : إسناده صحيح ، فهذه الروايات كلها صحيحة مخرجة في كتب الأئمة ، وهي مختلفة ، كما ترى ، وغير مستبعد وقوع الاختلاف في مثل ذلك ، وكم من شخص يتغافل عن أمر هو من لوازمه ، حتى لا يلقي إليه بالا ألبتة ، ويتنبه لأمر ليس من لوازمه . ويلقي إليه باله بكليته ، ومن أعجب ما اتفق لي أني دخلت جامعا في بعض البلاد ، لقراءة شيء من الحديث ، فحضر إلي جماعة من أهل العلم ، وهم من المواظبين على الجماعة في الجامع ، وكان إمامهم صيتا يملأ الجامع صوته ، فسألتهم عنه ، هل يجهر " ببسم الله الرحمن الرحيم " أو يخفيها ؟ فاختلفوا علي في ذلك ، فقال بعضهم : يجهر بها ، وقال بعضهم : يخفيها ، وتوقف آخرون ، والحق أن كل من ذهب إلى أي هذه الروايات فهو متمسك بالسنة ، والله أعلم .