الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هوس بعد النوم وغضب ورؤية مشوشة: ما التشخيص والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مغترب في إحدى دول الخليج منذ خمسة أعوام، عمري 30 عاماً، أعاني من طول الدوام ومشاكل نفسية جمّة، ولم يكن هناك شيء من هذا القبيل عندما كنت في بلدي، ولكن في الفترة الأخيرة، ومنذ عامين، عندما كنت أتناول الغداء وأنام ساعة أو ساعتين في فترة الراحة، أقوم وكأن بي هوسًا غير مركز، وأشعر وكأن رأسي بيضة تهتز محتوياتها من الداخل، وأكون سريع الغضب.

ذهبت إلى طبيب، واثنين، وأجريت رسمًا للمخ ولم يفدني أحد، غير أن أحد الأطباء قال لي إنها مشكلة نفسية تجعل المعدة لا تهضم الطعام، ويحدث ضغط للدم على المخ فيسبب ذلك. أنا لا أعاني من الضغط أو السكر، وعند الشعور بالألم أشعر وكأني أرى الناس من خلف زجاج، أو كحلم، فما السبيل للعلاج؟ علماً أن وزني كان مثاليًا في بلدي، ولكن الآن ازداد وزني تقريباً 20 كيلو عن المعدل، وأريد العودة إلى وزني الطبيعي.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى أن هذه الأعراض لديك مرتبطة بشكل كبير بعادتك في تناول الطعام، ثم النوم مباشرة، وهذه الممارسة قد تسبب ردود فعل جسدية غير مرغوبة، تظهر لدى البعض على هيئة كوابيس، أو شعور بالخوف والضياع عند الاستيقاظ.

لذلك، لا يُنصح بالنوم لفترات طويلة خلال النهار، والأفضل الاكتفاء بالقيلولة بما لا يتجاوز نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة، كما أنصحك بشدة بتقليل كمية طعام الغداء، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. أتفهم تمامًا طبيعة عملك وساعات الدوام الطويلة، ولكن حاول أن ترى الجانب الإيجابي في ذلك؛ فالعمل يحمل في طياته فوائد جمة، ويساهم في تطوير قدرات الإنسان مهما كان مرهقًا.

وكما ذكرت سابقًا، من الضروري أن تجد وقتًا لممارسة الرياضة، فهي لا تقوي الجسد فحسب، بل تعزز الروح وتساعد في التخلص من الطاقات النفسية السلبية، وعلى رأسها الغضب. وأيضًا إذا طبقت ما ورد في السنة المطهرة من كيفية مواجهة الغضب، سيكون هذا أمر جيدًا ومفيدًا بالنسبة لك.

نظرًا لكونك تبدو ذا استعداد للقلق النفسي، وهو أمر قد يكون جزءًا من طبيعتك الأساسية، أرى أنه من المناسب أن أصف لك دواءً بسيطًا قد يكون مفيدًا لك بإذن الله، هذا الدواء متاح في الصيدليات ولا يتطلب وصفة طبية، ويُعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول، flunaxol) وعلميًا باسم (فلوبنتكسول، flupenthixol).

أنصحك بتناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) صباحًا لمدة أسبوعين، ثم زيادة الجرعة إلى حبة واحدة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة صباحًا لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكنك التوقف عن تناوله.

بالإضافة إلى ما سبق، ممارسة تمارين الاسترخاء ستعود عليك بفائدة كبيرة، يمكنك الاستعانة بكتيبات أو تسجيلات وفيديوهات تشرح كيفية أدائها، وتتوفر تسجيلات جيدة للدكتور نجيب الرفاعي، والدكتور صلاح الراشد في المكتبات.

وبالإضافة إلى ذلك، قد تجد في المكتبات كتبًا قيمة مثل "لا تحزن" للدكتور عائض القرني وكتاب "دع القلق وابدأ الحياة" لدانيال كارنيجي، والتي قد تثري مكتبتك وتمنحك رؤى مفيدة.

أود أن أؤكد مرة أخرى على أن إنقاص الوزن الزائد ممكن من خلال الالتزام بممارسة الرياضة بانتظام، والتحكم في نوعية وكمية الطعام المتناول، فزيادة الوزن قد تؤثر سلبًا على الحالة النفسية لدى البعض، وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة لا بأس بها من الأشخاص الذين يعانون من السمنة، قد يواجهون أيضًا أعراض الاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الوزن الزائد يضع عبئًا إضافيًا على الجهاز التنفسي والمعدة، مما قد يسبب عسر الهضم، وكما ذكرنا سابقًا، فإن اضطرابات الجهاز الهضمي، وحركة الطعام قد تساهم في ظهور الأعراض التي تشكو منها، خاصةً إذا كان لديك استعداد طبيعي لمثل هذه المشاكل.

وختامًا: نشكر لك تواصلك مع استشارات إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً