الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني أصبح عصبياً بعد تهكم الطلاب به، كيف أساعده؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أقدم لكم الشكر على هذا الجهد الواضح، أما بعد:

فلدي ثلاثة أولاد ذكور، أعمارهم: 8 سنوات، و6 سنوات، و3 سنوات، يعاني الولد الأوسط من وجود شامة صغيرة على خده الأيمن، ولونها ليس غامقًا، فهو بني فاتح، ولكن زملاءه في المدرسة -الأولاد والبنات- يسألونه ما هذا؟ وهو في المرحلة الثانية رياض أطفال، وبعض زملائه يلمس خده ويحاول أن يمسحها له.

وعندما أراهم يفعلون ذلك أحاول أن أمدحها وأقول لهم: هذه جميلة، وأهدد بعضهم أني سأخبر والدته بما يقول أو يفعل مع ولدي، وبالتالي أصبح ابني عصبيًا، ويقول: لماذا إخوتي ليس عندهم مثلي؟ أنا لا أريدها! ويريد أن يذهب للدكتور ليزيلها عنه.

وسؤالي: كيف أعالجه نفسيًا وأقنعه بعدم إزالتها؟

بارك الله لكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطفل من حقه بالطبع أن ينزعج لأمر حتى وإن كان طبيعيًا؛ ما دامت توجد مضايقة من الأطفال في مثل سنه، ولإقناع هذا الابن هنالك عدة وسائل منها: أن ينصح بتجاهل الأمر، حين يسأله بقية الأطفال: ما هذا؟ يقول: هذا شيء طبيعي، وأنت من جانبك يمكن أن تعرضي عليه صوراً لأطفال أو أناس كبار لديهم نفس الشامة التي لديه، هذه هي الطريقة المتاحة والطريقة المعقولة، واجعليه أيضًا يرسم وجوها لأناس مختلفين، بعضهم لديه شامة في وجهه، وآخرين لديهم نتوءات أخرى، وما شابهه من هذا القبيل.

المهم هو أن نجعل الطفل يقتنع، وبلغة بسيطة جدًّا، أن هذه الأشياء هي أشياء طبيعية توجد لدى بعض الناس، وليس هنالك ما يجب أن يشغله، ويجب ألا ينزعج لها أبدًا.

بالنسبة لعرضه على الطبيب: أعتقد أن الطفل محق في هذا الأمر، وأنا أقول لك أيضًا اعرضي الطفل على الطبيب؛ ليس من أجل إقناعه ولكن من أجل أن يحدد الطبيب نوعية هذه الشامة الصغيرة، وإذا كان هنالك إمكانية لإزالتها فلم لا؟ ليس هنالك ما يمنع ذلك أبدًا، إذا هي فعلًا سببت عقدة نقص لدى الطفل، ورأى طبيب الأمراض الجلدية إزالتها، وليس في هذا بأس أبدًا أو مشكلة.

إذن هنالك وسيلتان للعلاج: الوسيلة الأولى هي إقناع الطفل من خلال الشرح المبسط له، ودعوته إلى تجاهل الأمر.

والطريقة الثانية: وهي عرض الحالة على الطبيب، وإذا رأى الطبيب إزالتها، فسوف يكون ذلك هو الأفضل والأحسن، وإذا لم ير الطبيب إزالتها، فهنا أعتقد أن ما يسمعه الطفل من الطبيب سيكون مقنعًا بالنسبة له، وسوف يقول لزملائه أني ذهبت إلى الدكتور، وقال لي: هذا الأمر حميد، ولا توجد أي مشكلة ولا تشغل نفسك به، هذه هي الطرق المعقولة من وجهة نظري.

الأمر الآخر قد لا يكون له علاقة بهذا الأمر، ولكنه مهم من الناحية التربوية، حتى لا يحدث نوع من العقد للطفل، اجعليه يجتهد في دراسته، وأن يمارس الرياضة، وأن تشيري له دائمًا في البيت بما يحفزه ويشجعه، ويبني شخصيته ويعتمد على نفسه، هذه كلها -إن شاء الله- تساعد على البناء النفسي الإيجابي له ولإخوانه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً