الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستقامة في القرآن (1)

الاستقامة في القرآن (1)

الاستقامة في القرآن (1)

* مفهوم الاستقامة

يرجع جذر (الاستقامة) إلى مادة (قوم) وهذا الجذر يدل على أصلين صحيحين: أحدهما: على جماعة ناس، وربما استعير في غيرهم. والآخر: على انتصاب أو عزم. والاستقامة ضد الطغيان، وهو مجاوزة الحد في كل شيء. وقد أطلق على الاستقامة عدة معان، منها: القصد، والاستواء، والنظام، والاعتدال، والرشد، والالتزام، وغير ذلك. واتفق جمهور أهل اللغة على أنها ترجع إلى معنى الاعتدال والتوسط والسلامة من غضب الله سبحانه.

والاستقامة في الاصطلاح: سلوك الصراط المستقيم، وهو الدين القويم من غير تعريج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها كذلك، فصارت هذه الوصية جامعة لخصال الدين كلها. وعرفها الجرجاني بأنها: "الوفاء بالعهود كلها، وملازمة الصراط المستقيم برعاية حد التوسط في كل الأمور، من الطعام والشراب واللباس، وفي كل أمر ديني ودنيوي، فذلك هو الصراط المستقيم، كالصراط المستقيم في الآخرة".

* الألفاظ ذات الصلة

1- الإصابة: تعني ثلاثة أمور: الصواب، والإيجاد، والإرادة. والإصابة في الاصطلاح هي إرادة العمل الصالح المقبول بإيجاد الظروف المناسبة له ضمن ضوابط الشرع الحنيف. وثمة علاقة وثيقة بين الإصابة والاستقامة من جهة مدلول الجذر اللغوي؛ فكلاهما يشترك في الدعوة إلى السلامة من غضب الله، ومن ثم عذابه، لكن الاستقامة أشمل من حيث إنها تجمع أقوال وأعمال وأحوال المسلم، أما الإصابة فيغلب عليها الأعمال، ومن ثم الأقوال.

2- الاستواء: أصل يدل على استواء بين شيئين. وفي الاصطلاح: أية عبادة دلت على استقامة واعتدال بعد اعوجاج وميل عن الحق واتباعه. والصلة بين الاستقامة والاستواء؛ أن الاستقامة تعني الاعتدال والالتزام بما فيه سلامة من غضب الله سبحانه ومن ثم من عذابه، أما الاستواء في العبادات التي تدل على استقامة بعد اعوجاج حدث، أو ميل عن الحق وقع، وعلى هذا فالاستقامة أعم من الاستواء وأشمل.

3- الرشد: هو السير على النهج الصحيح والطريق المستقيم، وهو خلاف الغي. والرشد في الاصطلاح: حسن التصرف في الأمر حسًّا أو معنى دنيا أو ديناً. والصلة بين الاستقامة والرشد أن الاستقامة هي السير على المنهج القويم بما يضمن السلامة من غضب الله تعالى ومن عذابه، أما الرشد فهو حُسن التصرف في الأعمال للوصول إلى الاستقامة. وعلى هذا، فالاستقامة هدف، والرشد طريق عملي للوصول إلى ذلك الهدف.

4- القصد: استقامة الطريق، والقصد هو بيان الهدى. والقصد في الاصطلاح حُسن التوجه في النية بما يكفل سلامة العبد من العذاب. والصلة بين الاستقامة والقصد؛ أن الاستقامة هي السير على المنهج القويم بما يضمن السلامة من غضب الله تعالى ومن عذابه، أما القصد فهو حُسن التوجه القلبي؛ للوصول إلى الاستقامة. وعلى هذا، فالاستقامة هدف، والقصد طريق قلبي للوصول إلى ذلك الهدف.

5- العدل: المثل. والعدولة والعدل: الحكم بالحق، وهو عين الاستقامة في الحال في الدنيا، واستقامة المآل في الدنيا والآخرة. والعدل في الاصطلاح: الاعتدال والاستقامة، وهو الميل إلى الحق. والصلة بين الاستقامة والعدل؛ أن العدل أعم من الاستقامة؛ لأن العدل يقتضي استقامة الحال في الدنيا، واستقامة المآل في الآخرة، فهو بهذا الوجه بمعنى الاستقامة، وكل ما له مدلول المثلية فهو عدل، فإن من العدل ما هو مذموم، كما قال تعالى: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} (الأنعام:1).

* الاستقامة في الاستعمال القرآني

وردت مادة (ق و م) في القرآن الكريم (660) مرة، والذي يخص موضوع (الاستقامة) منها (47) سبع وأربعون مرة، فجاءت بصيغة الماضي أربع مرات، وبصيغة المضارع مرة واحدة، وبصيغة الأمر خمس مرات، وبصيغة اسم الفاعل سبعاً وثلاثين مرة. وجاءت الاستقامة في القرآن بمعناها اللغوي، وهو: الاعتدال، والاستواء، والالتزام.

* أساليب القرآن في عرض الاستقامة

أولاً: أسلوب الأمر: مثاله قوله عز وجل: {كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين} (التوبة:7) بينت الآية وما بعدها سبب البراءة من المشركين وإمهالهم أربعة أشهر، ثم قتالهم؛ وذلك هو نقضهم العهود، وأنهم معتدون، لكن الاستثناء يظهر هنا للمعاهدين من المشركين الملتزمين؛ فإن استقامتهم هذه على العهود جعلت ضرورة المعاملة بالمثل بالنسبة للمسلمين، ثم تذييل الآية بالجملة التقريرية، ويمكن أن تكون تعليلية، ببيان أن الله يحب المتقين، الذين يخافون من غضب الله تعالى بعدم التزام أوامره ونواهيه.

والأسلوب الاستفهامي والإنكاري في قوله سبحانه: {كيف يكون للمشركين عهد...} بمعنى: كيف لا يكون؛ ليفيد مدى بشاعتهم، وبالتالي فإن المعاملة بالمثل من تمام الاستقامة التي أُمِرَ المسلمون بالتزامها.

وفي أثناء المعركة قد تُشحن النفوس ضد المشركين، وبالتالي لا يضبط المسلمون أنفسهم أمام قاتليهم، ومن ثَمَّ فإن الاستقامة مع من استقام من المشركين جاءت بأسلوب الأمر، وبعدها ترغيب بأن الله تعالى يحب المتقين؛ لما في أمر الله وترغيبه من عظيم الأثر في الالتزام. وتوضح الآية أن الأصل في الإسلام الرحمة والعفو والصفح، لكن الذي يستهزئ بالعهود الذي أبرمت مع المسلمين، فلا عهد له ولا أمان بعد ذلك، مع أهمية ألا تختلط الأمور، فيُعامل من التزم بالعهد كمن لا يلتزم، ومن هنا جاء الأمر بالاستقامة، حتى يمتاز جانب الاعتدال في التعامل مع المشركين إن التزموا بعهودهم.

ثانياً: أسلوب الترغيب والترهيب: يكثر في القرآن الكريم استعمال أسلوب الترغيب والترهيب في قضايا كثيرة، ومنها الترغيب في الاستقامة على المنهج الإسلامي، والترهيب من الإعراض عنه، قال تعالى: {وألَّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا} (الجن:16-17) بعد أن ذكرت الآيات السابقة أحوال الجن، وتصنيفهم إلى مسلم منصف في المفهوم الرباني ومقتضياته، وظالم في ذلك، ترغِّب هذه الآية بصيغة إغرائية بالخير، فتقرر أنه من التزم نهج الصراط المستقيم، واعتدل في خط الحق، أتته الدنيا بكثرة رزقها، وعبر عن (الرزق) الوفير في الآية بـ (الماء) لأنه أخص خصوص الرزق، وكل هذا الرزق سببه الاختبار في هذه الدنيا، وهنا يأتي الترهيب الواضح لمن عدل عن الاستقامة، فاعترض طريق الحق، فإنه يسلك هذه الطريق بمزيد من العذاب الذي لا يتوقف.

ثالثاً: أسلوب التأكيد والتنكير: مثاله قوله عز من قائل: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} (الشورى:52) تبين هذه الآية أن قدرة الله جل جلاله تظهر أيضاً بوحي الله تعالى إليك أيها النبي برسالة القرآن، الذي يصفه بأنه روح من أمر الله. ثم يبين سبحانه نعمته على نبيه صلى الله عليه وسلم، بأنه لولا فضله جل جلاله لما علم عن القرآن والإيمان شيئاً، ولكن الله جعل من هذا القرآن وهذا الإيمان نوراً يستضاء به.

رابعاً: أسلوب ضرب المثل: يظهر هذا الأسلوب واضحاً في قوله عز وجل: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون * وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون} (الأنعام:125-126) أي: من يرد الله هدايته إلى الإيمان به وبرسوله يقذف في قلبه النور، فيفسح القلب، ويعمر بالإيمان، ومن كان غير ذلك، ويريد أن يبقى على الضلالة، وينحرف عن الاستقامة، التي هي سبيل النجاة، فإن هذه الذنوب تجعل -بتقدير الله وحده- هذا القلب ضيقاً، ليس للخير فيه منفذ، وهكذا فإن الله يجعل عليهم بشؤم ذنوبهم النجاسة العظيمة، فهم سيئوا التصرف؛ لأنهم غير مسلمين، فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء، فكذلك لا يقدر على أن يُدْخِل التوحيد والإيمان قلبه، حتى يُدْخِله الله في قلبه.

* الأنبياء والاستقامة

من المعلوم أن أولى الناس التزاماً بالاستقامة هم الأنبياء؛ إذ إنهم يمتازون عن البشر بعلو كعبهم في الصبر وتحمل المشاق لأجل الدعوة، ومن ثم طلب رضا الله تعالى. ولذلك فإن القرآن الكريم قد بين أن الأنبياء مأمورون بالاستقامة، التي هي سبيل النجاة من عذاب الله، وذلك من خلال أربعة نماذج؛ وهم: إبراهيم عليه السلام، وموسى وهارون عليهما السلام، وعيسى عليه السلام، وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد اختلفت صيغة الأمر بالاستقامة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فمنها ما جاء بصيغة الأمر المباشر من الله بالاستقامة، كما في نموذج موسى وهارون عليهما السلام. ومنها ما جاء من خلال بيان ثمرة الالتزام بأمر الله، فهي الهداية إلى صراط الله المستقيم، كما في نموذج إبراهيم عليه السلام. ومنها ما جاء بصيغة الأمر للمؤمنين بعبادة الله تعالى وحده، وبأن من فعل ذلك فقد هُدِيَ إلى صراط مستقيم، وهو منهج الإسلام، كما في نموذج عيسى عليه السلام. ومنها ما جاء بصيغة الأمر المباشر للنبي، ومن ثَمَّ لمن تاب من أمته من الشرك، وأخلص لله تعالى بالتوحيد، بعد بيان نماذج كثيرة من أحوال السابقين، كما في نموذج محمد صلى الله عليه وسلم.

أولاً: نموذج الاستقامة مع إبراهيم عليه السلام: أخبر سبحانه عن هذا النموذج، بقوله: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين} (النحل:120-122) تذكر هذه الآيات نموذجاً مثالياً في الاستقامة الحقة؛ حيث إن إبراهيم عليه السلام كان معلم خير، يأتم به أهل الهدى، مطيعاً لله، مستقيماً على دين الإسلام، ولم يك يشرك بالله شيئاً، فيكون من أولياء أهل الشرك به، وهذا إعلام من الله تعالى أهل الشرك به من قريش أن إبراهيم منهم بريء وأنهم منه برآء، كان يخلص الشكر لله فيما أنعم عليه، ولا يجعل معه في شكره في نعمه عليه شريكاً من الآلهة والأنداد وغير ذلك، كما يفعل مشركو قريش، اصطفاه واختاره لخلته، وأرشده إلى الطريق المستقيم، وهداه إلى الدين الإسلامي القويم، وجزاء لما بدر منه من عبادات ترضي الله، آتاه الله في هذه الدنيا ذكراً حسناً، وثناء جميلاً باقياً على الأيام، وإنه في الدار الآخرة يوم القيامة ممن صلح أمره عند خالقه، وحسنت فيها منزلته وكرامته. ومن تشريف الله له أن جعله أباً للاستقامة، إن كانت تعني الإسلام، فهو أبو المسلمين بنص القرآن الكريم {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس} (الحج:78) ومن يستقم على الدين، ويلتزم حقيقته، فإنه يفلح في الدنيا والآخرة، وهو ما يوضحه قوله تعالى: {وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين} (النحل:122) ومن يطلب الصلاح والاستقامة يهدِه الله لها، كما قال عز من قائل: {اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم} (النحل:121).

ثانياً: نموذج الاستقامة مع موسى وهارون عليهما السلام: قال سبحانه مخبراً عن هذا النموذج: {وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} (يونس:88-89) تذكر هذه الآية دعاء موسى وهارون عليهما من خلال مقوله الرجاء من موسى عليه السلام لربه -بعد ما زاد فرعون وقومه من طغيانهم-: ربنا إن عطاءك اللامحدود الذي أعطيته لفرعون وقومه، ربنا إن هذا الأمر وُجِّه لأجل الضلال، ربنا اطمس على أموالهم، فمسخت دنانيرهم ودراهمهم وزروعهم حجارة، واشدد على قلوبهم بالضلالة، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الكثير المؤلم، فحيل بينهم وبين أن يؤمنوا.

وقد كان هارون عليه السلام يؤمِّن من وراء دعاء موسى عليه السلام؛ ولذلك فإن الله أجاب دعوتهما مع أمرهما بالاستقامة، وهي الاتزان في لزومها، ولا سيما بعدم اتباع طريق الذين لا يعلمون.

وتبين هذه الآية أن الله يهدي من يستحق النصر والتمكين، أمثال موسى وهارون عليهما السلام، إلى الدعاء والرجاء بتذلل وانكسار إليه سبحانه، ثم تبين الآية التالية أن الله أمر بالاستقامة التي هي أصل الاعتدال، لأجل عدم الميل إلى الجهلة الذين لا يعلمون حقيقة الدين القويم.

ثالثاً: نموذج الاستقامة مع عيسى عليه السلام: قال تعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون * ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم} (مريم:36) بينت الآيات الكريمات أن قضية التوحيد، ونفي الولد عنه سبحانه من قضايا العقيدة الأساسية، ويترتب على ذلك إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. وهذا هو المنهج المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.

رابعاً: نموذج الاستقامة مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: قال تعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} (هود:112) الخطاب في الآية للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته، أي: اطلب الإقامة على الدين من الله، واسأله ذلك. قال القرطبي: "والاستقامة الاستمرار في جهة واحدة من غير أخذ في جهة اليمين والشمال، فاستقم على امتثال أمر الله". وفي الآية نهيٌ عن الطغيان، و(الطغيان) مجاوزة الحد.

وفي الآية تحذير للأمة من مجاوزة حدود الله سبحانه، والانحراف عن المسار الصحيح، وهو التوحيد الخالص الصافي من الشك والريب، وذلك عين الاستقامة الحقة؛ فإن من عمل بالحق أو الباطل، فإن الله بصير بعمله، فيجازي بفضله أو بعدله.

وهذا النص القرآني مفعم بأساليب التوكيد؛ لما يدلل على أهمية الأمر بالاستقامة، وأن الوصول إليها يحتاج إلى طلب العون من الله وحده.

* مادة المقال مستفادة من موقع (موسوعة التفسير الموضوعي).

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة