اختاره الله من نسل (الخليل) فمن ![]() ![]() فرع (الذبيح) فمن (عدنان) ذي الكرمِ ![]() فمن (كنانة) في العلياء من مضرٍ ![]() ![]() فمن قريشٍ فمن (عمرو) الندى الهشمِ ![]() فالأبيض الغرّة الميمون طالعه ![]() ![]() فجامع الفضل (عبدالله) والشيمِ ![]() عقدٌ من النسب العالي يفوق على ![]() ![]() عقد من الدر والألماس منتظمِ ![]() كأنما الخلق (روض) والرسول به ![]() ![]() خلاصة العطر من أزهاره الفغمِ ![]() جاءت به الدرة العصماء آمنة ![]() ![]() فأشرق الكونُ من أنواره العممِ ![]() واهتز أهل السموات العلا طرباً ![]() ![]() بمنقذ الكون مما فيه من أثمِ ![]() وغنّت الحور أصوات السرور على ![]() ![]() مقاعد النور في قدسية النغمِ ![]() وسبحت ربها الأعلى الملائك عن ![]() ![]() شكرٍ وبشرٍ بماحي الظلم والظُلمِ ![]() وأشرقت رُحبُ الجنّات وانفتحت ![]() ![]() أبوابها، وتجلى الله بالرُّحُمِ ![]() ما كان يعلم أن الله مرسله ![]() ![]() يوماً لأمته، دع سائر الأممِ ![]() لكن مولاه قد حلاه من صغرِ ![]() ![]() بكلِّ عالٍ من الأخلاق والشّيمِ ![]() فكان في قومه بدعاً يباينهم ![]() ![]() فيما يجيئون من نكرٍ ومن كثمِ ![]() وصانه الله عمّا هم عليه، فلم ![]() ![]() يشرب ويلهُ، ولم يعكف على صنمِ ![]() لم يعرف الكذب يوماً ما على أحدٍ ![]() ![]() فكيف يعرفه عن بارئ النّسمِ ؟ ![]() يلقى الأنام ببشرٍ غير مصطنعٍ ![]() ![]() ولا يكلمُ شخصاً غير مبتسمٍ ![]() تعفو ذنوب الورى في حقه كرماً ![]() ![]() ويقبل العذرَ من جانٍ ومجترمِ ![]() حتّى إذا انتهكت لله حرمته ![]() ![]() رأيت غضبة ليثٍ هيج في الأجمِ ![]() سِفرُ الشجاعةِ فصلٌ في شجاعته ![]() ![]() إذا الجموع تلاقت والوطيس حمي ![]() يبدو إذا وهت الأركان من جزعٍ ![]() ![]() أقوى وأثبت أركاناً من الهرمِ ![]() وربما انفض عنه جيشه فيُرى ![]() ![]() كأنه وحده جيشٌ من البُهَمِ ![]() يعطي العفاة عطاءً غير منقطعٍ ![]() ![]() بلا حسابٍ ولا منٍّ ولا برمِ ![]() ويستميل وفود العُرب تقدُم من ![]() ![]() شتّى النّواحي ببذل المال والنَّعمِ ![]() يحنو على كل ذي بؤسٍ ومتربةٍ ![]() ![]() لاسيّما بؤساء الأيم واليُتُمِ ![]() يطوي الليالي جوعاً بعدما جُبيت ![]() ![]() له الغنائمُ من نجدٍ ومن تِهمِ ![]() ما عاب قط طعاماًَ قدّموه له ![]() ![]() وما نعى قطّ تقصيراً على الخدمِ ![]() إن شاء يأكله أو شاء يتركه ![]() ![]() أكان مؤتدماً أم غير مؤتدمِ ![]() |
من قصيدة لأحمد با كثير